تعرّضت الأجهزة الأمنية والعسكرية لضربة أخرى في تركيا أمس، اذ قُتل شرطيان وجُرح 22 بتفجير انتحاري أمام مركز الشرطة في مدينة غازي عنتاب جنوب شرقي البلاد، كما قُتل ثلاثة جنود في مكمن نسبته السلطات إلى «حزب العمال الكردستاني». واستهدف انتحاريٌ مديرية الأمن في غازي عنتاب، لكنه فجّر سيارته المفخخة مبكراً عند البوابة، بعدما اكتشف شرطي أمره، مطلقاً النار عليه، لتنحصر الأضرار بمقتل شرطيَّين وجرح 22 شخصاً، بينهم 19 شرطياً و3 مدنيين. وندد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ب»هجوم إرهابي مشين»، فيما دهمت الشرطة منزلاً في غازي عنتاب، كان يقطن فيه شاب يُشتبه في انتمائه إلى تنظيم «داعش»، ويُعتقد بأنه منفّذ التفجير. وأوقفت الشرطة والد الشاب، لاستجوابه وإخضاعه لفحص الحمض النووي. وتبحث أجهزة الأمن عن سيارة أخرى تُرجّح أن يقودها انتحاري أيضاً. وغازي عنتاب محاذية للأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة «داعش»، وتستقبل عدداً ضخماً من اللاجئين السوريين. وبدأت أجهزة الأمن التركية تدفع ثمن إعلان أنقرة الحرب على «داعش التركية» داخل البلاد، إذ أفاد سكان بأن قوات الأمن شددت أخيراً قبضتها على الأجانب الذين يدخلون المدينة، وزادت حملات التفتيش. وتُعتبر المدينة مركزاً لتجمّع الشباب الراغبين في الانضمام إلى التنظيم ودخول سورية، كما يحظى فيها «داعش» بحضور غامض، إذ اغتال ناشطين سوريين كثيرين في وضح النهار. ويشير محللون أمنيون إلى أن «داعش التركية» تضمّ غالباً «أكراداً متدينين» جرّتهم الحرب السورية إلى محاربة «حزب العمال الكردستاني» وقوات الحماية الكردية السورية. ولذلك يركّز التنظيم غالبية هجماته على تظاهرات كردية موالية ل «حزب الشعوب الديموقراطي». لكن استهداف «داعش» مديرية الأمن في غازي عنتاب يُعتبر تطوراً خطراً، إذ باتت «داعش التركية» تركّز على مقار الحكومة وأجهزة الأمن، علماً أن هجماتها اقتصرت سابقاً على الأجانب ومصالحهم، وكذلك الأكراد اليساريين. في السياق ذاته، أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن الشرطة التركية اعتقلت أربعة سوريين يُشتبه في انتمائهم إلى التنظيم، كانوا يُعدّون لهجوم في أنقرة يستهدف احتفالات بذكرى عيد العمال أمس. في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي مقتل ثلاثة من جنوده وجرح 14، بهجوم في بلدة نصيبين في محافظة ماردين التي تقطنها غالبية من الأكراد وتقع شرق غازي عنتاب. الجيش الذي كان ينفّذ عملية عسكرية في المنطقة ضد «الكردستاني»، نسب الهجوم إلى «المجموعة الإرهابية الانفصالية»، في إشارة إلى الحزب. وأفادت وكالة «دوغان» للأنباء بأن مسلحي «الكردستاني» أطلقوا صواريخ على وحدة لنزع الألغام في الجيش التركي. إلى ذلك، أعلنت شبكة التلفزة «أي أم سي» المؤيدة للأكراد أن السلطات التركية أوقفت رئيس تحريرها حمزة أقطان في منزله في إسطنبول، ثم أفرجت عنه مع إبقائه تحت رقابة قضائية، إذ سيُحاكَم لاتهامه بالدعاية لمصلحة «مجموعة إرهابية».