يرى اقتصاديان أن ارتفاع معدلات التضخم أخيراً أسهمت بشكل مباشر في زيادة «زوي الدخل المحدود» في المجتمع. وقالا في حديثهم إلى «الحياة»: «إن تدني أجور عدد من العاملين في القطاع الخاص، إضافة إلى تدني رواتب بعض المتقاعدين أسهم في انضمامهم إلى الطبقات الفقيرة في المجتمع خلال الفترة الماضية». وحددا معدل الكفاف للأسرة السعودية التي لديها طفلان بثلاثة آلاف ريال، مطالبين في الوقت نفسه الجهات المختصة بوضع حد أدنى للأجور خصوصاً في القطاع الخاص، ورفع أجور بعض العاملين في وظائف تتراوح أجورها بين 1500 وألفي ريال. وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سالم باعجاجه: «إن ارتفاع أسعار السلع الأولية والاستهلاكية في الفترة الأخيرة أسهم في دخول عدد من الأسر من ذوي الدخل المتدني لقوائم الفقراء في السعودية». وأضاف: «هناك شرائح من المجتمع لا يتجاوز دخلها الشهري 1500 ريال، وهذا الدخل لا يلبي الحاجات الأولية لهذه الأسر في الوقت الحالي». وقدر باعجاجة مستوى الكفاف للأسر بثلاثة آلاف ريال، وقال: «الدخل الشهري الذي يوفر للأسرة السعودية حياة بحد الكفاف هو ثلاثة آلاف ريال في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أهمية دراسة معدلات الأجور خصوصاً في القطاع الخاص، لتحديد حد أدنى لراتب الموظف السعودي. وزاد: «لابد أن تعمل وزارة العمل على رفع رواتب بعض المهن المدرجة في القطاع الخاص، والتي لا يتجاوز أجرها ألفي ريال»، مضيفاً «كما ينبغي أن تعمل الوزارة على وضع حد أدنى لأجور العاملين في القطاع الخاص من السعوديين، بحيث يوفر لهم هذا الدخل مستوى معيشة في حدود الكفاف ويجنبهم الفقر والحاجة». أما الخبير الاقتصادي الدكتور محمد شمس فقرن أسباب وجود الفقر في المجتمع بتفشي ظاهرة البطالة، وقال: «ارتفاع معدلات البطالة في مجتمع يعتبر عاملاً رئيساً لتفشي الفقر فيه». ولفت إلى أن للبطالة أسباباً منها عدم الرغبة في العمل أو الجهل التعليمي، أو أن يكون الشباب يحملون مؤهلات دراسية لا تتناسب مع وظائف سوق العمل، وقال: «يلعب تدني أجور رب الأسرة عاملاً في ظهور الفقر في المجتمع، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية». وأضاف: «أن ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية أسهم في تآكل دخل الفرد وشل قدرته على الادخار، لاسيما وأن أجور البعض لا تكفي متطلبات الحياة الأساسية». وإلى جانب قلة الأجور والبطالة، يرى شمس أن عدم وجود ثقافة لتنظيم الأسرة عامل آخر مساعد في تفشي الفقر لدى فئات معينة من المجتمع، وقال: «لابد من نشر الوعي بثقافة تنظيم الأسرة بين فئات المجتمع كافة، خصوصاً لدى ذوي الدخل المحدود، في ظل ارتفاع عدد أفراد بعض الأسر بطرق غير معقولة». وأشار إلى أهمية وضع خطة إستراتيجية من قبل الجهات المعنية تهدف للتوعية بأهمية تنظيم الأسرة وعدم استعجال الشباب الزواج.