أعلنت الجزائر حالة التأهب استعداداً لتظاهرات قد تشهدها مدن منطقة القبائل في ذكرى «الربيع الأمازيغي» اليوم، إذ عادة ما تشهد هذه المناسبة مشادات يجدد من خلالها نشطاء المنطقة تشبثهم بالنضال من أجل القضية الأمازيغية. وأبدت السلطات الجزائرية استياء بالغاً من توجيه قنوات فرنسية دعوات للناشط البربري فرحات مهني، الذي يصف نفسه «رئيساً للحكومة الموقتة لمنطقة القبائل» للتحدث عبرها. وظهر مهني مرتين في قناة «فرانس 24» الفرنسية، ما فُهِم في الجزائر كرسالة «رسمية» من باريس لدعم أطروحته في المطالبة ب «انفصال المنطقة»، رغم أن كل دعوات مهني للخروج في تظاهرات لم يستجب لها في الماضي إلا العشرات. ويشكّل تاريخ ال20 من نيسان (أبريل) 1980 لحظة خروج طلبة تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل (110 كيلومترات شرق العاصمة) إلى الشارع، بعدما بلغهم قرار سلطات الولاية آنذاك بإلغاء محاضرة الأستاذ والمثقف مولود معمري. ورأت السلطة حينذاك في تجمع الطلبة حول مدرج معمري للإصغاء إليه، قد يثير حماسة أطراف أخرى من التيارات النقابية التي تروج لمسيرة معارضة. وقال شهود إن السلطات الأمنية نشرت قوات إضافية في 4 محافظات كبرى هي تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس، لكن متاعب جهاز الأمن قد تتسع بعد إعلان أساتذة كانوا يتظاهرون في العاصمة، نيتهم إكمال اعتصامهم في بجاية (250 كلم شرق العاصمة) بعدما طردتهم قوات الأمن وفرقت اعتصامهم الذي دام حوالى 10 أيام. ولم تبدِ السلطات الجزائرية انزعاجاً من الاحتفالات الشعبية التي تُقام بالمناسبة، بقدر ما تخشى توسع مطلب الانفصال الذي ترفضه الأحزاب السياسية المتجذرة في المنطقة، والتي تُحسب على المعارضة الجزائرية الراديكالية لاسيما «جبهة القوى الاشتراكية» و «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية». وتستعد جهات رسمية لتسجيل حضور رسمي لها في الذكرى، مستغلةً ورقة ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المعدَل منذ شهرين. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أصدر قراراً في العام 2002 يعترف باللغة الأمازيغية لغةً وطنية، لكنه اصطدم في العام 2001 بتظاهرات كبرى رافقتها أعمال عنف انطلقت من قرى ومدن منطقة القبائل. وظل المطلب قائماً بترسيمها في الدستور لغةً رسمية وليس وطنية، الأمر الذي تم في التعديل الأخير. وقالت مديرة الثقافة لولاية تيزي وزو نبيلة قومزيان إثر اجتماع تنسيقي بين مديريتها ومديريات الشبيبة والرياضة لولايات «البويرة»، «بجاية»، و «تيزي وزو» والفاعلين في حركات المجتمع المدني، أن 20 نيسان 2016 سيكون «عرساً وطنياً يجمع بين التاريخ والأصالة». وبدأت أحزاب موالية في التنديد بما تسميه «مخطط الفوضى» باعتماد ورقة «فرحات مهني»، إثر دخول الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، على الخط، وتقديمه منتصف الأسبوع الماضي ورقة بعنوان «القبائل: شعب بلا اعتراف في الجزائر».