بعد إقدام عناصر من الأمن العام اللبناني على إيقاف مسرحية «إنسي السيّارة» مساء أول من أمس وكانت تقدم على مسرح المدينة، عاد الأمن العام عن بادرته وسمح بتقديم المسرحية وقدّمت مساء أمس. ولعل ما أثار إدارة المسرح والممثلين والجمهور هو طريقة ايقاف المسرحية إذ اقتحم 15 عنصراً من القوى الأمنية «مسرح المدينة» (الحمراء)، ببزاتهم العسكرية والأسلحة، ومنعوا الفرقة البلجيكية من تقديم العرض المسرحي Oublie la voiture! (إنسي السيارة)، المأخوذ عن ثلاثة نصوص للروائي اللبناني رشيد الضعيف. وبعد توالي الاتصالات المكثفة بين المسؤولين عن المسرح والسلطات المعنية تمّ أمس السماح بعرضه. وفي التفاصيل فإن النص كان أرسل الى الأمن العام قبل عشرة أيام وتمت الموافقة على عرضه باسم «ميريل ستريب»، لكن مديرة المسرح الفنانة نضال الأشقر ارتأت ضرورة تغيير اسم المسرحية لأنها سبق وتم تقديم مسرحية باسم «تصطفل ميريل ستريب». وحتى لا يظن الجمهور أنه يتم اعادة المسرحية نفسها كان لا بد من تغيير اسم العمل الجديد، وبعد مماطلة طويلة بالإجابة رسمياً على الموافقة، قيل للقائمين على المسرح المتابعين للموضوع «اصطفلوا»... وحين بدأ العرض أتت قوى أمنية الى المسرح وطالبت بوقفه وإلا أقفل المسرح بالشمع الأحمر. من ناحيتها تقول الأشقر: «على رغم أن الأمن العام كان متعاوناً في السابق معناً، إلا انهم ماطلوا في الموافقة على المسرحية هذه المرة، ولم يعلمونا برفضها حين أرسلنا شخصاً اليهم لمتابعة الموضوع، ربما لخوفهم من أن نُعلم الصحافة بالأمر». وأشارت الى أن «القوى الأمنية حضرت الى المسرح في اليوم الثاني للعرض وطالبت بإيقافه وأكدت أنه سيتم ارسال فرق عند الخامسة من بعد ظهر اليوم التالي من أجل التأكد من عدم عرض المسرحية، وإلا سيتم اقفال المسرح بالشمع الأحمر». وتابعت عاتبة: «كيف يهددون بإقفال المسرح، ومن الذي يقرأ النصوص ويدعي أنه المواطن الصالح الذي عليه اعلامنا بما علينا تقديمه؟، رافضة الرقابة على الأعمال المسرحية: «هل ان الجمل الثلاث المُعترض عليها هي التي تسمّم لبنان المفتوح على المواخير والحشيش والتهريب...؟». وأشارت الى اتصالات مكثفة للسماح بعرض المسرحية اليوم (أمس) ودور فاعل لوزير الداخلية زياد بارود أدى في النهاية الى السماح بذلك. يُذكر ان العرض قدم قبل يومين وكان من المقرر أن يستمر حتى 20 حزيران (يونيو)، ولم يتم منح المحرج المغربي - البلجيكي رحيم العسري وفرقته إذناً بالعرض حتى لحظة صعودهم الخشبة أمس، وتم منع المسرحية التي تحتفي بها خشبات باريس وبروكسيل منذ 2008.