نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولي ولي العهد: نستطيع العيش في 2020 من دون «نفط»
نشر في الحياة يوم 26 - 04 - 2016

كشف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن طرح أرامكو السعودية للاكتتاب ليس سوى جزء بسيط من خريطة طريق لأهداف الرؤية السعودية في التنمية والاقتصاد، وغيرها من الجوانب خلال السنوات ال15 المقبلة.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة «العربية» أن طرح أرامكو فيه فوائد عدة، من أهمها الشفافية، مبيناً أن الناس كانوا في السابق يتضايقون من أن ملفات وبيانات أرامكو غير معلنة، وغير واضحة، وغير شفافة. وتابع: «اليوم ستصبح شفافة. إذا طرحت أرامكو في السوق لا بد أن تعلن عن قوائمها، عن كل ربع، وتصبح تحت رقابة كل البنوك السعودية، وكل المحللين، والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية وكل مراكز الدراسات والتخطيط في العالم سوف تراقب أرامكو بشكل مكثف».
وأشار ولي ولي العهد إلى أن النسبة التي ستطرح للاكتتاب أقل من 5 في المئة، نظراً لحجم أرامكو الضخم جداً، إذ لم ينته تقييمها النهائي حتى الآن، متوقعاًَ أن يكون أكثر من 2 تريليوني دولار أميركي، وهو ما يساوي نحو 7 تريليونات ريال سعودي.
وأضاف: «إذا طرح 1 في المئة فقط من أرامكو سيكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية، فهل سيتحمل السوق العالمي 5 في المئة من طرح أرامكو؟ الطرح سيكون في السوق السعودي، وكانت الأفكار في كيف يكون لأسهم أرامكو نوافذ خارج السوق السعودي، تستطيع أن تشتري الذهب من سوق الأسهم الأميركي أو النفط من خلال صناديق موجودة في السوق الأميركي مخصصة لشراء سلعة معينة أو سهم معين. لدينا حالة مشابهة. مثلاً، في السوق السعودي صندوق «فالكم» يشتري في عدة شركات، ومن ضمن الأفكار أن يؤسس صندوق في السوق الأميركي فقط يشتري فيه أسهم لأرامكو في السعودية. هذه إحدى النوافذ ستكون مهمة جداً في جلب السيولة لتداول أرامكو أو غيرها من الشركات في السوق السعودية».
وفي رده على بعض الأصوات التي ترى أن المساس بأرامكو مقدساً، لفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن الملك عبدالعزيز والرجال الذين عملوا معه في كل أنحاء المملكة، عندما أسسوا دولة لم يكن هناك نفط. وقال: «أسسوها بدون نفط وأداروا هذه الدولة بدون نفط وعاشوا فيها بدون نفط، وتحدوا الاستعمار البريطاني ولم تدخل بريطانيا ولا شبر إلى السعودية بدون نفط برجال موجودين. الأمر أصبح اليوم كأنه دستورنا، الكتاب والسنة ثم البترول وأصبح لدينا حالة إدمان نفطية في المملكة العربية السعودية من قبل الجميع، وهذا خطير، وهو ما عطل تنمية قطاعات كثيرة جداً في السنوات الماضية».
واعتبر ولي ولي العهد أن النفط يأتي من العمل في الاستثمار كشركة لها قيمة وليس أن تملكها كسلعة رئيسة ومصدر دخل رئيس، مشيراً إلى أن فوائد طرح أرامكو على السوق السعودية بحجم أكثر من 7 تريليون ريال يعني تضاعف حجم السوق السعودية، وأن طرح أرامكو الشركة الأم سيعقبها طرح الشركات التابعة لها في السوق، وتابع: «الفائدة الأهم هو تحول دخل السعودية عوضاًَ أن يكون من النفط سيصبح الدخل من الاستثمار، يبقى كيفية تنويع استثماراتك، محفظتك الاستثمارية، أغلب الممتلكات والأصول، التي فيها أصول في شركات طاقة، يجب أن ننوع هذا الاستثمار من خلال الاقتراض، والدخول في فرص أخرى، حتى توازن محفظتك الاستثمارية، وهذا ما سيتم خلال سنوات مقبلة، ويساعد في رفع حجم محفظتك الاستثمارية».
