أوصى المشاركون في المؤتمر الرابع لداء السكري بضرورة التركيز على زيادة الوعي والتثقيف لدى شرائح المجتمع كافة بمختلف الأعمار، وبحث سبل نشر ثقافة العادات الصحية في التغذية بالتقليل من تناول الدهون والوجبات السريعة وشرب المشروبات الغازية. وطالب المشاركون في المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس (الأربعاء) في الطائف، بالعمل إلى رفع مستوى العاملين والممارسين الصحيين، وتزويدهم بالجديد في الوقاية والعلاج من الداء من طريق المؤتمرات والدورات والندوات العلمية، إضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة. وأوضح سكرتير اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور زكريا الدويك أن المؤتمر ألقى الضوء على التحديات التي تواجه الحكومات والمنظمات الصحية من داء السكري، وبحث المستجدات والبحوث الجديدة التي ظهرت في العالم حول أسباب المرض وكيفية الوقاية منه وطرق علاجه وكيفية تقديم الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن داء السكري ثلاثة أنواع: الأول يسمى سكري الصغار، ويُعتمد في علاجه على «الأنسولين» ويصيب عادة الأطفال أو الشبان فجأة من دون وجود أسباب معروفة، ويحدث نتيجة نقص إفراز هرمون «الأنسولين» من غدة «البنكرياس». ومضى بالقول: «النوع الثاني يسمى بسكري الكبار، ولا يعتمد علاجه على «الأنسولين»، ويظهر عادة في منتصف العمر، خصوصاً الأشخاص ذوي الوزن الزائد، أما الثالث فهو سكري الحمل ويظهر خلال فترة الحمل لدى النساء، وفي معظم الحالات يختفي المرض بعد الولادة ويعتمد علاجه على «الأنسولين». وشهد المؤتمر في يومه الأخير تناول مدير مركز السكري في جامعة الملك سعود في الرياض الدكتور خالد الربيعان، علاقة داء السكري بأمراض القلب والضغط و«الكوليسترول» والصلة الوراثية للنوع الثاني من داء السكري التي تصيب نسبة كبيرة من السعوديين، إذ أكد أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يتسبب في مضاعفات تطاول أعضاء ووظائف الجسم المختلفة وينعكس تأثيرها على الخلايا والأوعية الدموية والأعصاب والقلب والعين والكلى، لافتاً إلى أن الكثير من الدراسات الحديثة تؤكد أن داء السكري يصنف الثالث عالمياً في سبب الإصابة بفقدان البصر بنسبة بلغت 12 في المئة، كما أن الارتفاع أو الانخفاض المفاجئ في نسبة السكر في الدم قد تؤدي إلى الغيبوبة. وبيّن الربيعان أن اتباع نمط حياة صحي يساعد على زيادة نسبة التعايش مع المرض والتحكم فيه، إذ إن المختصين أجمعوا على عدم معرفة الكيفية التي تمنع الإصابة بهذا المرض. في المقابل، كشف مدير مركز السكري في مستشفى النور واستشاري الغدد الصماء الدكتور خالد الطيب، بلوغ نسبة انتشار داء السكري محلياً وعربياً أكثر من ثلاثة ملايين مصاب، أي ما يعادل 25 في المئة تمثل ربع سكان السعودية، فيما سجلت الإصابات في العالم 0.4 بليون مصاب، مرجعاً سبب ذلك إلى زيادة نسبة التحضر والنمو الاقتصادي السريع.