وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى العاصمة الليبية أمس،، في زيارة تسبق جلسة مرتقبة للبرلمان المعترف به في شرق البلاد للتصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني. وأتت زيارة كوبلر إلى طرابلس، بعدما استعادت المدينة هدوءها، إثر ليلة من الاشتباكات بين فصائل مسلحة تتنازع السيطرة على الأرض. ووقعت تلك الاشتباكات في حي الأندلس، أحد أرقى أحياء المدينة بعد سيطرة ميليشيا محلية على مركز شرطة، ما دفع ميليشيا منافسة إلى التدخل لطردها. ولم تتوافر معلومات عن خسائر في الأرواح نتيجة الاشتباكات التي وقعت في منطقة تضم مقار سفارات ومنازل مسؤولين في حكومة الوفاق. ولدى وصوله، نشر كوبلر في تغريدة على موقع «تويتر» مجموعة صور له في المطار الذي وصل اليه على متن طائرة تحمل شعار الأممالمتحدة، وكتب: «شكراً لكل الليبيين، أشعر بأنني في بيتي». وتأتي زيارة المبعوث الدولي إلى المدينة قبل يوم من جلسة مرتقبة للبرلمان المعترف به ومقره مدينة طبرق في شرق ليبيا، من المقرر أن يصوت النواب خلالها على مسألة منح الثقة لحكومة الوفاق المدعومة من الأممالمتحدة. كما تأتي زيارة كوبلر بعد يوم من زيارة وزيري خارجية فرنسا جان مارك آيرولت وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير إلى العاصمة الليبية، بهدف تقديم الدعم لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وانبثقت حكومة السراج عن اتفاق سلام وقع في المغرب في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بواسطة الأممالمتحدة من أعضاء في برلمان طرابلس (غير المعترف به) وبرلمان طبرق المعترف به دولياً. لكن التوقيع حصل بصفة شخصية. ووقع مئة نائب من 198 من أعضاء برلمان طبرق بيان تأييد لحكومة الوفاق، بعدما فشل البرلمان في مناسبات عدة في عقد جلسة للتصويت على الثقة. وتواجه حكومة الوفاق الوطني عقبة رئيسية في سعيها إلى بسط سيطرتها على البلاد، تتمثل في رفض الحكومة الموازية في شرق ليبيا، والتي كانت تحظى باعتراف المجتمع الدولي حتى ولادة حكومة الوفاق، تسليمها السلطة قبل نيلها الثقة في البرلمان. والسبت التقى نائب رئيس حكومة الوفاق فتحي المجبري في مدينة القبة في شرق ليبيا رئيس البرلمان المعترف به عقيلة صالح وهو إحدى الشخصيات السياسية التي فرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات بعد تحميله مسؤولية عدم تصويت البرلمان على الحكومة. وأفاد بيان نشر على صفحة حكومة الوفاق في موقع «فيسبوك» بأن المجبري وصالح بحثا في «الجلسة القادمة لمجلس النواب والخاصة بمنح الثقة للحكومة، واتسم اللقاء بقدر كبير من التفاهم والاتفاق حول هذا الاستحقاق الوطني المهم». ووفق البيان، شكر المجبري رئيس البرلمان على «تحليه بروح المسؤولية وعمله الدؤوب على ضمان انعقاد جلسة ناجحة لمجلس النواب تضمن توفير مبدأ الإرادة الحرة للنواب». ومن المقرر أن تنقل جلسة اليوم على الهواء مباشرة. على صعيد آخر، ألقى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في العاصمة الليبية القبض على 203 اشخاص في عمليتي دهم في طرابلس، معلناً أن هؤلاء وهم من جنسيات افريقية كانوا يستعدون للإبحار بطريقة غير شرعية نحو أوروبا. ودهمت مجموعة من أفراد الجهاز منزلاً في الساعات الأولى من صباح امس، في منطقة الحشان في شرق طرابلس، وقامت بتوقيف عشرات الأشخاص الذين كانوا في المكان. وتوزع الموقوفون على غرف صغيرة في المنزل المؤلف من طابق واحد قيد الإنشاء، وقام أفراد جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الذين ارتدى بعضهم سترات واقية من الرصاص وغطوا وجوههم، بإخراجهم من غرفهم واقتيادهم في باص بطريقة سلمية نحو مركز توقيف. وبعيد الانتهاء من العملية الأولى، توجه أفراد الجهاز الذين كانوا يستقلون ست سيارات شرطة رباعية الدفع نحو مبنى ثان من ثلاثة طوابق في شارع قريب، وقاموا بدهمه وتوقيف عشرات الاشخاص ايضاً، قبل ان يتم نلقهم إلى مركز التوقيف نفسه. ولم تحدث أي مواجهات خلال العمليتين.