لا تصدّق مقياس درجة الحرارة (التيرمومتر) في سيارتك أو منزلك، بل صدّق «الأرصاد» التي تتمسك بأن درجات الحرارة في معدلها الطبيعي، وأننا لم ندخل بعد في فصل الصيف الذي بقيت 10 أيام قبل أن يبدأ! ذلك هو رد الرئاسة العامة للأرصاد على تساؤلات «الحياة» في شأن «القيظ القائظ» الذي يصطلي به الناس في أرجاء المملكة، على رغم تأكيد «التيرمومترات» داخل السيارات والمنازل والمنشآت أن درجة الحرارة وصلت إلى 59 درجة مئوية في المدينةالمنورة و49 درجة مئوية بعد عصر أمس في الرياض، فيما تجتاح موجة حر مناطق عدة في العالم، أبرزها لبنان حيث تشتعل الحرائق في أحراش جبل لبنان بسبب الحر، والهند حيث لقي أكثر من 300 هندي مصرعهم إثر بلوغ الحرارة 48 درجة مئوية. وقال وكيل «الأرصاد» لشؤون الأرصاد الدكتور سعد المحلفي ل«الحياة» في جدة أمس إن معدلات الحرارة في مناطق السعودية لا تزال «في المعدل الطبيعي». واستبعد أن تسجل ارتفاعاً قياسياً في الوقت الراهن. وأوضح أن تحديد درجات الحرارة يتم وفقاً لمعايير عالمية تنص على قياس درجة الهواء في الظل. وفي المنطقة الشرقية ارتفعت الحرارة وزادت نسبة الرطوبة، وأضحى الجو خانقاً. وقالت «الأرصاد» إن الحرارة تشارف على 44 درجة مئوية. لكن مواطنين جزموا بأن «ترمومترات» سياراتهم سجلت 49 درجة مئوية. وتسبب ارتفاع الحرارة في انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المحافظات والأحياء، خصوصاً في حفر الباطن. لكن شركة الكهرباء عزت ذلك إلى زيادة الأحمال. وحبست الحرارة والرطوبة المواطنين في منازلهم أمس. وفي الرياض، أكدت «الأرصاد» - على لسان مدير الإعلام في رئاستها حسين القحطاني - أن حرارة صيف السعودية لهذا العام ستكون «مرتفعة جداً»، بيد أنها لن تصل إلى القدر الذي ذهب إليه كثيرون. وقال إن «الأرصاد» ليس لديها ما تخفيه من حقائق وأنها لن تتكتم شيئاً. وأشار القحطاني إلى أن الحرارة لم تتجاوز 50 درجة في الظل، وفي حال سجلت الرياض أو إحدى مناطق السعودية معدلات تفوق معدلات الواقع فستقوم «الأرصاد» بالإعلان عنه بشكل مباشر. وحذّر القحطاني من الانجرار وراء الإشاعات التي يترتب عليها أيضاً التنسيق مع جهات عدة في الدولة في ما يخص حال الطقس بشكل عام ولن يؤخذ بكلام وتوقعات أي جهة غير رسمية. وبين القحطاني أن الرئاسة تعتمد قياسات درجات الحرارة بناءً على شروط المنظمة العالمية للأرصاد والتي تقترح بدورها أجهزة خاصة ومعينة ومعتمدة، تقيس من خلالها درجات الحرارة والرطوبة والضغط بشكل دقيق.وأوضح القحطاني أن الكثير من الناس يعتمد درجة الحرارة من خلال السيارات أو اللوحات الإعلانية في الشوارع وهؤلاء يقعون في خطأ كبير كون أن مثل تلك الأجهزة غير دقيقة وغير نظامية، ناهيك عما يعرف بدرجة شعور الجسم من ناحية الإحساس بدرجات حرارة أعلى من معدلها، ومنها ارتفاع نسبة الرطوبة العالية، مشيراً إلى أن درجات الحرارة الفعلية تقاس في مناطق تبتعد 14 كلم عن أماكن التأثير وتكون في منطقة تقع تحت الظل وفق معايير دولية معروفة. لكن عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك رئيس مرصد مجمع الأمير سلطان في بريدة الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق قال ل«الحياة» أمس أن درجة الحرارة ستصل في السعودية إلى 70 درجة مئوية في الأسطح «البيضاء»، وتتجاوز 80 درجة مئوية في الأسطح «السوداء»، وهي «الأعلى وقد تكون مهلكة». وأشار إلى أن درجات الحرارة هذا العام في السعودية ستلامس ال50 درجة في الظل بناء على المعطيات، وأن درجة حرارة المياه في خزانات المياه وصلت إلى ما بين 55 و60 درجة مئوية، في ما وصلت في خزانات الحديد إلى 65 درجة مئوية. وأوضح الزعاق أن السعودية تعيش حالياً موسم «مربعانية القيظ» ويستمر 40 يوماً، والحر الشديد سيكون بانتهائها أي بعد 40 يوماً، حين يدخل موسم «جمرة القيظ»، وهو موسم بداية الحر اللاهب الذي ستشهد خلاله السعودية صيفاً حاراً جداً.