ثلاثة محاور للرؤية السعودية 2030
أوضح الأمير محمد بن سلمان أن الرؤية السعودية 2030 التي تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة، أولاً أن السعودية هي العمق العربي والإسلامي بوجود الحرمين الشريفين، ثانياً: أن السعودية لديها قدرات استثمارية محركة للاقتصاد، تشكل موارد إضافية للبلد، وثالثاً: أن استثمار الموقع الاستراتيجي للسعودية بوصفها بوابة للعالم تربط ثلاث قارات مع بعضها البعض، مرت بمراحل نقاش كبيرة جداً، وقال: «لدينا ثلاث مناطق قوة، مستغلة وغير مستغلة، ولا أحد ينافسنا عليها، العمق العربي والإسلامي. فلدينا قبلة المسلمين والمدينة المنورة، أيضاً إرث إسلامي ضخم جداً، إلى جانب العمق العربي القوي، لدينا القوة الاستثمارية الرائدة في العالم، لن يكون هناك أي استثمار أو حراك أو تنمية في أية منطقة من مناطق العالم، إلا بصوت الصندوق السيادي السعودي، الذي قام بمشاريع هذه الدولة».
وأضاف: «سوف تكون المملكة العربية السعودية قوة استثمارية من خلال صندوقها السيادي، ومن خلال الصناديق الأخرى المملوكة للحكومة، ومن خلال رجال الأعمال السعوديين. لدينا رجال أعمال كثر في صناعات مختلفة، لكن أغلب رجال الأعمال في شركات استثمارية، فالعقلية السعودية هي عقلية استثمارية، يجب أن نستغلها، ويجب أن ندفع بالصندوق السيادي والصناديق الأخرى، وكل الشركات السعودية، لكي تكون قوة استثمارية تحرك السوق السعودي، وتحرك السوق العالمي. الجانب الثالث: الموقع الجغرافي فنحن نمر على موقع جغرافي مميز جداً، لدينا أهم 3 مضائق بحرية في العالم تقريباً، و30 في المئة من التجارة العالمية تمر في البحر من خلالك. وبعد جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر، الذي سيكون أهم معبر بري في العالم سيصبح لدينا جزء رئيسي من التجارة من أفريقيا وأوروبا إلى آسيا يمر من خلالنا».
ولفت ولي ولي العهد إلى وجود فرص ضخمة لخلق خدمات لوجستية، سواء في الطيران أم الموانئ أم المجمعات الصناعية أم في إعادة التصدير، وهو ما سيجعل العديد من البضائع ببلايين الدولارات تمر عبر السعودية وتخلق فرصاً اقتصادية ضخمة جداً، وصناعات ووظائف جديدة، وفي الوقت نفسه تساعد في نمو الاقتصاد العالمي.
وفي سؤال عما إذا كانت الرؤية جاءت رداً على انخفاض أسعار النفط، أجاب الأمير محمد بن سلمان بالنفي، مبيناً أن الرؤية كانت ستطلق سواء ارتفع أم انخفض سعر النفط، مشيراً إلى أن الرؤية لن تتأثر بشكل عام بأسعار النفط، وقال: «إذا ارتفعت الأسعار بلا شك سيكون داعماً ومحفزاً قوياً، لأنه سيسهل إجراءات كثيراً جداً، لكن الرؤية لا تحتاج إلى أسعار نفط مرتفعة، بل تتعامل مع أقل أسعار النفط».
وأوضح الأمير محمد أنه بحلول العام 2020 يستطيع السعوديون العيش من دون نفط، لافتاً إلى أن أجزاء من الرؤية تتطلب تعاون المواطن من أجل الحفاظ على مستوى معيشة أفضل، وأردف: «لا بد من الجميع أن يعمل فيها، اليوم نحن نبذل جهداً أكبر لإقناع الجميع، سواء في الجهاز الحكومي وفي السلطة التنفيذية، أو التشريعية، أو القضائية، أو المواطنين أو رجال الأعمال، هذا مصيرنا كلنا كسعوديين، فلا بد للكل أن يقوم بدوره في هذه الرؤية».
