أحمد ووائل وسيد نماذج لأطفال جارت عليهم الدنيا فأصيبوا بأمراض عجز ذووهم عن إيجاد العلاج لها، وهنا جاء دور المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، التي قدمت لهم المساعدة اللازمة ليستمروا في حياتهم مثل أقرانهم الطبيعيين. بدأت معاناة سيد مظهر (13 عاماً) عندما تعرّض إلى حادثة مرورية أدت إلى كسر في يده اليمنى مع قطع للشريان، أدخل على أثره إلى العناية المركزة، وتقرر إجراء جراحة لبتر يده اليمنى، وبعد أن استعاد الطفل وعيه أصيب بصدمة نفسية وانطوى على ذاته وانعزل عن محيطه الاجتماعي. وحاول شقيقه الأكبر الذي يتولى رعايته مساعدته لأن والديه متوفيان. وقال ل«الحياة»: «استجابت المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية لندائنا فور إرسال خطاب نشرح فيه حال شقيقي الحرجة». وظهرت النتائج الإيجابية على سيد مظهر بعد فترة قصيرة من الجراحة التي أجريت له في مستشفى الملك فهد الذي نقل إليه بتوجيه من المؤسسة، وبعد تركيب طرف اصطناعي لليد اليمنى بدأ سيد مظهر شيئاً فشيئاً يستعيد ثقته بنفسه وتحسنت حاله النفسية كثيراً، وعاد ليندمج مع أقرانه على حد قول شقيقه. أما الطفلان أحمد (9 أعوام) ووائل (8 أعوام) فكانا يعانيان من خلل وظيفي أدى إلى قصور في وظائف الدماغ حدت من قدراتهما على القيام بالوظائف العضلية والفسيولوجية الطبيعية. وتنقلا بين مستشفيات عدة، فأكد الأطباء أن حالتها الحرجة تستلزم وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً وأموالاً. وأرسلت والدتهما رسالة للمؤسسة تشرح فيها حالهما، فسارع قسم الخدمة الطبية الاجتماعية إلى الوقوف على حال الطفلين، وأجريت دراسة لوضعهما، ثم وفرت المؤسسة لهما الأدوية والأغذية والمستلزمات الطبية كافة، وسعت لإيجاد دخل ثابت لرب الأسرة بمساعدة أهل الخير، لتعيش الأسرة حياة كريمة تمكنها من رعاية أبنائها ضمن ظروف صحية سليمة. وذكر مصدر في المؤسسة أن بوادر التحسن بدأت تظهر على الطفلين بعد متابعتهما طبياً واجتماعياً، وهما في طريق العودة إلى ممارسة حياتهما الطبيعية.