طهران – «الحياة»، أ ف ب – بدأ مجلس صيانة الدستور أمس، البتّ في «أهلية» المرشحين ال475 الذين سجلوا أسماءهم للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل، في وقت رد الرئيس محمود احمدي نجاد على منتقدي سياسته الاقتصادية، داعياً الى اقتصاد إيراني «نزيه وأخلاقي». وقال رئيس اللجنة الانتخابية التابعة لوزارة الداخلية كامران دانشجو: «من بين الأشخاص ال475 الذين سجلوا ترشحهم، هناك 433 رجلاً و42 امرأة». وأضاف ان «عدد الأشخاص الذين كانوا أعلنوا استعدادهم للترشح، عبر الإنترنت، بلغ 3272 شخصاً»، مشيراً الى ان 14.5 في المئة منهم فقط حضروا الى مقر اللجنة لتسجيل أسمائهم. وأوضح ان العدد النهائي للمرشحين هو أقل بنسبة 53 في المئة مما في انتخابات العام 2005 التي تسجّل لخوضها 1014 شخصاً. ولفت دانشجو الى ان ثمة 46.2 مليون ناخب في ايران، مضيفاً: «نأمل بمشاركة كبيرة من الشعب، تجعل اعداءنا أكثر غضباً». وأكد ان اللجنة الانتخابية ستضمن اجراء انتخابات نزيهة، قائلاً: «نعتبر حماية اصوات الناس واجباً دينياً. نحن لا نخاف من اي اشراف مستند الى القانون، لأننا طمأنا الناس والمرشحين الى أننا سنحمي الأصوات». وأبرز اربعة مرشحين هم الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) مهدي كروبي والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي. وبدأ مجلس صيانة الدستور درس الترشيحات، في مهلة تنتهي خلال خمسة أيام لتأكيد أهلية الطامحين في الترشح. وأمام المرشحين الذين لا يحصلون على موافقة المجلس، أربعة أيام للطعن امام المجلس نفسه الذي يُعلن اللائحة النهائية للمرشحين في 22 الشهر الجاري. وفي العام 2005، لم يوافق المجلس سوى على ثمانية مرشحين من بين 1014، خاض سبعة منهم فقط الانتخابات. ورأى احمدي نجاد امس ان «كلما تمكنت الروح الجماعية وإرادة شعب ما من ان تنتخب بحرية، فإن هذا الانتخاب سيكون جيداً على الدوام». وقال امام المؤتمر الثامن لتلاميذ المدارس، ان «الاقتصاد من دون الأخلاق» يؤدي الى «الحروب والاستعمار والاستبداد والأنانية». وأضاف ان «السياسي في الغرب يبيع نفسه إلى الصهاينة والمثليين، من اجل زيادة أصواته» الانتخابية. ودعا الى ان «يكون الاقتصاد الإيراني نزيهاً وأخلاقياً». اما كروبي الذي يعزو سقوطه في انتخابات العام 2005 إلى «مخالفات» في عملية الاقتراع، فدعا بعد تسجيله ترشحه رسمياً الى اجراء «انتخابات نزيهة من دون تدخل من الباسيج أو القوات المسلحة أو القوى المارقة». ويشير كروبي بذلك الى تصريح لقائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري، تحدث فيه عن السماح للفرع «غير العسكري» في الباسيج بالمشاركة في النشاطات الانتخابية. وحض كروبي الحكومة على ان تكون «حيادية»، معتبراً ان في إمكان احمدي نجاد ان «يستفيد من موارد البلاد ومنشآتها». اما موسوي فوصف نفسه ب «طفل الثورة الصغير». وقال انه ترشح «لأنني وجدت ان الاتجاهات السياسية والثقافية والاقتصادية الحالية، تبعث على القلق». ودعا الى «تأسيس علاقات أفضل بين إيران والعالم، عبر إزالة التوتر والتواصل البنّاء. ولذا سأفتح الطريق أمام تطور البلاد وإعادة الاحترام للإيرانيين في العالم». واعتبر موسوي نفسه «إصلاحياً متمسكاً بمبادئ الثورة الإسلامية»، مشيراً الى ترشحه بصفته «مستقلاً».