في صباح يوم الاثنين الموافق 4 أيار (مايو) 2009، قرأت في أكثر من صحيفة من صحف بلادنا خبراً ناداني إلى الفرح لحظات وما زلت فيها - أعني اللحظات -، ولهذا أدعوكم معي لقراءته، فقد أعدت قراءته مرة أخرى، وأنا أتصور أنني أحلّق في فضاء بلادي دون أن يصيبني الهلع حينما أضطر لعبور أنفاقنا التي بدأت تتهاوى قبل أن تتم عمرها القصير! لقد سمعت نفسي وهي تنشد مرحاً للفرح، مرحاً للاستثمار الحقيقي الذي ينفع الناس ويرفع من مستوى الدخل، سمعتها وهي تقول: أخيراً ها نحن نلتفت لذلك الشيء الجميل على رغم الأصباغ والحديد الذي بأسه شديد، هل رأيت أيها القارئ الكريم أكثر جمالاً من أن تنتج حاجاتك بنفسك؟ ذلك شيء يثير الفرح، أليس كذلك؟ يقول الخبر: «شراكة سعودية ألمانية لتصنيع مروحيات وسيارات بتقنية النانو في المملكة»، وتقول تفاصيل الخبر: انه تم أمس توقيع خمس مذكرات تفاهم مع شركات ومعاهد ألمانية تستهدف تحقيق التعاون التقني والتصنيع المشترك بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبين عدد من المعاهد البحثية والمؤسسات التي تشمل عدداً من الشركات مثل «إم كيه» الألمانية للطائرات المروحية بحيث يُكوّن الجانبان فريقاً هندسياً مشتركاً يعمل في مقر المدينة بمدينة الرياض، إضافة إلى مذكرة التفاهم الأخرى مع شركة «إم كيه هيلوكبتر» بالتعاون مع «أس جي إل» التي تعتبر أكبر شركة في أوروبا في مجال المواد المركبة الكربونية، وذلك لتطوير الألياف الكربونية عالية الأداء. أما مذكرة التفاهم الثالثة - وأرجو أن تتفهم ذلك مصلحة الطرق أن سياراتنا تعاني كثيراً من طرقها الملتوية بالأحزان - فقد كانت بين مدينة الملك عبدالعزيز وبين شركة الهندسة الألمانية «آي. إيه. في. جي. إم. بي. إتش» للتعاون في مشروع أبحاث السيارات الألمانية المتقدمة وتطويرها عبر برنامج مشترك بين الجانبين للقيام بأبحاث دولية متقدمة. أما مذكرة التفاهم الرابعة فهي بخصوص الأبحاث والتعليم في مجال البصريات وتقنيات النانو بما في ذلك الأنظمة الجديدة ذات الحجم الصغير، الذي يمكن استخدامه بكفاءة عالية في عدد من المجالات الصناعية مثل كاميرات النانو مصفوفات المرايا الدقيقة لتركيز ضوء الشمس للحصول على الطاقة، حساسات النانو البصرية لمراقبة الصحة البصرية الخارجية كبديل عن دراسة عينات الدم، حيث تقوم تقنيات النانو بالتعرف على العلامات الحيوية عبر النفس البشري أو الجلد. أما المذكرة الخامسة فكانت مع مركز الأبحاث الوطني الألماني وجامعة فرانكفورت للدراسات المتطورة وجامعة جون فولجانج جوته الألمانية للتعاون في مجال تقنية معجلات الايونات وتشمل تبادل العلماء والمختصين في مجال البحوث والتدريب، فضلاً عن إقامة حلقات علمية ثنائية حول المشكلات التي تهم البلدين. والآن ألستُ محقة بالفرح؟ ألا نفرح بعد أن أصبنا بالإحباط من خلال «منح» اذونات «ودعم» الاستثمار «لمستثمري الغفلة» الذين يأتون من بعيد لا يملكون إلا حقائب ملابسهم وكثيراً من كلام! في الختام، دعونا نحلّق بأحلامنا وفي الطائرات الصغيرة التي سترى نور بلادنا بإذن الله تعالى بعد ثلاث سنوات من الآن بحسب ما هو متفق عليه. سارة بنت محمد الخثلان