بشكيك، واشنطن، طشقند، لندن - أ ف ب، رويترز - قتل 37 شخصاً وأصيب اكثر من 416 بجروح في اعمال عنف عرقية شهدتها منطقة اوش جنوب قرغيزستان، قبل ان تعلن الحكومة القيرغيزية الموقتة برئاسة روزا اوتونباييفا السيطرة على الاشتباكات، بعد اعلان حال الطوارئ وحظر للتجول. واندلعت الصدامات في ساعات متأخرة من ليل اول من أمس. وكانت بؤرتها الأساسية في وسط أوش، حيث وقع أول عراك بين مئات من الشبان امام ملهى ليلي قرب فندق «آلاي» بين مجموعة من السكان القرغيزيين وعدد كبير من أبناء الجالية الأوزبكية الذين يقيمون هناك. وأفاد شهود بأن الوضع في المدينة ما زال متوتراً، «اذ ما زالت تحترق منازل ومبانٍ ومراكز تجارية وسيارات، ويمكن رؤية مجموعات من المسلحين في كل مكان. جاء ذلك في وقت تسعى الحكومة الموقتة الى فرض النظام منذ توليها السلطة في نيسان (ابريل) الماضي اثر اعمال شغب ادت الى اطاحة الرئيس كرمان بك باكاييف في وقت سابق هذه السنة. وأعلنت وزارة الداخلية القرغيزية سيطرة قوات الأمن سيطرت على الوضع، وتوقف تبادل إطلاق النار»، فيما اكدت اوتونباييفا ان حكومتها «ستستخدم كل الموارد المتاحة لفرض الامن، مبدية ثقتها بأن أمن المواطنين سيصان». ولفتت إلى أن اجهزة الأمن في المدينة والمناطق المجاورة وفي أنحاء قيرغيزستان أمرت بمنع حصول مزيد من زعزعة الوضع، وان عدداً من أعضاء الحكومة بينهم وزير الدفاع اسماعيل عيساكوف ووزير الداخلية بولوت شرنيازوف وصل إلى أوش التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة. وكان انصار باكاييف استولوا على مبان حكومية في الجنوب متحدين السلطات المركزية في 13 ايار (مايو) الماضي. وأشارت إلى أن التوتر ارتفع منذ أسابيع بين القرغيزيين وأبناء الجالية الأوزبكية في جنوب البلاد، داعية الشعب القرغيزي لئلا يسمح بتأزم الوضع. وقالت: «أدعوكم الى عدم الرضوخ للتحريض، والتزام الهدوء والامتناع عن خطوات متهورة قد تودي إلى خسائر جديدة»، مشيرة الى أن بلادها «وجدت نفسها مجدداً في وضع تحتاج فيه إلى الحكمة والقدرة على حل النزاعات بطريقة سلمية عبر التفاوض والمصالحة». وكانت وسائل إعلام قرغيزية نقلت عن نائب رئيسة الحكومة الموقتة عظيم بك بكنازاروف قوله إن «الاضطراب في أوش واضحة بأنه عمل مخطط له على قاعدة عرقية». ودعت السفارة الاميركية في قرغيزستان الى الهدوء، علماً ان الولاياتالمتحدة تملك قاعدة عسكرية كبيرة في البلاد. وافادت في بيان ان «سفارة الولاياتالمتحدة في بشكيك حزينة جداً لاعلان عن اصابات وخسائر بشرية في اعمال العنف في اوش. ندعو كل العالم الى حل الخلافات في شكل سلمي يحترم دولة القانون، اذ ليس العنف بديلاً مقبولاً». كذلك وجه رئيسا الصين هو جينتاو وروسيا ديميتري مدفيديف دعوة الى عودة الهدوء في قرغيزستان بعد موجة العنف الاخيرة. وقال الرئيس الصيني المشارك في العاصمة الاوزبكية طشقند، حيث تنعقد قمة منظمة شانغهاي للتعاون: «نأمل بصدق بأن يستقر الوضع سريعاً في قرغيزستان». وأضاف: «ستواصل الصين ودول مجاورة اخرى تقديم كل مساعدة ممكنة لقرغيزستان». اما ميدفيديف فأبدى رغبته في عودة الهدوء الى هذا البلد الذي تملك فيه بلاده قاعدة عسكرية ايضاً. وقال: «نريد ان يتجاوز هذه المرحلة في اسرع وقت». ونصحت بريطانيا رعاياها بتوخي أقصى درجات الحذر في قيرغيزستان بعد اندلاع أعمال العنف. وقالت وزارة الخارجية: «هناك حالة من عدم الاستقرر في أجزاء من قيرغيزستان، خصوصاً في مناطقها الجنوبية، ويمكن أن المناطق الحدودية القيرغيزية - الأوزبكية في أي وقت ومن دون بلاغ مسبق لأسباب أمنية».