يبدو أن «جابولاني» وهو اسم كرة القدم التي سيتم استخدامها في مباريات نهائيات كأس العالم 2010 دخلت حيز الأضواء باكراً قبل بدء المونديال، لكن مع انطلاقته اليوم ربما يكون النقاش حولها أكثر حدة، ومع أن اسم الكرة الجديدة المشتق من لغة ال«إيسيزولو» الجنوب أفريقية يعني «الاحتفال» إلا أن الآراء حولها لم تكن احتفالية وتفاوتت ما بين انتقاد حاد من غالبية حراس المرمى، وممتدحين وعلى رأسهم «الساحر» الأرجنتيني ميسى. وعلى رغم أن مدينة كيب تاون احتضنت تقديم الكرة إلى العالم في حفلة خاصة قبل إجراء قرعة «المونديال» في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي إلا أن جوهانسبورغ وتحديداً ملعب سوكر سيتي سيشهد التجربة الرسمية الأولى للكرة بعدما جرت تجربتها في مباريات ودية عدة الشهر الجاري. السخرية كانت اللغة السائدة التي تعامل بها الحراس واللاعبون المنتقدون للكرة الجديدة، فحارس المنتخب الإيطالي بوفون قال: «من المؤسف خوض مباريات بكرة مثل جابولاني في بطولة مهمة مثل كأس العالم» فيما قال زميله المهاجم باتزيني: «إن الكرة تتحرك من مسارها الطبيعي في الوقت الذي يرتقي فيه المهاجم لتسديدها، وهو ما يجعله يفقدها»، في حين وصف حارس المنتخب البرازيلي خوليو سيزار الكرة الجديدة «بأنها مشابهة لتلك التي تشتريها الجماهير من السوبرماركت». أما حارس المنتخب الإسباني ايكر كاسياس فكان من أوائل المنتقدين لجابولاني، إذ وصف وضعه مع الكرة الجديدة بأنه «مروع»، بينما وصف الحارس الصربي فلاديمير ستويكوفيتش جابولاني بأنها كرة «زئبقية». وعلى السياق ذاته، وصف حارس المنتخب الأرجنتيني سيرخيو روميرو الكرة بأنها «غير طبيعية»، وقال: «الكرة قبل أن تكمل ارتفاعها تهبط، وفي الوقت الذي تمضي فيه ترتفع فجأة. تجد نفسك تسأل: ما الذي يحدث لهذه الكرة؟ إنها معقدة وغير طبيعية». وأضاف: «لكرة أحياناً تغيّر مسارها في اللحظة الأخيرة، لذلك لا بد من تثبيت العينين خلف الكرة ووضع الجسد خلف اليدين تحسباً لتغيّر مسارها». من جانبه، طالب حارس المنتخب النيجيري فينسنت انياما المراقبين بعدم انتقاد حراس المرمى، متهماً الكرة الجديدة بالتسبب في الأخطاء التي سيقع فيها الحراس المشاركون في البطولة، وانتقد فنينسنت الفترة القصيرة التي تدرب فيها الحراس على الكرة، وقال: «لسنا معتادين على تلك الكرة، كما أننا تدربنا على التعامل معها لفترة قصيرة». وأضاف: «يصعب على حراس المرمى توقع مسار الكرة». وضرب انياما المثل بما واجهه حارس المنتخب الكاميروني المميز – على حد تعبيره – كارلوس كامينيفي في مباراة الغابون: «سكنت مرماه من على بعد 40 متراً أمام الغابون». الممثل العربي الوحيد لم يخرج لاعبوه من دائرة المنتقدين، إذ قال مهاجم الجزائر كريم زيان: «الكرة الجديدة كارثة عظمى، نسددها في اتجاه فتذهب إلى اتجاه آخر». ويبدو وضع المنتخب الأسترالي مقلقاً مع الكرة الجديدة، ففضلاً عن أن المدرب بيم فيربيك أكد أنه أجرى تدريبات خاصة للاعبيه ال 23 المختارين في القائمة للتأكد من دقة تمريراتهم بعد استخدام جابولاني، إلا أن غياب حارس مرماه وميدلزبرة الإنلكيزي براد جونز بسبب إصابة ابنه بمرض سرطان الدم يزيده قلقاً. وكان فيربيك قال لوكالة الأنباء الأسترالية ان الكرة