يبدو أن برنامج التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» أضحى أحد أبرز اللاعبين الجدد في المونديال، فبعد أن أثار أزمة في عدد من المنتخبات وأربك بعض المدربين مضطراً إياهم إلى اتخاذ قرارات رسمية معلنة بمنع لاعبيهم من استخدامه أثناء نهائيات كأس العالم أو حتى أستخدام أي مواقع أخرى مشابهة، جاء الدور على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر الذي أضحى آخر الواصلين الجدد إلى عالم «تويتر». وللموقع الشهير الذي بات يحتل مكانة بارزة في عالم المشاهير والأضواء حضور بارز في عالم كرة القدم إذ أثار أزمة في يوليو (تموز) من العام الماضي كان نجمها مهاجم نادي توتنهام الانكليزي ومنتخب الأسود الثلاثة دارن بنت عندما اتهم من خلال «الموقع» رئيس ناديه بمحاولة تعطيل انتقاله الى سندرلاند وهو ما جعله يعتذر لاحقاً ويتخذ قراراً بتعطيل حسابه على «تويتر». وكانت زوجة النجم البرازيلي كاكا الحسناء كارولينا سيليكو أقحمت زوجها في ضجة واسعة في شهر آذار (مارس) الماضي عبر جملة نشرت في حسابها على «تويتر» انتقدت فيها مدرب ريال مدريد التشيلي مانويل بيلغريني بسبب استبداله لكاكا في إياب دور ال16 بدوري الأبطال الأوروبي أمام ليون الفرنسي قبل نهاية المباراة ب 13 دقيقة، وهو ما نفته لاحقاً مؤكدةً أنه كان مجرد اقتباس من جملة كتبها ديوغو كوتشو المسؤول الاعلامي لزوجها، وهو ما حدا بكاكا الى القول في مؤتمر صحافي انه سيطلب منها إغلاق حسابها على «تويتر» الأمر الذي ردت عليه كارولينا سريعاً وبطريقه ساخرة وعبر استخدام الموقع ذاته مؤكدةً أنها لن تسمح له بإغلاق حسابها على تويتر مطالبةً الجماهير بإنشاء حملة جماعية للدفاع عن الموقع. وجاء في نص الرسالة التي اعترف المسؤول الاعلامي لكاكا بكتابتها مؤكداً أنها تمثل رأيه الذي لن يتراجع عنه: «المدرب الجبان هو الذي يستبدل لاعباً بهدف تشتيت الانتباه عن عجزه». وعلى رغم مما سببه «تويتر» للزوجين البرازيليين من مشكلات إلا أنه كاكا أرسل لزوجته عبر الموقع قبل بدء المونديال عبارات حب واشتياق ردت عليها كارلوينا عبر الموقع ذاته بقولها: «أنت حب حياتي». الاتحاد الانكليزي لكرة القدم بدوره اتخذ قراراً مسبقاً وابلغ فيه جميع لاعبيه بمنعهم من نشر التعليقات على «تويتر» أو «فيس بوك» أو أي مواقع أخرى او حتى كتابة المقالات في الصحف خلال فترة المونديال. ولحق الاتحاد الإسباني بالركب إذ أبلغ مدرب المنتخب الاسباني فينسنتي ديل بوسكي لاعبيه خلال اجتماع عقده بهم في ملعب لاس روزاس خلال الاستعدادات ل «المونديال» بمنعهم من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال النهائيات. وبرر مسؤول في الاتحاد الاسباني لكرة القدم خطوة ديل بوسكي برغبته في «عدم تعريض اللاعبين لأي تشتيت للأفكار». وطالب ديل بوسكي لاعبيه بعدم الادلاء بأي تعليق عبر أي موقع اجتماعي خلال المرحلة الاعدادية وطوال فترة المونديال. المدير الفني لمنتخب هولندا فان مرفيك اتخذ القرار ذاته بمنع لاعبيه من استخدام «تويتر» لكن قراره لم يكن «احترازياً» بل بسبب ما قام به مهاجم هامبورغ الألماني اليرو اليا الذي تبادل مع زميله المهاجم ريان بابل انتقادات لاذعة ل «المغاربة» وهو ما تسبب في ردود فعل واسعة جعلت الخوف يدب في قلب المدرب خشية تأثيراتها على تركيز لاعبيه. أليا لم يلتزم الصمت تجاه الحدث بل برر موقفه، قائلاً: «أنا لست عنصرياً وأود الاعتذار لجماهير المغرب عما قلته، لقد كنت أعيش وسط مجموعة من المغاربة وكلهم أصدقاء لي، كنت أقصد صديقاً لي يدعى رضوان دائماً ما يتعمد إهانتي». وإذا كان المنع سيلزم لاعبي المنتخبات بعدم التعليق أو الحديث فإن زملاءهم من خارج القائمة سيقومون بالمهمة إذ استخدم اللاعب البرازيلي الشهير رونالدو «تويتر» لموزارة «السامبا» بل أن عشاقه تابعوا تعليقاته على أداء لاعبي المنتخب البرازيلي خلال المباريات الودية الاستعدادية الماضية والتي امتدح خلالها روبينهو مطلقاً عليه لقب «الوحش»، مضيفاً حول كاكا: «سعيد وأنا أشاهد صديقي كاكا يحرز الأهداف من جديد». وبدا رونالدو ممتعاً على «تويتر» كما هو في الميدان إذ رد على مدرب سانتوس الذي راهن على حفلة شواء في حال أحراز روبينهو هدفاً برأسه، فقال: «من الممكن أن يكون رأس روبينهو فذاك أمر يستحق الشوآء». القرارات المعلنة كانت لدى المنتخبات التي شهدت أزمات إعلامية بسبب «تويتر» لكن جل المنتخبات المشاركة في «المونديال» لديها قرارات شبيهة سعياً وراء الحفاظ على تركيز لاعبيها. النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو صاحب الشهرة الواسعة والذي يتابعه عشاق المستديرة أينما حل أو رحل كتب من خلال حسابه جمله مقتضبه برر فيها غيابه خلال المونديال، قال: «التدريبات تحرمني من التواصل معكم». وفي الوقت الذي سيمتنع اللاعبون أما إجبارياً أو حتى اختيارياً عن تبادل الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وسيفتقدونه كان جوزيف سيب بلاتر صاحب السلطة الأعلى في عالم «المستديرة» حاضراً على «تويتر» إذ أطلق صفحته الشخصية عشية انطلاق «المونديال» والتي أعلن عنها المكتب الإعلامي ل «الفيفا» مشيراً إلى أن عشاق كرة القدم من مختلف بقاع العالم سيتمكنون من متابعة آراء وتعليقات رئيس الاتحاد الدولي على مدى أيام مونديال جنوب أفريقيا وذلك عبر الحساب الذي سيحمل اسمه. بلاتر تحدث عن ولوجه إلى عالم «تويتر»، قائلاً: «تلعب المواقع الإلكترونية المعنية بالتفاعل الاجتماعي دوراً بالغ الأهمية في لم شمل كل المهتمين بشؤون لعبة كرة القدم. إنني متشوق لتبادل تجربتي الشخصية خلال نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 مع عشاق كرة القدم من جميع أنحاء المعمورة». ويبدو أن القرار لا يتعلق ببلاتر شخصياً بل بحرص الاتحاد الدولي على البقاء في الدائرة الكبيرة لمستخدمي «تويتر» إذ افتتح الموقع الالكتروني الرسمي ل «الفيفا» حسابين جديدين الأول يشمل الحوارات وتطورات الموقع إضافة إلى أحدث الأخبار المتعلقة بمباريات البطولة، بينما سيعمل الحساب الثاني على تقديم آخر مستجدات مباريات البطولة ال64 أولاً بأول وبالوقت الحقيقي.