الحج والعمرة
بناء على الرؤية السعودية للعام 2030 التي تتوقع أن يصل أعداد المعتمرين إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030، أكد ولي ولي العهد أن جزءاً من البنية التحتية جاهز لاستقبال هذه الأعداد مثل مطار جدة الجديد الذي سيخدم الرؤية بشكل كبير، إلى جانب مطار الطائف، مشيراً إلى أن البنية التحتية لمكة المكرمة قوية جداً، وتابع: «قطار الحرمين رافد قوي ومهم لدعم هذه الأرقام. الآن نحاول إنجاز مترو مكة في أسرع وقت، فقط نحتاج إلى أشياء بسيطة لدعم هذا الأمر، كما يوجد أراض كثيرة مجاورة للحرم المكي سواء مملوكة للحكومة أو المواطنين سوف تستثمر وتسهم في جزء بإيواء هذه الأرقام الكبيرة. لا أعتقد أنه تحدي المسألة فقط إجراءات وتنظيم والعمل على إنجازه».
البيروقراطية
أكد الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة أنه عدو البيروقراطية السلبية، فيما يريد البيروقراطية التي تؤدي لتنظيم العمل وتساعد في اتخاذ القرار وإنجازه في الوقت المناسب، وقال في هذا الشأن: «الملك عمل عملاً قوياً جداً لهز رأس الهرم في السلطة التنفيذية، لكي يتعامل بشكل سريع، في بداية تولية الحكم، أعاد تشكيل مجلس الوزراء، وأعاد هيكلة تشكيل رأس الهرم للحكومة، من خلال إنشاء المجلسين، ومن خلال إلغاء الكثير من المجالس، هذه ساعدت بشكل كبير جداً بأن يكون رأس الهرم يعمل بشكل فعال وسريع، لتحقيق ما نريده اليوم».
وأشار الأمير محمد إلى أن عام 2015 كان للإصلاح السريع لبعض المشكلات والفرص التي لا تنتظر التخطيط، وأضاف: «أيضاً 2016 سيكون إصلاح سريع لكن ممنهج ومخطط أكثر، فيما 2017 سيكون جزءاً داخل الرؤية والبرامج المنطلقة منها».
الثقافة والترفيه
وفي ما يتعلق بالثقافة والترفيه، أشار ولي ولي العهد إلى أن مستوى دخل السعودي من أفضل دول العالم، وتكمن المشكلة في عدم وجود أدوات يستطيع أن ينفق فيها هذا الدخل بشكل ينعكس على رفاهيته في الحياة، مبيناً أن دولاً أخرى أقل دخلاً من المملكة لكنها تحظى بمستوى جيد للمعيشة وفرص ترفيه جيدة، وقال: «الترفيه والثقافة سيكون رافداً مهماً جداً، في تغيير مستوى معيشة السعودي، خلال فترة قصيرة».
أكبر متحف إسلامي في العالم
تساءل الأمير محمد بن سلمان كيف تكون قبلة المسلمين وأهم بلد إسلامي من دون متحف إٍسلامي، وقال: «هل يعقل هذا؟ عندما يأتي زائر غير مسلم ويريد الاطلاع على الإسلام من السعودية، لا يوجد أي متحف أو مركز يستطيع أن يثري ثقافته في الإسلام، من خلال المملكة العربية السعودية، هذا أمر غير منطقي تماماً، وهذا يدل على الشح في الخدمات الثقافية التي نحتاجها في السعودية».
وفي سؤال عن وجود نية لفتح الباب على مصراعيه للسياحة لجميع الجنسيات؟ أجاب الأمير محمد بن سلمان بقوله: «بلا شك، بما يتوافق مع قيمنا ومعتقداتنا».
الغرين كارد
ذكر ولي ولي العهد أن الحكومة تركز على نوعين من مصادر الدخل واحد منها الاستثمارات، والثاني الإيرادات غير النفطية، وبيّن التوصل لأكثر من 70 بنداً لهذه الإيرادات ستحقق ما يزيد على تريليون ونصف تريليون ريال في حال استهداف كل هذه البنود، لكنه استدرك بقوله: «استهداف ال70 بنداً لها تبعات اقتصادية، قد تؤدي إلى كساد اقتصادي، ولها تبعات في التضخم قد تؤثر بشكل عال جداً وتبعات سياسية واجتماعية، فاستهدفنا فقط ربع البنود في الإيرادات الإضافية، التي ليس لها أي تبعات سياسية أو اقتصادية سلبية أو تبعات مفرطة في التضخم أو اجتماعية، أحد هذه البنود الغرين كارد».
