بدأ «برنامج الغذاء العالمي» في توزيع 200 ألف معونة غذائية للمتضررين من الجفاف في المحافظات الشرقية في سورية وهي الحسكة والرقة ودير الزور، وتبلغ حصة البادية منها 55 ألفاً. وكانت موجة الجفاف التي شهدتها المنطقة الشمالية الشرقية في السنوات الأخيرة، أدت إلى نقص في موارد المياه وانخفاض حاد في المحاصيل الزراعية التي تشكل المورد الأساس لغالبية سكان المنطقة، ما أفضى إلى هجرة أكثر من 350 ألف نسمة من محافظة الحسكة وحدها، وفق إحصاءات رسمية. بينما أشارت التقديرات الى نزوح اكثر من مليون شخص من هذه المناطق إلى المحافظات الجنوبية للعمل في الأراضي الزراعية وغيرها. وافتتحت الأممالمتحدة في شباط (فبراير) الماضي مركزاً ل «برنامج الغذاء العالمي» في دير الزور، بهدف تقديم الخدمات إلى المنطقة الشرقية من خلال تنفيذ البرنامج 2042، المتضمن تقديم المساعدات الغذائية إلى المتضررين من الجفاف في هذه المنطقة، ويستهدف البرنامج تقديم مساعدات غذائية للقرى الأشد فقراً في مناطق الاستقرار الرابعة والخامسة في المحافظات الثلاث. وتشمل المعونة الواحدة لكل شخص نحو 25 كيلوغراماً من مواد الغذاء والتموين. وكانت الحكومة السورية، أقرّت تأسيس صندوق لتمويل المشاريع والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية التي تواجه الإنتاج الزراعي، ووزعت المساعدات وجدولت القروض، وأعفت المشاريع الاستثمارية التي تنفّذ في المنطقة من الضرائب والرسوم لعشر سنوات. كما رُخّص للآبار المخالفة وأُعفي الفلاحون الذين يستثمرون مساحات من أراضي أملاك الدولة البعلية، ومنح قروض بقيمة 300 مليون ليرة سورية ضمن مشروع تمكين المرأة وتوزيع مساعدات غذائية للأسر المتضررة. وتسعى الحكومة السورية أيضاً إلى تنفيذ مشاريع استراتيجية لجر المياه من دجلة إلى محافظة الحسكة لري 180 ألف هكتار، فضلاً عن جر المياه من الفرات إلى منطقة تدمر وسط البادية السورية. وتتشدد في التحول إلى الري الحديث، وتأسيس صندوق للحماية من الكوارث الزراعية، والتغيير في بعض السياسات الزراعية لمحاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه (خفض خطة إنتاج القطن من مليون طن إلى 600 ألف خلال 2009)، إضافة إلى إجراءات تنوي الحكومة تنفيذها، خصوصاً مع البدء في تنفيذ الخطة الخمسية الحادية عشرة. يُذكر أن المنطقة الشرقية كانت تعتبر حتى سنوات قريبة سلة سورية الغذائية، وتحديداً من القمح والقطن، كما تضم أهم حقول النفط الخام المنتج، لكن موجات الجفاف المتكررة في السنوات الأخيرة أدت إلى بوار الأراضي فيها ونزوح أهلها.