سيصبح الرجال والجنود تحت الرقابة الدائمة على مدار الساعة من ارباب العمل وقادتهم واطبائهم وحتى زوجاتهم بعدما صمم علماء أميركيون ملابس داخلية للرجال «يُعتقد بانها ستكون مريحة ومتينة وأنيقة»، وتستهدف انقاذ الارواح ومحاربة حالات التغيب عن العمل ومكافحة الخيانات الزوجية وتعزيز دور «الأخ الكببر» الذي اصبح يراقب المواطنين على مدار الساعة. ويأتي الكشف الجديد، الذي يقضي بزرع وحدة دقيقة للاستشعار الالكتروني في حزام السراويل التي تلامس الجسم بشكل دائم وتم تصميمها لقياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وغيرها، بعد نحو ستة اعوام من كشف مماثل في المانيا حيث طور علماء رقائق الكترونية شفافة يمكن زرعها في الملابس الداخلية النسائية، خصوصاً حمالات الصدر، لمراقبة ضغط دم المرأة وانفعالاتها النفسية والجسدية، ومن ثم بثها الكترونياً الى كومبيوتر مركزي يمكنه تقديم المساعدة لها او حتى انذار زوجها. وكان علماء طوروا في مختبرات فرنسية، خلال النصف الثاني من العقد الماضي، قميصاً رياضياً (تي شورت) ليرتديها العجزة تستطيع ابلاغ الاطباء والممرضين عن اصابات ضيق النفس وارتفاع ضغط الدم وحتى اشارات عن نوبات القلب. وتفتح «تكنولوجيا الاستشعار»، التي طورها فريق علمي بقيادة البروفسورجوزيف وانغ أستاذ هندسة الرقائق في جامعة سان دييغو (كاليفونيا)، آفاقاً جديدة في مجال المنسوجات الذكية .وتأتي في اطار تحول التركيز في مجال الرعاية الصحية من العلاج في المستشفى الى توفير امكان التعامل مع بعض الحالات الصحية من دون ان يغادر المرضى منازلهم. وكما جرى في المانيا وفرنسا، حيث مول القطاع العسكري الاختبارات، انفقت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مبالغ كبيرة على تجارب التكنولوجيا الجديدة. ويُرجح أن يكون الجنود أول من يستخدم هذه السراويل في ميادين المعركة. وقال وانغ لتلفزيون «رويترز» ان «المشروع يستهدف متابعة اصابة الجنود اثناء اجراء جراحة في ساحة المعركة وتطوير أجهزة استشعار، من دون الحاجة لادخالها الى الجسم، كما يمكنها أن ترصد الاصابة في الميدان وتحدد نوعها». وسيكون بمقدور أجهزة الاستشعار الحيوية، توجيه الاطباء لاعطاء المصابين عقاقير لتخفيف الالم وحتى لعلاج الاصابة. وقال وانغ ان هناك امكانات كبيرة للاتجاه الطبي «لمتابعة المسنين في المنزل ورصد مجموعة واسعة من المؤشرات الحيوية مثل الازمات القلبية والتحذير من أي سكتة دماغية محتملة والتغيرات المتصلة بالسكري أو أي حالة مرضية أخرى». كما يمكن أن تقدم أجهزة الاستشعار «القابلة للارتداء» معلومات قيمة للرياضيين وربما يمكنها قياس مستويات الكحول في الدم، ما يساعد رجال الشرطة في ضبط قادة السيارات المخالفين. كما يساعد ارباب العمل لمراقبة الموظفين الذين يتناولون المسكرات اثناء فسحة الغذاء والنساء لمراقبة ازواجهن اثناء الغياب عن المنزل طيلة النهار. ولن يكون انتاج هذا النوع من السراويل وتطوير ربط الرقائق والتقاط اشارتها في المجال القريب جداً، خصوصاً ان شركات الالكترونيات لم تنتج بعد الآلية الكفيلة بالتقاط اشارات الرقائق عن بعد كاف. وقال وانغ «ان الامر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يرتدي الجنود في الميدان السراويل الداخلية الذكية. ولا تزال هناك حاجة الى مزيد من العمل لضمان أن تكون أنظمة الرصد هذه قوية ومتينة بما يكفي لتحمل النشاط اليومي لمرتديها».