تبادلت حكومة جنوب السودان والمتمردون اتهامات بعد تعليق زعيم التمرد رياك مشار عودته إلى العاصمة جوبا لأجل غير مسمى، في ظل قلق دولي من تجدد الحرب الأهلية، وإعلان حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت أنها لن تسمح بعودة مشار وفي جعبته ترسانة أسلحة. وكان يُفترَض أن يصل مشار إلى جوبا الإثنين الماضي، لكن الخطوة تأجلت إلى الثلثاء، قبل أن تعود المعارضة، وتعلن تعليقها إلى حين تذليل بعض العقبات. وقال الناطق الرسمي باسم المعارضة المسلحة، وليام أزيكيل: «فوجئنا بطلب جوبا تصريح إذن للطائرة التي تقل رئيس هيئة أركان الجيش المعارض الجنرال سايمون قاتويش، فضلاً عن اعتراضها الحراسة المصاحبة لطائرة هيئة الأركان، والبالغ عددهم 45 عنصراً، إلى جانب اشتراطها وصولهم إلى جوبا من دون سلاح». وبيّن أزيكيل أن «هناك جهات داخل الحكومة في جوبا لا تريد تنفيذ الاتفاقية والانقلاب عليها ما يدفعها إلى وضع العراقيل أمام مشار»، مجدِداً تمسك فريقه بالاتفاق. في المقابل، حمّلت الحكومة، مشار، مسؤولية عدم عودته في التاريخ المحدد، معتبرةً أن قراره «يعود لأسباب تخصه». وشددت الحكومة على أنها «لن تسمح لمشار أن يأتي بترسانة أسلحة، بل ستلزمه بعديد القوات المنصوص عليه ضمن اتفاق السلام في بند الترتيبات الأمنية». واعتبر وزير الإعلام مايكل مكوي، مزاعم المعارضة في شأن منع طائرة قاتويش من الهبوط بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة. وأضاف أن الحكومة «لم ترفض دخول الطائرة إلى البلاد»، موضحاً أن أمر السماح لهذه الطائرة بالدخول من عدمه «ليس في يد» الحكومة، وإنما هناك جهات رقابية تقوم بالمهمة مثل «آلية مراقبة وقف النار المشتركة»، التي تعمل تحت إشراف وساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد). واعتبر أن ما حصل «هو رغبة قاتويش في إدخال عدد من القوات غير المنصوص عليهم في اتفاق السلام بين المعارضة والحكومة. وأعرب مجلس الأمن في اختتام اجتماع طارئ عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في جنوب السودان بعد إرجاء عودة مشار. وقال نائب السفير الصيني وو هيتاو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الجاري أن اعضاء المجلس «يحضون كل الأطراف على تشكيل حكومة انتقالية بسرعة وتطبيق اتفاق السلام». وأبلغ رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفيه لادسو مجلس الأمن عن وجود خلافات في شأن الترتيبات الأمنية المتعلقة بالسماح للمسلحين المتمردين بالتمركز في جوبا. وعبّرت الولاياتالمتحدة عن استيائها من إخفاق زعيم المتمردين في العودة إلى عاصمة جنوب السودان لتشكيل حكومة وحدة وطنية بموجب اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عامين وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي للصحافيين: «تشعر الولاياتالمتحدة بخيبة أمل شديدة لإخفاق مشار في العودة إلى جوبا لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية». وقال إن الإخفاق في العودة يُعدّ «قراراً متعمداً» من مشار بعدم احترام التزاماته لتنفيذ الاتفاق الرامي إلى إنهاء الصراع. على صعيد آخر، أوصدت الخرطوم الباب أمام عودة العلاقات السودانية - الإيرانية الى سابق عهدها حالياً، مؤكدةً أن «طهران تعمل على نشر المذهب الشيعي في السودان والوطن العربي، ولديها أجندة خفية أرادت تنفيذها». من جهة أخرى، قال مسؤول رفيع في بعثة الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، إن اجتماعات المعارضة بشقيها السياسي والمسلح الملتئمة في العاصمة الفرنسية باريس يحضرها ممثلون عن الاتحاد، في محاولة لإقناع المعارضة بتوقيع خريطة الطريق الأفريقية لوقف الحرب والحوار الوطني بأسرع ما يمكن.