أقر مستشار وزير الداخلية الدكتور سعود المصيبيح، بوجود «أخطاء كبيرة في كيفية التعامل مع مسألة الفقر والبطالة، والقضاء على هذه الظاهرة»، التي تمنى أن «تغيب بوجود المخلصين لهذا الوطن». كما انتقد مواقع الأجهزة الحكومية على الإنترنت، مؤكداً أن عليها «تنشيط مواقعها. لأن جميع هذه المواقع لا تواكب عصر القرية الكونية. فحينما تدخل موقع جهاز حكومية، لتحصل على إجابة لاستفسار، فلن تجد من يرد أو يتجاوب معك». ودعا المصيبيح، خلال محاضرة قدمها مساء أول من أمس، ضمن فعاليات ملتقى التربية الأمنية الأول الذي تنظمه لجنة «تعزيز الأمن الفكري»، بحضور قيادات تربوية ومشرفين تربويين، إلى الاستفادة من «خبرات الآباء والأمهات الذين يملكون درجة عالية في التربية، في إخراج أبناء صالحين متسامحين، يحققون الهدف الوطني في الحفاظ على الممتلكات، والابتعاد عن الكراهية والحقد والطائفية». ولفت إلى أن «التعليم كانت مهنة من لا مهنة له، ما كان له الأثر في تدنى مستوى بعض الطلبة، في تلقى العلوم المفيدة، إذ تم قبول عدد كبير من غير التربويين في هذا المجال». كما انتقد بعض المحسوبين على التعليم، «عندما يقضي وقته في مشاهدة المباريات، والجلوس أمام الإنترنت حتى الفجر. ويأتي إلى المدرسة صباحاً وتفكيره ومعلوماته غير دقيقين، ما يؤثر على المتلقي (الطالب)». وحذر من أصحاب الفكر الضال الذين «يستهدفون أبناءنا الطلبة، خصوصاً في المرحلة المتوسطة، لزرع مقومات الفتن والفكر الضال والحقد أو الكراهية لديهم، حتى ينمو لديهم فكر الإرهاب». وأبان إلى أن مواجهة ذلك تتم «بمراقبة الأهل والمدرسة والمجتمع ومن تظهر عليم بعض الأفكار الغريبة». وشدد على المسؤولين، بمن فيهم المدراء والوكلاء في المدارس بضرورة «تشجيع بعض المعلمين الذين يفتقرون إلى القراءة والتطوير والتدريب المنهجي وتطوير الذات، بإعطائهم دورات تدريبية في الفكر التعليمي وسماحة الإسلام، والابتعاد عن التطرف والطائفية والتكفير، وتكريم المعلمين المتميزين والمبدعين والمخترعين، الذين يشاركون في رفع اسم المملكة، وإيصاله إلى العالمية». وتمنى المصيبيح «فتح قناة تربوية، تعمل على نشر ثقافة التسامح والوسطية، وذلك بمشاركة الطلبة، لنشر فكرة الحوار والتعلم والإبداع والابتكار». وأكد أن التربية الفكرية «تحتل جانباً مهماً، لأن الأمن هو أساس التنمية. كما أن الأمن والتربية كلاهما مهمان في مهمة إعداد الكوادر». واعتبر التربية الوطنية «مادة مهمة جداً». وتمنى أن يتم «الاهتمام فيها، والّا تعامل كما هو الحال الآن، بأن يدرسها أي معلم. إذ يفترض أن يكون فيها نجاح ورسوب. ويكون من ضمنها مواد عن التربية الأمنية، وتوعية الطلبة بالابتعاد عن المخدرات والإرهاب والتكفير والتفجير والعنف، وتعزيز الأمن والتعاون مع القطاعات الأمنية». وأشار إلى أن المجتمع السعودي «شاب»، موضحاً أن « 83 في المئة منه أعمارهم أقل من 39 سنة. وهذه النسبة تتطلب الاهتمام في الشباب»، معتبراً الإنترنت «مصيدة للشباب، لقضاء وقت الفراغ. وهم مرتبطون في الإنترنت، ولو وجد من يتعامل معهم بطريقة جاذبة، وتوعيتهم بأسلوب جيد غير منفر لاستجابوا له، وابتعدوا عن المواقع المشبوهة والدخيلة، التي تبث أفكاراً سامة، وتنشر الحقد والكراهية».