رام الله - أ ف ب - يمضي صبحي ساعات طويلة يومياً وهو يرعى بعصاه الصغيرة قطيعاً من الجمال العملاقة، يشكل ثروة له ولوالده، اذ يقصده كثرون طلباً لحليب الإبل لتعزيز فحولتهم الجنسية، على ما يقول والده عوض الجمزاوي. وبات الطفل يعمل يومياً على رعي الإبل، خصوصاً بعد انتهاء السنة الدراسية هذه السنة، فينهض باكراً ويبقى في الجبال حتى ساعات ما بعد العصر. ويرعى الطفل قطيعه قرب رام الله. وقال ان الطلب على حليب الإبل يومي، مضيفاً «لا أعرف لماذا يريدون الحليب». ويحفظ الطفل اسماء اطلقت على النوق في قطيعه، ومنها زريفة، وسميرة، وغزالة، وسعدى، وصالحة، ووردة، وجميلة، وبثينة، وهلالة. الا ان «زعر» هو افضل القطيع، وهو ذكر. يعرف صبحي سعر الحليب، وتكون اجابته جاهزة إذا سأله الزبون عن سعر الليتر، وهو 30 شاقلاً (8 دولارات) لليتر الواحد. وقال: «إذا لم يعجب الزبون السعر، اخفضه الى 25 شاقلاً. وفي حين بات الوالد عوض الجمزاوي يعتمد على طفله في قيادة 37 رأساً من الإبل، بخاصة أن صبحي أنهى السنة الدراسية هذه السنة، يمضي عوض وقتاً طويلاً في المنزل لإعداد كميات الحليب التي يقوم بحلبها كل يوم. وقال عوض: «غالبية الزبائن يأتون ليسألوا عن حليب الإبل لأنهم يعتقدون بأنه يساعد على تعزيز الفحولة لديهم، ومنهم من يأتي بحثاً عن هذا الحليب لمعالجة امراض مختلفة منها السرطان وترقق العظام». وأكد ان العديد من زبائنه، ومن الذين استخدموا هذا الحليب، تم شفاؤهم وعادوا اليه ليشكروه. وأشار الى ان فلسطينيين من داخل اسرائيل يأتونه سعياً وراء ليتر أو اثنين من حليب الإبل. وتتم عملية حلب الناقة في ساعات الصباح الباكر او في الساعات الأولى من الليل، في حين تترك النوق نهاراً لترضع المواليد الصغار. وشرح عوض انه لا يمكن السيطرة على الناقة وحلبها اذا كانت صغارها لم ترضع بعد. ويحرص عوض على الإبقاء على المواليد الإناث في حين يبيع لحم الذكور.