لم يمنع تزامن المونديال مع موسم الامتحانات، شباب العراق من تنظيم سهرات منزلية خاصة واخرى عامة لمتابعته. فالمطاعم التي عادت تسهر الى ما بعد منتصف الليل، وضعت شاشات كبيرة لجذب الشباب والعائلات على حد سواء، وهي المرة الأولى التي تظهر في بغداد مثل هذه الاماكن بعدما كانت المقاهي في المونديال السابق تغلق ابوابها بعد ساعتين او ثلاث من انتصاف النهار بسبب سوء الاوضاع الامنية. وتستثمر المطاعم والمقاهي ايام المونديال لزيادة مداخيلها اذ ترفع اسعار المرطبات والمشروبات الساخنة اضعافاً. لكن الشباب لا يهتمون بالاسعار قدر اهتمامهم بالمتعة التي يجنونها اثناء المتابعة. ولجأ بعض الشباب الى شراء بطاقات فك التشفير لبعض القنوات الجديدة التي تنقل المباريات في شكل مباشر، فضلاً عن تحضير المستلزمات الضرورية لضمان متابعة المباريات من دون منغصات مفاجئة مثل تهيئة مولدات الكهرباء المنزلية، والاتفاق مع اصحاب المولدات المشتركة على اوقات تشغيل محددة تتزامن مع اوقات المباريات. ويقول عادل محمد (31 سنة) انه اتفق مع مجموعة من الشباب الذين يسكنون شارع فلسطين على دفع اجور اضافية لتشغيل المولد الكهربائي ساعات اضافية لضمان مشاهدة جميع المباريات التي ستبثها القنوات الفضائية في شكل مباشر. عادل ليس الوحيد الذي اقدم على هذه الخطوة، إذ ان غالبية الشباب في المناطق الاخرى اتخذوا الاجراء الاحترازي نفسه. وسارع كثيرون الى شراء ملصقات اسماء اللاعبين التي تحوي مواعيد المباريات لتسهيل متابعتها، فضلاً عن الفانيلات والقبعات التي غزت الاسواق العامة والتي بات ارتداؤها امراً حتمياً لمشجعي الفرق العالمية. وينقسم متابعو المونديال من الجمهور العراقي بين 3 فرق رئيسية هي الارجنتين والبرازيل والفريق الانكليزي، وتعيش العائلات تنافساً كبيراً بين أبنائها من الشباب نتيجة اختلافهم على الفرق التي يشجعونها. وتسبب هذا الوضع في توزيع الابناء على أكثر من جهاز تلفاز لمتابعة المباريات منعاً للمشاجرات. ويشكو كثيرون من المشجعين من عدم امكان متابعة المباريات الاولى التي تبدأ في الثانية والنصف بتوقيت بغداد، اي قبل انتهاء ساعات الدوام الرسمي بنصف ساعة، فضلاً عن الزحام المروري الذي يعيق وصولهم الى المنازل. ووجد البعض حلولاً موقتة لهذه الاوضاع تتمثل بأخذ اجازة مرضية لايام معدودة، او البقاء في الدائرة طوال ساعات النهار لا سيما الدوائر الامنية التي تعتمد نظام الخفارات لمنتسبيها. ويقول اسعد جميل (27 سنة) ان متابعة المباريات الاولى من المونديال باتت امراً صعباً بالنسبة الى موظفي الدوائر الرسمية الذين يصلون في آخر لحظات نهاية المباراة. وتبدو الفتيات اقل اهتماماً بأخبار المونديال من الشباب في العراق، اذ قلما يتابعن اخبار الفرق الاجنبية ويفضلن تشجيع المباريات التي يخوضها المنتخب الوطني العراقي على متابعة مونديال الفرق العالمية، بل ان بعضهن يشكين من الضجة التي يسببها المونديال في البيت. وتؤكد رؤى سعد (21 سنة) وهي طالبة جامعية، ان متابعة اشقائها للمونديال باتت تشكل مصدر ازعاج لها، فهي لم تنه امتحاناتها الجامعية فيما تحول المنزل الى ملعب مفتوح بسبب الصراخ والصفير والنشاطات الاخرى التي يقوم بها إخوتها واصدقاؤهم مثل الرقص والتصفيق والمشاجرة.