وتابع: «موجود عندنا الكثير من الأجانب غير السعوديين، سواء مسلمين أو عرب، يعيشون فترات طويلة في السعودية، عشر سنوات عشرين سنة، بل بعضهم شبه مستوطن داخل السعودية، وهؤلاء يخنقون أي عائد اقتصادي للسعودية، وكل أموالهم تذهب للخارج، بل يفضلون أنهم يكونون جزءاً من الاقتصاد السعودي، فإذا أعطيناهم جزءاً من الحقوق، في الحياة، في الاستثمار، في التحرك، هذا سيكون رافداً».
وفي سؤال عما إذا كانت حقوق مواطنة ستعطى لهم، أجاب: «ليس حقوق المواطنة، بل حقوق في التحرك داخل السعودية، سوف يعطي رافداً قوياً جداً لإيرادات الدولة، ويدعم الاقتصاد السعودي بشكل قوي جداً، ويخلق الكثير من الفرص». متوقعاً أن ينفذ هذا النظام خلال السنوات الخمس المقبلة.
ضمان تطبيق أفكار الرؤية
وفي سؤال لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن ضمان تطبيق هذه الأفكار والرقابة على تنفيذها حتى لا تكون فقط حبراً على ورق؟ أكد وجود مستوى عال جداً من الحوكمة في رأس الهرم عبر مجلس الشؤون الاقتصادية الذي يطبق «بي إم أو» Project management office أو مكتب إدارة المشاريع ومجلس الشؤون السياسية كذلك لديه «بي أم أو» كما أصدر الملك قراراً بإنشاء مركز تقييم الأداء الحكومي.
وأوضح الأمير محمد أن وظيفة المركز تسجيل كل الخطط والأهداف، وتحويلها إلى أرقام وإلى قياس الأداء الدوري، كل ربع سنة، ومدى مواءمة عمل الجهات الحكومية، وخطط الحكومة، وبرامج الحكومة في تحقيق الأهداف التي تريدها ويتابع في كل ربع أي خلل.
وأضاف: «التقرير يرفع كل ربع سنة إلى مجلس الوزراء، والمناطق التي فيها خلل يتم مراجعتها، والتأكد أين الخلل وكيف يعالج».
تعزيز الشفافية
أكد الأمير محمد بن سلمان أنه من الصعب اليوم إخفاء أية معلومة على المواطنين أو القطاع الخاص أو العالم، وأشار بأنه من المهم توفير المعلومة للجميع، وقال: «لكي يكونوا جزءاً من النقاش والحوار في ما يدور داخل وطنهم الشفافية مطلوبة جداً، لأنها داعم قوي جداً، كرقابة وكدعم قرارات الحكومة وإجراءات الحكومة».
تحقيق الرؤية هذه لا يتطلب
إنفاقاً حكومياً عالياً
وعما إذا كانت تطبيق الرؤية الجديدة سيؤثر في الإنفاق الحكومي ويزيده أم يقلصه، أكد ولي ولي العهد أن الميزة الإيجابية جداً تتمثل في أن تحقيق الرؤية هذه لا يتطلب إنفاق حكومياً عالياً، مبيناً أنها تحتاج فقط تنظيم وإعادة هيكلة العديد من القطاعات، وتابع: «ضبط الإنفاق الحكومي تم جزء منه في 2015، وأدى نتائج رائعة جداً، وكان غير متوقع من الجميع داخل وخارج السعودية. الآن نقوم بإجراءات عديدة في إعادة هيكلة الكثير من القطاعات، داخل وزارة المالية في إعادة هيكلة كيفية إعداد الميزانية، ونعتقد أننا سننتهي منها خلال سنتين». مشدداً على أن كل مشاريع البنية التحتية مستمرة وقائمة ولن يتوقف شيء.
