برهن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على أنه يبحث عن متعة كرة القدم مهما كلفه هذا الأمر من نقد واحتجاج واعتراض من مدربي المنتخبات العالمية أو من اللاعبين الذين يواجهون تغييرات وتبديلات في قانون كرة القدم، أو من خلال الاستعانة بتكنولوجيا أو صناعة معينة لأهداف «التصدي» ولْنقل محاربة «قاتلي» متعة كرة القدم باتباعهم طرقاً وأساليب معقدة تحولت فيها كرة القدم للنواحي الدفاعية البحتة على حساب الشق الهجومي الذي ينشده المشاهد والمتابع، ويعتبره الهدف الرئيسي من متابعته وتشجيعه للعبة صاحبة الشعبية الأولى عالمياً. وأعجبني مسؤولو الاتحاد الدولي وهم يركزون على السير ببطولة كأس العالم لبر الأمان، من خلال دعم الدولة المنظمة «جنوب أفريقيا» معنوياً في المقام الأول، ولم يفرغوا أنفسهم للرد على هذه الاحتجاجات التي كان بطلها أفضل حراس المرمى في العالم، ولم يضيعوا الوقت كذلك في شرح أهداف الاتحاد الدولي لكرة القدم حينما استعان مثلاً بالكرة الحديثة «غابولاوني»، التي أثبتت فاعليتها «المضادة» باكراً، وكان أولى ضحاياها حارس مرمى المنتخب الإنكليزي روبرت غرين، وسار على دربه حارس المنتخب الجزائري فوزي شاوشي في هفوتين مكلفتين لمنتخبيهما. والسؤال هنا، لماذا تألق حارس مرمى منتخب نيجيريا فينسيت أنييما أمام أفضل نجوم العالم ميسي وحرمه من زيارة شباكه في كرات عدة خطيرة جداً، إلا إذا كانت الكرة غابولاوني» غائبة عن الحضور؟ وبعيداً عن الاحتجاج وعن الكرة ال«غابولاوني» تفاجأت بالفعل من الأداء الكلاسيكي الذي قدمه لاعبو المنتخب الجزائري أمام المنتخب الأقل حظوظاً في هذه المجموعة؛ سلوفينيا، وجاء هذا التعثر الباكر جراء غياب التركيز «الذهني» والتخوف التكتيكي الذي انتهجه مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان الذي بتوصياته التكتيكية «فرمل» النواحي الهجومية إلى أن ظهر المنتخب بشكل «متقلب» خلال المباراة. وبعودة لعنصر التركيز، فالذي شاهد تركيز أكثر من لاعب جزائري على الظهور أمام العالم ب«نيو لوك» سواء بالقصات المتنوعة، أو من خلال التفنن في صبغات الشعر من حقه أن يتخوف على النواحي الفنية فوق «المستطيل الأخضر»، وهو ما حرم المنتخب من تحقيق الفوز أو التعادل على أقل تقدير، وستجدون في استبعاد المهاجم البديل عبدالقادر غزال بالبطاقة الحمراء الدليل القاطع. [email protected]