بروكسيل، كابول - رويترز، أ ف ب - أكد الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية وتلك التابعة للحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان أمس، ان قوات العمليات الخاصة في افغانستان تزايدت نحو ثلاثة أضعاف السنة الماضية، وأن السلطات الأفغانية تشارك في شكل متزايد في مهمات هذه القوات. وقال على هامش مؤتمر للحلف في بروكسيل إن «عمليات القوات الخاصة السرية في افغانستان لا تسفر الا عن نسبة مئوية متدنية من الخسائر المدنية»، في وقت تزعم كابول ان هذه العمليات تؤدي الى سقوط ضحايا مدنيين كثيرين. وأضاف أن «الأفغان يشاركون بدرجة أكبر في هذه العمليات مقارنة بالسابق، وهم جزء من عملية التنسيق ويساعدون في اتخاذ قرارات تنفيذها. وفي معظم الحالات تشارك قوات افغانية إلى جانب قوات أميركية، ويجرى إطلاع الرئيس حميد كارزاي بالتفصيل على آلية عملنا». وفي إشارة الى تنامي فاعلية عمليات القوات الخاصة، اعلن ماكريستال ان أكثر من 129 من قادة «طالبان» قتلوا او اعتقلوا في أنحاء البلاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط. وأشار الجنرال الأميركي الى ان العمليات العسكرية التي تقودها بلاده لاستعادة السيطرة على ولاية قندهار (جنوب) ستمضي في إيقاع أبطأ من المخطط الذي وضع في الأصل وستستغرق شهوراً عدة، من أجل ضمان الدعم المحلي للأفغان، ما يعكس الدروس التي استخلصت من عمليات عسكرية أجريت في ولاية هلمند المجاورة هذه السنة، واستغرقت مدة أطول من المتوقع. لكن الأهم أن ننجز ذلك بسرعة وعلى أكمل وجه». ووصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الى كابول امس، وأجرى محادثات مع الرئيس كارزاي، في أول زيارة له كرئيس للوزراء الى الدولة التي وضعتها حكومته الائتلافية الجديدة على قمة أولويات سياستها الخارجية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي في القصر الرئاسي: «لا يريد أحد أن تبقى القوات البريطانية في افغانستان يوماً واحداً أكثر مما تدعو الحاجة. نرغب في تسليم المسؤولية لأفغانستان قادرة على السيطرة على أمنها، لأن ذلك يصب في مصلحة أمننا القومي»، علماً ان حوالى 300 جندي بريطاني قتلوا في افغانستان منذ نهاية 2001، ما ادى الى تآكل التأييد الشعبي في بريطانيا للحرب. واستبعد رئيس الوزراء البريطاني احتمال تعزيز القوات البريطانية في افغانستان، وقال إن «قضية تعزيز القوات ليست ابداً على جدول اعمال بريطانيا»، معلناً تخصيص 67 مليون جنيه استرليني اضافية (83 مليون يورو) لمكافحة العبوات الناسفة اليدوية الصنع. وفيما تضغط تكلفة الحرب على الموازنة العامة في ظل سعي الحكومة الجديدة الى اقرار تخفيضات كبيرة في الإنفاق للسيطرة على العجز المتزايد، اعلنت حكومة كامرون انها ستعطي وقتاً لظهور نتائج استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة التمرد في أفغانستان.