أعلنت جهات حكومية في حاضرة الدمام ومحافظتي القطيفوالأحساء، حال «التأهب»، حفاظاً على السلامة، من موجة الغبار التي دهمتها مساء أول من أمس. وأعلن مساء أول من أمس وأمس، عن توقف الملاحة البحرية في ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام. كما منع حرس الحدود القوارب من الإبحار. فيما لم تتأثر حركة الملاحة الجوية في مطار الملك فهد في الدمام، وكذلك حركة القطارات بين الدماموالرياض بالظروف المناخية التي شهدتها المنطقة. وفيما استحالت زرقة سماء محافظات عدة في الشرقية إلى اللون الأصفر الغامق، وانعدمت الرؤية «كلياً». وأجبرت موجة الغبار السكّان على التزام منازلهم. وفضل البعض الآخر السير على جوانب الطرق، خوفاً من وقوع الحوادث، ما يؤدي إلى أضرار بشرية. فيما ظهر الجوّ في حاضرة الدماموالقطيفوالأحساء، وصولاً إلى بقية المحافظات، مثل الجبيل ورأس تنورة وبقيق، «صحواً» وصاحبه قليل من الأمطار. وأعلن ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، أمس، إيقاف حركة السفن القادمة والمغادرة من الميناء، وذلك بعد «التغير الذي طرأ بسبب الأحوال الجوية، ووصول العاصفة الهوائية والرملية إلى حاضرة الدمام ومحافظتي الأحساءوالقطيف، إذ تجاوزت سرعة الرياح 25 عقدة، ما أدى إلى انخفاض معدل الرؤية بشكل ملاحظ». وقال المدير العام للميناء نعيم النعيم، في تصريحٍ إلى «الحياة»: «إنه تم إيقاف حركة الملاحة في الميناء بدواعي السلامة، وذلك بعد وصول العاصفة الرملية التي أدت إلى تدنّي الرؤية». وأوضح أن «إيقاف الملاحة جاء بعد تجاوز سرعة الرياح 25 عقدة في الساعة». بدوره، قال المتحدث باسم حرس الحدود في الشرقية العميد البحري خالد العرقوبي، في تصريح إلى «الحياة»: «إنه تم إيقاف إصدار تصاريح قوارب الصيد والنزهة الصغيرة في محافظة القطيف منذ مساء الأحد»، عازياً السبب إلى «سرعة الرياح التي قد تشكل خطراً على الأرواح، إذ وصلت إلى 28 عقدة في الساعة»، لافتاً إلى أن القرار «لم يشمل القوارب الكبيرة». وأوضح أن «تدنّي الرؤية التي قد تتسبب فيه موجة الغبار، رُبما يحدّ قليلاً من الملاحة، لكنه لا يلغيها». فيما أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، في بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، «استمرار القطارات المغادرة من محطات الركاب في كل من الرياض والهفوف والدمام في حركتها بشكل طبيعي، إذ غادرت جميع الرحلات في مواعيدها المحددة، ولم تسجل أي حالة تأخير لوصول القطارات إلى محطاتها النهائية». وقال المتحدث باسم «الخطوط الحديدية» محمد أبو زيد: «إن الظروف الجوية التي تمر بها المنطقتان الشرقية والوسطى، بسبب الرياح والغبار الذي تسبب في تدني مستوى الرؤية في بعض المناطق، لم يؤثر على حركة سير القطارات التي تُعد من أكفأ وسائل النقل في مثل هذه الظروف». وأضاف أبو زيد، «إن مركز التحكم الآلي الذي ينظم حركة القطارات ينسق منذ أمس (الأحد) مع الأرصاد الجوية في الشرقية للتعرف على حركة الرياح وسرعتها والمناطق التي تتعرض لموجات الغبار. ويتم تنسيق حركة القطارات بناء على هذه المعطيات فيما يتم التواصل مع طواقم القطارات أولاً بأول، وإبلاغهم عن أي مستجدات ومطالبتهم باتخاذ الإجراء المناسب. يذكر أن باحثين، في مجال الفلك والأرصاد، جزموا أن هذا «أول دخول موسم «الحميني»، الذي يتسم بالتقلبات الجوية الحادة»، موضحين أنه «موسم انتقالي، ويعتبر من «أعنف المواسم»، وذلك ل «تناطح الجبهات الشتوية والصيفية لمحاولة السيطرة على السلطة المناخية»، ولن تستقر المنظومة إلا بعد شهر و45 يوماً من الآن، وطيلة هذه المدة تعتبر ولادة فصل الصيف، وسيكون المنحنى الحراري، أو المعيار بين الصغرى والعظمى عالياً جداً، حيث يبدأ اشتداد الحرارة أول النهار، والظهيرة تكون أكثر شدّة، والليل تنخفض بشكل سريع، ولا تستقر هذه التغيرات الحادّة، إلا بعد دخول فصل الصيف الفعلي. وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بميناء الملك عبد العزيز بالدمام خالد بن سعد المطيري، أنه تم إيقاف حركة السفن القادمة والمغادرة من الميناء؛ وذلك بسبب الأحوال الجوية، حيث بلغت سرعة الرياح حوالي 36 عقدة، وانخفض مجال الرؤية إلى حوالي 500 متر. كما أوضح أن إدارة الميناء اتخذت هذا الإجراء الاحتياطي؛ لضمان سلامة السفن القادمة والمغادرة، حيث يكون الدخول غير آمن في مثل هذه الأجواء، وستُستأنف الحركة فور تحسُّن الأجواء، وانخفاض سرعة الرياح.