اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في حوار تلفزيوني مساء الخميس، أن بلاده كانت «مثلاً يحتذى» في مقاربتها للنزاع السوري منذ بدايته في 2011، بدعمها المعارضة حتى اليوم، وبتأييدها حلاً تفاوضياً يقصي في نهاية المطاف الرئيس بشار الأسد. وقال هولاند في حوار مباشر على الهواء عبر قناة «فرانس-2» العامة، رداً على سؤال عن التدخل العسكري الروسي في سورية ودور موسكو في حل النزاع، أن «ما نقوم به مع روسيا هو السعي الى حل سياسي لا يكون في نهايته بشار الأسد هو الحل، هذا أمر مؤكد». وأضاف أن «الأسد ليس الحل. اليوم، جزء من سورية يخضع لسيطرته، ثلث مساحة سورية، وبالتالي نحن في حاجة الى أن تتم مفاوضات، وهذا ما هو حاصل الآن»، في إشارة الى مفاوضات السلام في جنيف. وعن موقف فرنسا من الأزمة السورية، لفت هولاند الى أن مقاربة باريس كانت «مثالية في الملف السوري: فرنسا هي التي كانت على حق منذ 2012 وحتى اليوم، وفرنسا هي التي، مع بقية الشركاء، تسمح بحصول مفاوضات سياسية». وتابع: «لا يمكنكم أن تشكّوا البتة في ما كان عليه موقف فرنسا. منذ 2012 وفرنسا تقف الى جانب الديموقراطيين السوريين، فرنسا دعمت المعارضة السورية، فرنسا قاتلت داعش، ويشرفنا أن نكون قد أردنا التدخل عندما كانت هناك أسلحة كيماوية». وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لعدم حصول التدخل العسكري في صيف 2013، مؤكداً أنه «لأننا لم نفعل شيئاً، فقد صبّ هذا الأمر في مصلحة داعش وكل تحالفاته مع المتطرفين». ويقوم وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك آرولت الثلثاء بزيارة إلى موسكو، حيث يبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف النزاع في سورية وأزمتي أوكرانيا وليبيا، وفق الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال. وستكون تلك الزيارة الأولى لرئيس الوزراء السابق إلى روسيا منذ تعيينه وزيراً للخارجية في شباط (فبراير). واستؤنفت في جنيف الأربعاء، مفاوضات السلام غير المباشرة بين النظام السوري والمعارضة، والتي لا تزال نقطة الخلاف الرئيسية فيها هي مصير الأسد، الذي تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش ويتقرّر عبر صناديق الاقتراع فقط.