وبشأن تطوير الموارد البشرية السعودية، أوضح الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تزخر بعقليات سعودية مبهرة ورائعة جداً ومشرفة، خصوصاً جيل الشباب الذي يمتلك طاقة قوية شجاعة وثقافة عالية، إلى جانب احترافية جيدة وقوية جداً. وأردف: «نعمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل، نحن لا نتطلع إلى أن يكون كل همنا وتفكيرنا كيف نعالج إشكالية الإسكان والبطالة، ليس هذا طموحنا كسعوديين، الفرص التي أمامنا أكبر بكثير جداً من هذه القضية، طموحنا سوف يبتلع هذه المشاكل، سواء من بطالة أو إسكان أو غيرها من المشاكل».
واسترسل بقوله: «طموحنا كيف نكون اقتصاداً أكبر من الذي نحن فيه اليوم، وكيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا. كيف نكون فخورين في وطننا. وكيف يكون وطننا جزءاً مساهماً في تنمية وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الحضاري أو الفكري.. إلخ».
خفض البطالة إلى 7 في المئة
أكدت الرؤية السعودية 2030 أهمية خفض البطالة من 11.6 في المئة إلى 7 في المئة، وبحسب الأمير محمد بن سلمان سيتم التركيز على كيفية تهيئة العامل السعودي لدخول سوق العمل، وقال: «سنعمل شراكات مع شركات القطاع الخاص، وشركات مملوكة بنسبة عالية للحكومة، وشركات مملوكة للقطاع الخاص، وبرامج تأهيل لدخولهم سوق العمل. كذلك مخرجات التعليم وربطها باحتياجات السوق والرؤية المستقبلية واحتياجات السنة القادمة».
رفع الدعم عن السلع
أوضح ولي ولي العهد أن فشل وزارة المياه في إنجاز عمل إعادة هيكلة الدعم في المياه تحد صعب، لكن هذا لا يعني أننا لا نعمل على حد تعبيره. وقال: «يجب أن نعمل، عندما نفتح القوائم في 2015، 70 في المئة من الدعم يذهب للأثرياء، هل هذا يجوز؟ الدعم هو لأصحاب الدخل المتوسط وما دون المتوسط. الدعم يفترض أن يكون لهؤلاء الذي يشكلون 30 في المئة، الذي يحتاجه، أصحاب الدخل المتوسط وأقل».
وأشار الأمير محمد أن البعض لديه منزل أكبر، فيستهلك كهرباء أكثر، ومياه أكثر، ولديه خمس أو ست سيارات فيستهلك بنزين أكثر، لديه مزرعة غير البيت، تستهلك كهرباء وماء أكثر، وقد يكون لديه بيت في مدينة أخرى يستهلك ماء وكهرباء أكثر، فرجل ثري يستهلك ماء وكهرباء مثل 10 عائلات أخرى أو 20 عائلة أخرى وهذا لا يجوز، الهدف كيف نعيد هيكلة الدعم وتحرير الأسعار وكيف نعمل برنامج آخر لا يؤثر على 30 في المئة ويعوضهم بطرق أخرى. وكشف ولي ولي العهد أنهم قضوا سنة كاملة لدراسة كيفية عمل برامج دعم للفئة محدود الدخل في المشتقات النفطية والمياه والكهرباء.
وقال: «تحد صعب جداً، تحد صعب جداً. نتوقع آخر 2016 تتضح الرؤية بشكل أكبر لذلك لن يتم أي تحرير قوي في أسعار الطاقة، إلا مع وجود برنامج واضح يغطي». وأكد الأمير محمد أن تحرير أسعار الطاقة سيشمل جميع الفئات من دون استثناء، وقال: «والله أنا راح أطبقها على نفسي، والذي لا يرضى يصطدم مع الشارع».
90 ألف وظيفة في قطاع التعدين
أوضح ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن قطاع التعدين سيخلق وظائف بشكل ضخم جداً، وأن هناك فرصاً تعدينية عالية جداً، مبيناً أن السعودية تمتلك 6 في المئة من احتياطات اليورانيوم في الكرة الأرضية. وأردف: «هذا نفط آخر غير مستغل تماماً، ذهب، فضة، نحاس، يورانيوم، فوسفات، وغيرها من المعادن الموجودة لدينا، لم يستغل منها إلا 3 أو 5 في المئة. واستغلال بشكل غير صحيح. في هذه الحالة تخلق سوقاً صناعياً ضخماً جداً، عوائد للدولة، دعم للاقتصاد، ووظائف».
