أحالت شرطة منطقة الرياض ملف المواطن المتهم بقتل وافد في طريق عام في وضح النهار بحي السويدي أول من أمس، إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، فيما أكدت مصادر موثوق بها ل«الحياة» أن الجاني تردد على مجمع الأمل النفسي قبل شهر، لكن لم يتم تنويمه لعدم وجود سرير شاغر. ورصدت «الحياة» ميدانياً شارع حمزة بن عبدالمطلب في حي السويدي الذي شهد حادثة القتل، والتي تعد أول عمليات قتل موثقة بالكاميرا في السعودية، إذ لوحظ هدوء تام بين جنباته، وتحفظ السكان والعاملون بالمحال التجارية في الشارع عن الحديث عن الجريمة التي هزت الرأي العام السعودي. وأكد مصدر مطلع في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض (فضل عدم ذكر اسمه) أن قاتل عامل محل التموينات الملقب ب«أبوملعقة» الذي سدد طعنات عدة للعامل وسط ذهول المارة أول من أمس في الرياض، راجع المستشفى قبل ارتكابه الجريمة بأسبوع، ولم يتم تنويمه لعدم وجود أسرّة شاغرة، وسبق له تلقي العلاج في مجمع الأمل للصحة النفسية، وهو من ضمن مرضاه المعروفين. وأكد المصدر في حديث إلى «الحياة» أن المريض راجع المجمع أكثر من مرة، ولعدم توافر أسرّة تمت معالجته وفقاً لمواعيد المراجعات فقط، مفيداً بأنه تم إدخاله المجمع النفسي بعد ضبطه من الجهات الأمنية. وقال إن أعداد المرضى تتزايد منذ عام 1422ه، ولا توجد خطة من إدارة المجمع لاستيعابهم، وأن الخطط التي يتم تنفيذها لا تتلاءم وحالات المرضى النفسيين الذين يراجعون المجمع بصفة دورية. وأشار إلى حدوث حالات متكررة من الاعتذار للمرضى بعدم وجود أسرّة شاغرة، وأن هذا يعود إلى وجود حال من التلاعب داخل الإدارة المسؤولة عن توفير الأسرّة في المجمع، إذ إنها تكتب للمريض للدخول لتلقي العلاج والتنويم، في حين لا يتم إدخاله، ويطلب رقم للتواصل مع المريض في حال توافر سرير. وبيّن أن المريض لديه ملف رسمي في المجمّع في قسم الإدمان، وتم إدخاله المستشفى على خلفية إدمانه مادة الحشيش المخدّر الذي أثبته التحليل المخبري، مع وجود أعراض نفسية. وأفاد أن المرضى المراجعين للعيادات الخارجية في المجمع يعانون عدم وجود موظفين في تلك العيادات، ما يضطرهم إلى البقاء ساعات طويلة لحين حضور الموظف المختص. بدورها، حاولت «الحياة» الاتصال على المدير التنفيذي لمجمع الصحة النفسية في الرياض الدكتور محمد مشعوف القحطاني مرات عدة، إلا أنه لم يرد. من جهته، أكد المتحدث الأمني في شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان في تصريح إلى «الحياة» صحة الواقعة، موضحاً أنه تمت مباشرتها من الجهات الأمنية والقبض على الجاني في حينه، وتم تسليمه إلى مركز شرطة العريجاء. وأشار العقيد فواز الميمان إلى أنه تمت إحالة كامل أوراق القضية لفرع هيئة التحقيق والإدعاء العام في منطقة الرياض بحسب الاختصاص للكشف عن ملابسات الحادثة، رافضاً الخوض في أسبابها، مفيداً بأن جهة التحقيق المختصة قائمة بعملها. «حقوق الإنسان» تحمّل عائلات المختلّين عقلياً المسؤولية: حمّل رئيس جمعية حقوق الإنسان مفلح القحطاني عائلات المختلين عقلياً مسؤولية وجودهم في الطرقات، وعدم ضبط تصرفاتهم. وأوضح القحطاني أنه إذا لم تستطع العائلات ضبطهم وإيواءهم لأسباب اقتصادية أو غيرها، فتتولى الجهات الحكومية المختصة ذلك، مطالباً بوضع آلية مناسبة للتبليغ عن حالات الاختلال العقلي وكيفية التعامل معها. وقال إنه إذا ما كان مقطع الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي حقيقياً، وثبت أن الفاعل مختل عقلياً، فتجب متابعة هذه الحالات، وتحديد أين يتم إيداعها نظراً لخطورتها على المجتمع، إذ من المفترض أن تسلّم إلى المصحات النفسية لعلاجها، أو إيداعها في دور الإيواء.