كشف مسؤول أمني أن السعودية تعرضت في أقل من عام لما يزيد على 30 عملية إرهابية بواقع عملية كل 12 يوماً، مؤكداً أن الطريقة الأفقية التي يعمل بها عناصر التنظيم المتطرف «داعش» تستند إلى عدم وجود قائد ميداني في المناطق التي ينفذ فيها عناصره عملياتهم، بل ترتبط في شكل مباشر بقيادات التنظيم في مناطق الصراعات بخاصة في سورية. وشدد على أن القضاء على (تنظيم داعش داخل السعودية) في وضعه الحالي يرتبط بحل للأزمة السورية. ولم يستبعد العميد بسام عطية أن يظهر الفكر المتطرف والحالات الإرهابية بثوب آخر حتى بعد القضاء على الفكر الداعشي وقال: «أيديولوجية داعش والفكر المتطرف والحالة الإرهابية ستستمر، وستظهر بثوب آخر وشكل مختلف». في الوقت نفسه كشف المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أن الحملة الأمنية التي نفذت الجمعة الماضي أسفرت عن إحباط عمل إرهابي وشيك، كما تم خلالها قتل اثنين من المطلوبين أمنياً والقبض على ثالث، أتهموا بالضلوع في مقتل مدير مباحث محافظة القويعية (غرب البلاد) كتاب الحمادي أخيراً. وأوضح العميد عطية (من المديرية العامة للمباحث) خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس أن مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة حقق نجاحات كبيرة تصل إلى نسبة 90 في المئة من الأعمال التي يقوم بها، مضيفاً أن «التجربة التراكمية التي حققتها المملكة في محاربة الإرهاب واستمرت نحو أربعة عقود حققت خبرة كبيرة لدى أجهزتها الأمنية في التعامل مع هذه الآفة، جعلت من تجربة المركز رائدة عالمياً». وكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي عن تفاصيل العملية الأمنية التي نفذتها القوات الأمنية الجمعة في محافظة بيشة (جنوب)، واستمرت نحو 40 ساعة، قتل خلالها المطلوبان للجهات الأمنية عبدالعزيز الشهري، وياسر الحودي بعد مقاومتهما لرجال الأمن، وتم القبض على المتهم الثالث عقاب العتيبي، مؤكداً أن هناك ارتباطاً بين هؤلاء الأشخاص وعدد من العمليات الإرهابية التي وقعت في البلاد خلال الفترة الماضية، كتفجير مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير، وإطلاق النار على المصلين في مسجد المصطفى بالدالوة، واغتيال العميد كتاب الحمادي. وأوضح التركي أن القوات الأمنية رصدت سيارتين في أحد المواقع بمحافظة بيشة كان بداخل إحداهما مواد متفجرة، إلا أن قائديها بادرا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن مما اقتضى الرد عليهما بالمثل ومقتلهما، وواصلت الجهات الأمنية أداء مهامها، واستكمال عمليتها الموسعة، التي انطلقت مع الساعات الأولى من فجر الجمعة الماضي، وشملت منطقه بريه وعره بلغت مساحتها 40 كيلومتراً مربعاً شرق محافظة بيشة، حتى أتمت جميع مراحلها في شكل كامل في تمام الساعة الخامسة من عصر السبت. ونتج من تلك العملية مقتل مطلوبين اثنين هما عبدالعزيز الشهري، وياسر الحودي، في حين أكدت معلومات ميدانية، تواجد مطلوب آخر فر بعد مقتل رفيقيه واختفى بمكان في محيط الموقع، وبتكثيف عمليات المسح والتمشيط الأرضي والجوي التي استمرت أكثر من 24 ساعة تم تحديد موقعه ومحاصرته وإرغامه على الاستسلام لرجال الأمن من دون تمكينه من أي فرصة المقاومة، أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة. وقال إن الشخص الثالث الذي قُبض عليه هو عقاب معجب قزعان العتيبي، المعلن اسمه ضمن قائمة المطلوبين لعلاقته بالموقوف على ذمة قضية إطلاق النار على المصلين بمسجد المصطفى بقرية الدالوة الموقوف حالياً سويلم الهادي الرويلي، كما أن العتيبي متورط في عدد من الأنشطة الإرهابية لخلية ضرماء، وفي تفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة في عسير، إضافة إلى الأدلة التي تثبت ضلوعه في جريمة اغتيال العميد كتاب الحمادي، وفي جرائم أخرى لا تزال جميعها محل التحقيق. وأفاد أن العنصرين الآخرين الذين تم القضاء عليهما في العملية الأمنية وهما عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري ضمن قائمة للمطلوبين أمنياً، له علاقة بتفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة بعسير، وجريمة اغتيال العميد كتاب الحمادي، مضيفاً أنه «تبين من إجراءات المعاينة ارتدائه حزاماً ناسفاً في حالة تشريك كامله تم إبطاله من خبراء المتفجرات، وحيازته لسلاح رشاش وثلاثة مخازن وجعبة لحملها، كما تبين وجود آثار لمواد متفجرة متخلفة عن الانفجار الذي حدث للسيارة التي كان يقودها. ويدعى الشخص الآخر الذي قتل في العملية ياسر على يوسف الحودي وكان متخصصاً في صناعة الأحزمة والعبوات الناسفة، وشارك في جريمة اغتيال الحمادي، وعثر بحوزته على سلاح رشاش وأربعة مخازن وذخائر وجعبة لحملها ومبلغ مالي، كما وجد بالقرب من الجثة ذراع خاص لقنبلة يدوية شديده الانفجار.