أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم (الجمعة) من لندن رغبته في بقاء بريطانيا، الدولة الحليفة، داخل الاتحاد الأوروبي، ما أثار انتقادات من مؤيدي خروج المملكة من الاتحاد. وفي مقال طغت عليه نبرة شخصية نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» بعد ساعات على هبوط الطائرة الرئاسية في لندن، كتب أوباما أن «الاتحاد الأوروبي لا يقلل من نفوذ بريطانيا بل على العكس يعطيه بعداً أكبر». وأكد أوباما في مقالته الطويلة أن «الولاياتالمتحدة والعالم في حاجة إلى استمرار نفوذكم الكبير (بريطانيا) بما في ذلك داخل أوروبا». وشدد على أهمية بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي بالنسبة إلى المسائل الأمنية أيضاً، وقال إن «عشرات الآلاف من الأميركيين الذين يرقدون في المقابر الأوروبية يثبتون مدى تشابك ازدهارنا وأمننا»، في إشارة إلى دخول القوات الأميركية الحربين العالميتين. وسارع أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى التنديد بهذا التدخل. وقال رئيس بلدية لندن بوريس جونسون: «اسمعوا أقواله ولا تفعلوا أفعاله»، متهماً أوباما في صحيفة «ذي صن» الشعبية ب«الخبث وعدم التماسك». وفي موقف مثير للجدل، ذكر جونسون بجذور أوباما الكينية، محركاً من جديد قضية تم نفيها، مفادها أن الرئيس الأميركي أعاد تمثالاً نصفياً لونستون تشرشل إلى السفارة البريطانية فور دخوله البيت الأبيض العام 2009. وقال رئيس حزب «يوكيب» المعادي للهجرة نايجل فاراج: «أوباما لا يحب البريطانيين كثيراً. جده نشأ في كينيا، المستعمرة البريطانية السابقة. وهو لم يتجاوز هذه المسالة». وندد ب«تدخل في غير محله من قبل الرئيس الأميركي الأكثر معاداة لبريطانيا في التاريخ» مضيفاً أنه «من حسن الحظ أنه يغادر منصبه قريباً». وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كنت ريتشارد ويتمان، إنه «يجدر بالمشككين في جدوى أوروبا أن يلزموا الصمت. فتدخل أوباما الشخصي غير المعهود قد يرجح الكفة بالنسبة إلى المترددين ويعزز معسكر المؤيدين للاتحاد الأوروبي». وأظهر استطلاع للراي أجراه معهد «سكاي داتا»، أن 60 في المئة من البريطانيين يعتبرون أنه يجدر بأوباما عدم التدخل في النقاش، غير أن 25 في المئة يؤكدون أنهم يميلون بعد ندائه إلى التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، في مقابل 17 في المئة يبدون عكس ذلك. واستهل أوباما برفقة زوجته ميشيل زيارته الخامسة والأخيرة على الأرجح إلى بريطانيا قبل انتهاء ولايته الرئاسية، بغداء مع الملكة إليزابيث الثانية التي احتفلت الخميس بعيد ميلادها التسعين. واستقبلت الملكة وزوجها الأمير فيليب، أوباما وزوجته عند نزولهما من المروحية أمام قصر ويندسور، على مسافة 40 كلم من لندن. وتبذل الصحافة البريطانية مساع حثيثة لحمل إليزابيث الثانية على الدخول في الجدل القائم حول مسالة الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن قصر باكنغهام يشدد على واجب الحياد الذي تلتزمه الملكة. وسيجري أوباما محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كامرون الذي يخوض حملة من أجل إقناع مواطنيه بوجوب البقاء في الاتحاد الأوروبي، في وقت لا تزال استطلاعات الرأي تظهر تقارباً في النتائج بين المعسكرين. ويتضمن جدول أعمال المحادثات الجهود الدولية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وكذلك سبل دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا والوضع في أفغانستان.