أكّد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة ل «الحياة» أمس، أن ألمانيا «مستمرة في سياستها الثابتة القائمة على دعم استقلال لبنان وسيادته وحريته وعلاقاته السوية مع محيطه وتشعر بأنها معنية أيضاً بشدة بإيجاد حل لأزمة الشرق الأوسط». وقال السنيورة بعد اجتماعات عقدها مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير الخارجية غيدو فيسترفيلله ومسؤولين في لجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان الألماني في برلين إن هناك «إدراكاً بأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أصبح شديد الإلحاح بسبب المخاطر التي تكتنفه»، مشيراً الى انه لمس خلال لقائه مركل وجود رغبة واستعداد لمتابعة الجهود مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لطرح مبادرات للحل خلال الأشهر المقبلة بمجرد انتهاء الرئيس باراك أوباما من الانتخابات النصفية في بلده. وشكر السنيورة ألمانيا على الدعم الذي تقدمه إلى لبنان، مشيراً إلى أن البرلمان الاتحادي سيمدد خلال الأيام المقبلة مهمة القوة البحرية الألمانية العاملة في إطار قوات «يونيفيل» في لبنان. ورد ّ على الكلام عن جمود العمل الحكومي في لبنان، بسبب الخلافات المستمرة بين الأطراف السياسية المتحالفة بالاشارة الى «وجود عراقيل توضع في وجه الحكومة ورئيسها سعد الحريري، أحياناً من داخلها وأحياناً كثيرة من خارجها لإجهاض ما يقوم به»، معرباً عن اعتقاده «أن ذلك لن يؤثر على صمود رئيس الحكومة واندفاعه لتحقيق نتائج معينة وإيجابية»، مشيراً إلى أن الحريري «يبذل جهوداً على الصعد الداخلية والعربية والدولية كافة بسبب عضوية لبنان غير الدائمة في مجلس الأمن والتطورات الحاصلة في المنطقة». وزاد أن حركة رئيس الحكومة «تتميّز هذه الفترة بمعالجة قضايا المنطقة وبالمبادرات التي قام بها تجاه الشقيقة سورية التي تضع العلاقات على المسارات الصحيحة». وعن العلاقات مع سورية في ضوء مراجعة الاتفاقات السابقة التي عقدت معها قال السنيورة: «لبنان ينطلق من منطق الرغبة في إيجاد الحلول وليس زيادة التعقيدات، وبعدما أبدى لبنان وسورية رغبة مشتركة في إقامة علاقات ديبلوماسية وحصل تعيين لسفيري البلدين أصبحت هناك حقيقة جديدة لا بد من البناء عليها والانطلاق منها لتعديل بعض الاتفاقات السابقة ومنها معاهدة الأخوة والتنسيق بين البلدين». وأضاف: «أن هذا أمر طبيعي لأن الاتفاقات تراجع في العادة ويعاد النظر فيها على خلفية أي تطور جديد يحصل بين بلدين أو أكثر». واورد أن معلوماته تشير إلى «أن اللجان التي بحثت وضع أكثر من 20 اتفاقاً في دمشق قبل أيام حقّقت تقدماً في عدد منها فيما لا تزال أخرى بحاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث». واقترح السنيورة عقد اجتماعات دورية بين رئيسي حكومة لبنان وسورية وبين الوزراء فيها للبحث في كيفية تطوير علاقات البلدين على الصعد المختلفة لضمان المصالح المشتركة وعلاقات الجوار. ودعا إلى أخذ مثال ألمانيا وفرنسا نموذجاً للاحتذاء به، قائلا إن كبار مسؤولي البلدين «يعقدون منذ سنوات لقاءات دورية منتظمة كل أسبوعين أو ثلاثة لتنسيق الأمور في ما بينهم على رغم وجود خلافات ومصالح مختلفة، ولا بد لنا من أخذ درس من هذه العلاقة المثمرة».