أثار قرار عمل مراكز الرعاية الصحية الأولية بنظام الفترتين «سخطاً» بين العاملات في القطاع الصحي. فيما تقدمت موظفات بشكوى ضد القرار إلى إدارات المراكز الصحية نفسها، لرفعها إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، لافتات إلى عدم قدرتهن على العمل بنظام الفترتين، الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد نحو شهرين من الآن، لما يخلفه من «آثار سلبية» على حياتهن الاجتماعية، لاسيما للمتزوجات منهن. فيما كشفت مصادر في وزارة الصحة تحدثت إلى «الحياة»، أن قرار دوام الفترتين «لا زال قيد الدراسة، ولم يُبت فيه بعد» وذكرت مجموعة موظفات، تحدثن إلى «الحياة»، أن «القرار يعرقل العمل في القطاع الصحي، ولا يتماشى مع المصلحة العامة»، لافتات إلى «كثرة الاعتراضات على القرار، في عدد من المراكز الصحية، التي دعت موظفاتها إلى إعادة النظر في القرار قبل البدء في تطبيقه في غرة شعبان المقبل، علما بأن المعاناة ستتضاعف خلال شهر رمضان المقبل». وقالت الممرضة هاجر إسماعيل (تعمل مراقبة مرضى في مركز رعاية صحية): «إن القرار سيعيد فتح ملفات عدة تتعلق بعمل الممرضات في المستشفيات والمراكز الصحية، من قبيل الاختلاط والعمل ليلاً وغيرها من الأمور التي تتعلق بهذا الموضوع»، مضيفة أن «عمل الفترتين سيعرض المرأة لمشكلات عدة، إذ لا يمكن لها أن تعود من عملها إلى المنزل، وترجع ثانية إلى مقر عملها»، مشيرة إلى أن الموظفة ستكون معتمدة كلياً على العاملة المنزلية في تدبير شؤون منزلها وأطفالها، ما يزيد من جرائمهن. وأكدت المشرفة على أحد المراكز الصحية الواقعة غرب الدمام (تحتفظ الصحيفة باسمها)، أن «حالاً من عدم الرضا تسود بين الموظفات»، مضيفة أن «القرار لم يتم من قبل وزارة الصحة، وموجة الغضب وعدم تقبل آلية العمل الجديدة، ربما تحبط من عمل المراكز وتقلل من كفاءتها. فيما لم يتم الجزم في القرار، لأن هناك توقعات بعدم تنفيذه»، مضيفة أن «المصلحة العامة لا تتوافق مع دوام الفترتين، فلدينا تجربة سابقة معه أدت إلى مشكلات عدة. ووصلت الشكوى حينها إلى وزير الصحة، وواجهت الموظفات مشكلات مع عائلاتهن». بدوره، أكد مصدر في إدارة الرعاية الصحية الأولية في المنطقة الشرقية أن «القرار لا زال قيد البحث والدراسة»، لافتاً إلى عقد اجتماع صباح أمس الاثنين، لمديري مراكز الرعاية في المملكة، في مقر وزارة الصحة، «للخروج برؤية واضحة حول عدد من المواضيع التي تتعلق بتطوير بيئة العمل الصحي، من بينها دوام الفترتين في المراكز الصحية». يذكر أن المدير العام للمراكز الصحية في وزارة الصحة الدكتور عصام الغامدي، أوضح في تصريح صحافي أخيراً، أن «مديري الصحة في المناطق لديهم توجه بإعادة دوام الفترتين إلى المراكز الصحية». وأضاف «قام وزير الصحة بالتوجيه بدرس الموضوع، ومدى جدوى إعادة دوام الفترتين، لكنه إلى الآن لم يتم البت في الموضوع. وما زال قيد الدراسة». وعن الفترة التي تستغرقها الدراسة القائمة حول إعادة دوام الفترتين للمراكز الصحية، قال: «لم تحدد الفترة، وهي تمر بمراحل عدة، أولها جمع البيانات، وما زلنا بطورها، ثم تأتي مرحلة فرز تلك البيانات المتمثلة في الآراء. وبعد ذلك تأتي مرحلة إصدار القرار الذي سيكون على نتائج الدراسة الترجيحية لجدوى إعادة دوام الفترتين وإيجابيته في تأدية الخدمة وفق ضوابط الجودة و مدى الاستفادة منه».