وبحسب الرؤية الجديدة في مجال التعدين فإنها تستهدف 90 ألف وظيفة، وتحقيق 97 بليون ريال سنوياً.
إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية
في الوقت الذي تشير فيه الرؤية السعودية 2030 أن 2 في المئة من المشتريات العسكرية من الداخل، وتهدف إلى الوصول ل50 في المئة من المشتريات العسكرية من الداخل من التصنيع السعودي. تساءل الأمير محمد بن سلمان بقوله: «هل يعقل 2014 السعودية أكبر رابع دولة في العالم تنفق عسكرياً، و2015 السعودية أكبر ثالث دولة في العالم تنفق عسكرياً وليس لدينا صناعة داخل السعودية».
وتابع: «نعم نحن ننفق أكثر من بريطانيا، أكثر من فرنسا، وليست لدينا صناعة، لدينا طلب قوي يجب أن نلبيه داخل السعودية، الطلب على الصناعات العسكرية إذا استطعنا أن نرفع هذه النسبة إلى 30 أو 50 في المئة سوف تخلق قطاعاً صناعياً جديداً ضخماً، وسوف تدعم الاقتصاد بشكل قوي جداً، وسوف تخلق وظائف كثيرة جداً. ولكنه تحد. نحن نقوم بإعادة هيكلة العديد من الصفقات العسكرية بحيث تكون مربوطة بصناعة سعودية».
وبحسب الأمير محمد فإن «جزءاً من السياسات التي تطلق الآن لا تبرم وزارة الدفاع وغيرها من الجهات الأمنية والعسكرية أي صفقة مع أي جهة خارجية إلا مربوطة بصناعة محلية». وأضاف: «الآن نحن بصدد إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية مملوكة 100 في المئة للحكومة تطرح لاحقاً في السوق السعودي أيضاً للشفافية.
حيث يكون المواطن مطلع على الصفقات العسكرية وأداء الشركة وعلى المبيعات وعلى الصفقات والصناعات في الشركة بشكل واضح وعال جداً. قطعنا فيها شوطاً كبيراً في إنشاء هذه الشركة، وباق فقط رتوش بسيطة. ونتوقع تطلق في أواخر 2017 بتفاصيل أكثر. أيضاً لدينا مشكلة في الإنفاق العسكري، غير معقول، نحن ثالث أو رابع أكبر دولة في العالم تنفق في المجال العسكري، وتقييم جيشنا في العشرينات. هناك خلل! بلا شك هناك خلل».
وتابع الأمير: «عندما أدخل مثلاً، قاعدة في السعودية، أجد الأرض مبلطة بالرخام، والجدران مزخرفة، والتشطيب خمس نجوم، وعندما أدخل قاعدة في أميركا أرى المواسير للسقف، والأرض لا يوجد بها سجاد أو رخام، فقط أسمنت موضوع وعملي. هنالك هدر في الإنفاق عال جداً. سوف يعطينا فرصة لرفع مستوى الأجهزة الأمنية والجيش السعودي وفي تخفيف الإنفاق في المجال العسكري والأمني».
أداء هيئة مكافحة الفساد
أوضح ولي ولي العهد أنه لو كان الملك أو ولي العهد راضيين عن أداء مكافحة الفساد لما تم تغيير رئيس هيئة مكافحة الفساد منذ سنة.
وقال: «تغيير رئيس هيئة مكافحة الفساد منذ سنة معناه الملك وسمو ولي عهده غير راضيين. الفساد موجود بلا شك. موجود في كل المجتمعات وفي كل الحكومات وبنسب متفاوتة. الذي يهمنا اليوم، نحن نكون اليوم في مقدمة الدول في مكافحة الفساد وأقل نسب فساد في العالم».
وفي رده على سؤال حول كيفية الوصول لأقل نسب الفساد، أجاب الأمير بقوله: «الخصخصة جزء مهم جداً، مثال الصناعات العسكرية، الشركة مطروحة في السوق، لا أراقب، الشعب يراقب، أرامكو عندما تطرح في السوق، الشعب يراقب، المؤسسات الدولية تراقب، عندما تصدر بيانات أكثر في إعلان الميزانيات رقابة عالية، ليس ملاحقة الفاسدين بقدر ما هو إعادة هيكلة العديد من الإجراءات، التي سوف تجعل الفساد أصعب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.