واشنطن، طوكيو - أ ف ب، يو بي اي - اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان القوات الاميركية تحقق تقدماً امام حركة «طالبان» في افغانستان، على الرغم من الصورة السلبية العامة للحرب التي تنقلها وسائل الاعلام. وقال الناطق باسم «البنتاغون» جوف موريل: «استعادت القوات الاميركية وتلك التابعة للحلف الاطلسي اراضيَ من المتمردين العام الماضي وعززت الأمن في البلاد، لكن العملية طغت عليها اعمال عنف في الولاياتالجنوبية». واضاف: «نحن بعيدون عن الكمال، وامامنا طريق طويل في كل المجالات، لكننا لم نحقق تقدماً خاطئاً». وعكست هذه التعليقات القلق السائد في «البنتاغون» والحلف الاطلسي من فقدان السيطرة على «نقل وقائع» الحرب مع تزايد عدد الضحايا، اذ يخشى من ان تؤثر التغطية الاعلامية على ثقة الشعب في امكان الفوز بالحرب. وواجه مسؤولون وقادة عسكريون اميركيون هذا الاسبوع مساءلة صعبة امام الكونغرس، اذ ابدى نواب جمهوريون وديموقراطيون معاً شكوكهم بادعاءات الادارة حول تحقيق تقدم بطيء انما ثابت في الحرب. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعلن الاسبوع الماضي في بروكسيل «نفاد صبره» من التغطية الاعلامية التي تتجاهل احياناً نقل التقدم العام لتركز على الصعوبات في ولايتي قندهار وهلمند جنوبافغانستان. وقال غيتس امام الكونغرس الاربعاء الماضي انه «لا يزال من المبكر استخلاص النتائج حول المجهود الحربي، اذ لا يزال 30 الف جندي اميركي في طريقهم الى افغانستان اضافة الى تطبيق استراتيجية جديدة منذ شهور فقط». وتساءل «البنتاغون» اذا كانت تقارير الصحافيين المرافقين للجنود الاميركيين تعطي فكرة غير كاملة عن مسار الحرب. وقال موريل: «اذا كان يوم الوحدة العسكرية، التي ترافقها، جيداً فالحرب تسير بشكل جيد، اما اذا كان يومها سيئاً، فالحرب تسير بشكل سيّئ». واضاف: «فكرت بصوت عالٍ حول الطريقة التي يكمن ان نطلع الناس فيها على صورة اشمل للوضع في افغانستان بحيث نضع هلمند وقندهار في منظور اوسع». وأكد وجود اشارات عدة مشجعة في افغانستان، مع تحقيق تقدم اكبر في المناطق التي انتشرت فيها قوات اميركية سابقاً، بما فيها مناطق في هلمند سيطرت عليها قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) قبل سنة. وتابع: «المناطق التي طبقنا فيها استراتيجيتنا لفترة اطول شهدت التحسن الاكبر»، في اشارة الى منطقتي نوا ونوزاد، و «اعتقد أننا بدأنا نلاحظ دليلاً على نجاح المبدأ في بعض المناطق». وفي مرجة بولاية هلمند (جنوب) والتي شهدت عملية عسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة في شباط (فبراير) الماضي، اشار القادة العسكريون الى ان التقدم العسكري والسياسي كان ابطأ من المتوقع «اذ لا تزال حركة طالبان تمارس نفوذاً». وعموماً، كشف الجدل الدائر حول استراتيجية الحرب الاميركية في افغانستان خلافات في «البنتاغون» حول ادارة المعركة في قندهار، وحجم وسرعة التقدم الواجب اظهاره.