أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في اختتام زيارته باريس انه استنتج «بكل وضوح» أن سياسة فرنسا «ما زالت لبنان أولاً». وقال في لقاء مع الصحافة العربية قبل مغادرته الى مدريد امس، ان «من الطبيعي ان تكون لفرنسا علاقات مع سورية وأن تكون طبيعية ولكن كيفما كانت فإن السياسة الفرنسية قائمة على لبنان أولاً». وكان جعجع التقى أول من أمس في قصر الإليزيه مستشار الرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت ومعاونه للشرق الأوسط نيكولا غاليه، ثم حضر حفلة الاستقبال التي أقامها السفير اللبناني بطرس عساكر في صالة دوفين على شرف البطريرك صفير، التي حضرها ايضاً النائب نديم الجميل. كما التقى جعجع مبعوث الأممالمتحدة للقرار 1559، تيري رود لارسن. وكان جعجع بحسب مصادر فرنسية مطلعة، حرص على التأكد من المسؤولين الفرنسيين ان علاقتهم وانفتاحهم على سورية ليسا على حساب لبنان، وأن الجانب الفرنسي أكد له ذلك. وقال جعجع خلال مؤتمره الصحافي إنه «خلافاً لكل ما تردد» فإن زيارته لفرنسا خاصة وأنه أبلغ الجانب الفرنسي عن وجوده في باريس، وأن وزير الخارجية برنار كوشنير استقبله افضل استقبال. وأكد أن اتصالاته العديدة أظهرت ان «ليست هناك أي نية لدى أحد للتلاعب أو طمس مسار المحكمة الدولية لا من قريب ولا من بعيد، وأن المحكمة مؤسسة مستقلة تابعة للأمم المتحدة، وستستمر بكل موضوعية بغض النظر عن أي تغيير في المواقف والتحالفات السياسية». وأضاف ان المحكمة «ستكون مفتوحة أمام الرأي العام العربي والدولي»، وأن «نظرية طمس المحكمة ونتائجها ليست موجودة، ولم أشعر بما يشير الى ذلك». وعن الوضع المسيحي، قال هناك «وجهات نظر سياسية متعددة بين الموارنة وهذا أمر طبيعي، وللأسف فإن بعضاً لا يزال يعيش في أجواء الحرب، كما لو ان اتفاق الطائف لم يكن وكأن ليست هناك مرحلة جديدة ولا وفاق وطني، كأننا ما زلنا في وقت الحرب لكن من دون سلاح». وبالنسبة الى «14 آذار»، قال جعجع ان «شعب 14 آذار موجود مهما تغيرت السياسة والقيادات، والمناسبات الانتخابية، تعيد وتؤكد من جديد قوة وغالبية 14 آذار، ثم ان المتغيرات على صعيد القيادات ليست مثلما يسوق لها».واكد ان لا شك لديه بأن فريق 8 آذار «يتمنى تغيير الحكومة الحالية ولن يتأخر إذا تسنى له التخلص من رئيس الحكومة سعد الحريري، ولكن اذا كان ل8 آذار أكثرية نيابية فلماذا لا يغيروا الحكومة؟»، مضيفاً ان «14 آذار مستمرة وتؤكد وجودها في كل مناسبة». وشدد على ضرورة «وضع القرار الاستراتيجي الكامل للحرب والسلم، في يد الحكومة اللبنانية. وعلى ضرورة معالجة موضوع المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، من دون إنكار موضوع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات». وأضاف انه انطلاقاً من العلاقة الجيدة بين السلطتين اللبنانية والفلسطينية، يمكن حل الموضوع، «ولكن هناك خطوة سريعة مطلوبة إذ ان هناك معسكرات ليس ما يبرر وجودها خارج المخيمات». وأشار الى انه من جهة أخرى هناك القرار 1701 «فما هو دورهم، سوى إقامة جزر أمنية خارج السلطة اللبنانية؟ هذا ما ينال من صدقية الدولة ووجودها». وعن القضية الفلسطينية قال جعجع: «علينا ألا نتصور أي استقرار في الشرق الأوسط قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفي هذا السياق نسمع أصواتاً ملتهبة تطالب بسحب المبادرة العربية عن الطاولة وهذا خطير جداً وهناك من لا يقدر خطورة هذا الطرح والبعض الآخر يقدره... وإذا سحبت هذه المبادرة العربية يكون ذلك أكبر خدمة للحكومة الإسرائيلية الحالية، إذ ان هذا يعني تكريس الأمر الواقع الإسرائيلي الى أجل غير مسمى». وعن المصالحة الفلسطينية، قال جعجع انه «شخصياً لدي احترام خاص للأخوة في «حماس» فهم جديرون بالاحترام والتقدير لنضالهم، ولكن طبعاً في ما يخص المواضيع الفلسطينية فإن القرار للشعب الفلسطيني». وتابع انه كمواطن لبناني» لدي حق في طرح رأيي ومن واجبي ان أقول، حتى ولو ان لا حق لأي مواطن غير فلسطيني ان يتدخل، أن لا شيء جدياً يمكن ان يحدث لرفع الحصار عن غزة إن لم تتم المصالحة الفلسطينية». ولفت الى انه لا يدخل «في كيفية هذه المصالحة خصوصاً اننا في لبنان عانينا كثيراً من التدخلات»، وأكد انه «مع تسهيل الحقوق الفلسطينية في لبنان». وعن تصويت الرئيس سليمان ضد العقوبات على إيران، أجاب جعجع انه لم يفهم هذا الموقف «ولكنني أكن كل الاحترام لموقع الرئيس وشخصه ولكنني لم أفهم قراره التصويت ضد العقوبات على إيران». وعما اذا كان لاحظ انخفاضاً في التدخل السوري في الشؤون اللبنانية، قال ان «إمكانات التدخل أصبحت اقل لكنه ما زال موجوداً، ومن الأمثلة على ذلك انه حتى في موضوع الدعوة على رئيس المؤسسة اللبنانية للإرسال هناك تدخل لكي لا تؤدي الى ما هو مطلوب». وكان جعجع التقى البطريرك الماروني نصر الله صفير الموجود في باريس خلال حفلة استقبال اقامها السفير اللبناني لدى فرنسا بطرس عساكر على شرف صفير، وحضرها حشد من ابناء الجالية اللبنانية وشخصيات فرنسية. وفي بيروت، انتقد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين «من لم يستوعب حتى الآن طبيعة الكيان الإسرائيلي وقدرة المقاومة في المقابل على صنع المستقبل»،معتبراً انه لن يتمكن من أن يستوعب مستقبلا أي درس وطني، وقال في احتفال ديني ان «من يجوب دول العالم ليحرض على المقاومة ودورها وخيارها فشل في الماضي وسيفشل مستقبلا، ولن يجد إلا أمثاله من الفاشلين ممن يأوي إليهم».