طالب مشاركون في المنتدى العالمي لإدارة الأزمات أمس، بضرورة إيجاد ثقافة وطنية يعي من خلالها المواطن حقوقه وواجباته، وأكد المحامي محمد بن أحمد الضبعان في الجلسة الختامية للمنتدى أن المجتمع بحاجة إلى ثقافة قانونية تعرف أفراده بالحقوق والواجبات، مشيراً إلى أن هذا يترتب عليه فوائد جمة يأتي في طليعتها خلق ثقافة وطنية، مشدداً على أن وسائل الإعلام المختلفة مطالبة بالتركيز على مثل هذه الأمور. وتناول المشارك في أمن المعلومات في جامعة الملك سعود الدكتور خالد بن سليمان الغثبر موضوع «اختراق المواقع الإلكترونية حال الأزمات... تشخيص وحلول»، متطرقاً إلى أنواع الهجمات على المواقع الإلكترونية، ومستعرضاً بعض الأمثلة في الاختراق والحرب الرقمية التي أصبحت أكثر وضوحاً وتركيزاً خلال الأزمات، كما تناول حلول تجنب مثل هذه الهجمات. واستعرض الدكتور الغثبر حال الأمن في المواقع السعودية ودرس المواقع الإلكترونية السعودية ضمن أرشيف موقع «زون إتش» في الأعوام الماضية، وتناول كيفية استغلال المواقع الإلكترونية حال الأزمات. أما الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فتحية بنت حسين القرشي فاستعرضت «دور الدراسات في تدارك الأزمات والكوارث»، وتحدثت عن الأبعاد المتعلقة بمفهوم الكوارث، وتوضيح دور الدراسات في مواجهتها، والعقبات التي تعترض الاستفادة من نتائج الدراسات في توقعها. فيما نوهت الدكتورة سعاد عبود بن عفيف إلى «دور جمعية اكتفاء في أزمة سيول جدة»، لاسيما جانب حصر الأضرار ومحاولة تقليل الخسائر بتقديم المعونات للمتضررين. وفي نفس الإطار، تناولت العضو المؤسس لمجموعة «مواطنة» رشا نجيب حفظي مبادرة المجموعة في إنقاذ متضرري السيول، واختتمت الجلسة رئيسة مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة الخيرية الدكتورة إنعام بنت حسن الربوعي باستعراض تجربة الجمعية في تغطية منطقة كيلو 14 الجنوبي والشمالي، من خلال خطة عمل بدأت باستقطاب المتطوعين للمشاركة، وسن القوانين والسياسات وتعريف المشاركين بمهمات العمل وتشكيل فريقه وشرح المسؤوليات والإمكانات وتحليل الموارد. في المقابل، أوضح مستشار الأمين العام لبرنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي الكويتي الدكتور صلاح عبدالقادر في ورقته «دور الموارد البشرية في التعامل مع الأزمات» أن تكرار وقوع الأزمات وتنوعها وتتابعها يعني ضعف آليات الإنذار المبكر لوقوع الأزمة، مؤكداً أن الأزمات لا تقع من تلقاء نفسها كما أنها لا تحدث فجأة إنما هي نتاج تداعيات وتراكمات وإهمال وتجاهل وغفلة وتبسيط للأمور، و أن كل هذا هو نتاج عدم تطبيق الأساليب العلمية الحديثة لاكتشافها قبل وقوعها وعدم التعلم من الأزمات الواقعية القديمة. وفي نفس الجلسة، تناول البروفيسور أستاذ جامعة «بي إتش دبليوم» لإدارة الأعمال في سويسرا «ليستر ماسنجهام» موضوع «الاستراتيجيات الأمثل خلال الأزمات... تحليل الأزمة»، إذ تناول تنوع الأزمات لاسيما الأزمات البيئية وطريقة التعبير عن الإجهاد البيئي من دون تنبيه، وتطرق إلى الحاجات وقت الأزمات كالحاجة إلى المساعدة والنصيحة والدعم وفرض السيطرة والاستقرار والتدخل العاجل والحد من الضرر والاطمئنان والثبات والتنبؤ بالمستقبل والتأقلم وإعادة البناء وإيجاد حلول قوية. أعقبه الحديث رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية الدكتور أسعد بن سراج أبورزيزة عن «أسوأ الكوارث البيئية في الزمن المعاصر والمشكل الأخلاقي»، متطرقاً إلى أن الحروب وما تخلفه من أسى ودمار هي أقسى الكوارث التي صنعها الإنسان في تاريخه، ملمحاً إلى أن حروب القرنين ال20 وال21 جاءت مختلفة في النوع. وأكد الدكتور أبورزيزة على أهمية العودة إلى الأخلاق البيئية من خلال احترام الإنسان بما هو إنسان له قيمة ذاتية أو جوهرية، يمتلك الإرادة وله أهداف، مشدداً على ضرورة اعتناق أخلاق الأرض والنظر إلى الكائنات الحية الأخرى كشريك لنا يقاسمنا الأرض ويتعايش معنا عليها.