أبدى الجانبان اللبناني والسوري تفاؤلهما بإنتاج أكبر عدد ممكن من الاتفاقات بينهما خلال الاجتماعات المشتركة التي عقدت أمس في العاصمة السورية بين الإداريين والخبراء في عدد من الوزارات، والتي تستمر اليوم الأحد، برئاسة وزير الدولة اللبناني جان أوغاسبيان ورئيس هيئة تخطيط الدولة في سورية عامر حسني لطفي. وذلك قبل يومين من زيارة الرئيس ميشال سليمان لدمشق للبحث مع الرئيس بشار في التطورات في المنطقة وتقويم الوضع الإقليمي، إضافة الى العلاقات الثنائية. وفيما تمهد الاجتماعات الحالية لاجتماع هيئة المتابعة والتنسيق بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومة سعد الحريري ومحمد ناجي عطري قريباً، حيث سيتم تكريس التوافق النهائي على نصوص التعديلات على الاتفاقات بين البلدين وعلى 6 اتفاقات جديدة، أعلن أوغاسبيان في دمشق أمس أن ما جرى التوصل إليه حتى الآن يحدث في حال تنفيذه نقلة نوعية بين البلدين. وشدد الحريري من جهته مساء أمس على أن «تثبيت مبدأ المناصفة (بين المسيحيين والمسلمين في لبنان) الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري أعتبره شخصياً مدماكاً أساساً في بناء لبنان وحمايته من الأخطار والعواصف». وأكد الحريري في كلمة أثناء الاحتفال بوضع الحجر الأساس لمستشفى رفيق الحريري الجامعي في جامعة البلمند في شمال لبنان، التزامه تكريس العيش المشترك في المجال السياسي. وحضر الاحتفال مؤسس جامعة البلمند بطريرك الروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم، وألقى خلاله كلمة مؤثرة رئيس الجامعة الوزير السابق إيلي سالم ذكّر فيها بأعمال رفيق الحريري وتبرعه بمبنيين باسم ابنه الراحل حسام الدين الحريري. وقال رئيس الحكومة في كلمته: «كما أننا نحن جميعاً عابرون على أرض لبنان الباقية فإن واجبنا جميعاً أن نرسخ المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان لكي تبقى رسالة لبنان الى العالم رسالة العيش المشترك والحوار والاعتدال، لأجيال وأجيال». وشدد على «أننا كعائلة تجمعنا مع كل ما يمت الى التربية ومؤسساتها روابط قديمة»، وأن العائلة «ملتزمة مواصلة هذا النهج». وقال إن «القناعة التي رسخها رفيق الحريري هي أن المواطنية تبدأ في التربية إذ ان العلم لا يعترف بطائفة والمعرفة لا تعترف بمذهب». من جهة ثانية، استمر السجال اللبناني الداخلي حول تصويت لبنان بالامتناع في مجلس الأمن على فرض العقوبات ضد إيران في شأن ملفها النووي. وبينما قال نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إنه «كان من الأفضل للبنان الرسمي أن يصوت ضد العقوبات في مجلس الأمن»، أوضح وزير الإعلام طارق متري أن الامتناع في مجلس الأمن «لا يعني أن لبنان يقف على الحياد»، مؤكداً أنه «أخذ موقفاً وكان غير موافق على العقوبات». و شكر السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي «كل المسؤولين اللبنانيين الذين رفضوا قرار العقوبات بحق إيران». وقال: «نظراً الى العلاقات الودية والصداقة بين الشعبين والحكومتين والعلاقات العريقة بين هذين البلدين منذ القديم حتى يومنا هذا، كانت تتوقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يصوت لبنان كلبنان ضد هذا القرار». وأكد «متانة وقوة ورساخة العلاقات الإيرانية – اللبنانية»، وقال إنها «أمتن وأوسع بكثير ولن تتأثر بالنسبة الى هذا القرار الذي لا يؤثر في إيران بشيء». على صعيد آخر، اجتمع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في القاهرة أمس الى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وقال الناطق باسم الخارجية السفير حسام زكي إن مصر «حريصة على الانفتاح على مختلف القوى السياسية وتقف على مسافة واحدة منها». ونوّه بالدور الذي يلعبه جعجع لبنانياً ومسيحياً.