لا تتوقف اثناء التمرير وان لاعبيه يجب أن يتكيفوا معها مشدداً على حرصه الشديد من خلال التدريبات على الاطمئنان على أن لاعبيه يجيدون التمرير بالكرة الجديدة بشكل دقيق. وأشار فيربيك الى أن اللاعبين المخضرمين سيعانون أكثر في التعامل مع جابولاني مقارنة بصغار السن، وقال: «الكبار سيتعرضون لمشكلات أكبر مع الكرة الجديدة أكثر بكثير من تلك التي سيواجهها اللاعبون الصغار الذين لم يعتادوا على طريقة بعينها بعد». وعلى طريقة مدربه الجادة فضل حارس المنتخب الاسترالي مارك شوارزر التعامل مع الوضع بطريقة عملية إذ قال إنه قضي وقتاً طويلاً مع الكرة المثيرة استعداداً للمونديال، ويتفق تشافي مع الآراء التي ذهبت إلى الصعوبات التي سيواجهها اللاعبون بسبب جابولاني، مبيناً أن الأمر سيكون أكثر سوءاً في المباريات التي ستقام على ارتفاع كبير فوق مستوى سطح البحر مثل تلك التي ستقام في جوهانسبرغ وبريتوريا، ويعتقد الكثيرون أن الكرة الجديدة ستمنح المهاجمين قدرة أفضل على إحراز الأهداف وهو ما حدا بحارس المنتخب الانكليزي ديفد جيمس إلى القول بأن مونديال جنوب أفريقيا سيشهد أهدافاً لم تشهدها أي بطولة سابقة، فيما نصح حارس المنتخب الأرجنتيني سيرخيو روميو لاعب فريقه باستغلال الكرة الجديدة لاحراز الأهداف عبر تسديدها بقوة، قائلاً: «ميسي وغونزالو هيغوين وكارلوس تيفيز عادة ما يعلقون خلال تدريبات المنتخب على الكرة بأنها ترتفع وأنا أنصحهم بتسديدها بقوة، وسيحرزون بذلك هدفاً». ومع قائمة المنتقدين الطويلة كان هناك من وقف مع الكرة الجديدة ممتدحاً إياها ومن بينهم نجم الكرة الألمانية مايكل بالاك الذي قال: «إنها رائعة، تفعل ما أريده بالفعل وليست هناك أي أعذار». واذا كان بالاك سيغيب عن المشاركة في «المونديال» لظروف إصابته فإن هناك ممتدحين آخرين سيوجدون في المونديال وسيكون الميدان الاختبار الحقيقي لمديحهم لجابولاني، ومن بين هؤلاء الأرجنتيني ميسى والنجم البرازيلي كاكا، ولا يعتد برأي بالاك وكاكا وميسى فالثلاثة يرتبطون بعقود سارية مع شركة «أديداس» المصنعة لجابولاني، فكاكا ممثل رسمي ل «أديداس» ويرتبط بعلاقة وثيقه معها سواء مع ناديه السابق ميلان أو الحالي ريال مدريد اللذين ترعاهما الشركة ذاتها، أما ميسى فهو مرتبط بعقد مع الشركة ذاتها حتى عام 2012، وعلى المنوال ذاته يسير بالاك وهو ما لا يجعل آراءهم يعتد بها، وهو الاتهام الذي دافع عنه كاكا بقوله: «انها كرة اديداس وليس كرة كاكا»، في إشارة إلى أنه لا يدافع عن جابولاني بدافع العقود التجارية التي تربطه مع الشركة المصنعة. وبعيداً من الميادين الكروية كان للتجربة العلمية حضورها، إذ أجرى العالم في جامعة اديلايدي الأسترالية ديريك لينوبير دراسة علمية وتجربة محاكاة بالحاسوب على جابولاني أثبتت أنها أسرع من الكرات السابقة وتوقع أنها ستسبب إرباكاً لحراس المرمى بسبب كونها غير منتظمة الشكل، وأشار العالم الإسترالي إلى أن التجاويف الصغيرة على سطح الكرة سيكون لها تأثير في طبيعة تدفق الهواء واحتكاكه ما سيغير من اتجاه الكرة أثناء سيرها. في المقابل، دافع فريق الخبراء الإنكليزي المسؤول عن تصميم الكرة جابولاني على الانتقادات الموجهة لها، وقالوا: «إنها أكثر كرة قدم ثباتاً ودقة على الإطلاق».