اسطنبول، نيويورك، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب - رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، سعي الغرب الى فرض عقوبات على بلاده بسبب برنامجها النووي، وإجراء محادثات معها في الوقت ذاته، فيما أعلن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «التوصل عملياً» الى اتفاق في شأن قرار العقوبات التي شدد على ضرورة ألا تكون «مفرطة في التشدد». وحض نجاد الغرب على قبول اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع بين إيران وتركيا والبرازيل. وقال في مؤتمر صحافي باسطنبول على هامش «مؤتمر إجراءات بناء الثقة والتحرك المشترك في آسيا»: «الاتفاق يشكل فرصة للإدارة الأميركية وحلفائها. آمل بأن يستفيدوا من هذه الفرصة التي لن تتكرر». واعتبر ان الرئيس الأميركي باراك أوباما «سيكون أول الخاسرين إذا فشل في إحداث تغيير». وقال نجاد ان «الادارة الأميركية وحلفاءها يخدعون انفسهم اذا اعتقدوا ان في امكانهم التلويح بمشروع القرار، ثم الجلوس لإجراء محادثات معنا. مثل هذا الامر لن يحصل». وتطرق نجاد الى العلاقات مع موسكو، قائلاً: «ليست هناك مشكلة كبيرة، وما جرى لا يتعدى كونه تنبيهاً وُجه الى الروس ليكونوا حذرين من الانحياز إلى أعداء الشعب الإيراني، والخيار متروك للساسة الروس». الى ذلك، تجنب نجاد تجديد دعوته الى تدمير اسرائيل. وقال لقناة «تي أف 1» الفرنسية، رداً على سؤال هل لا يزال يدعو الى تدمير الدولة العبرية: «لا نسعى الى تدمير أحد». أما بوتين فقال في خطاب امام مؤتمر اسطنبول: «علينا جميعاً وبمشاركة نشطة من الجانب الإيراني، تسوية جميع المسائل حول طابع البرنامج النووي الإيراني. وقد ننظر بتفاؤل إلى المستقبل، اذا أُخذت مصالح بعضنا بعضاً بالاعتبار». وأشار أن نجاد يعلم جيداً أن أعمال بناء مفاعل «بوشهر» النووي توشك على الانتهاء، وسيُدشن في آب (أغسطس) المقبل. وأشار بوتين الى «التوصل عملياً الى اتفاق في شأن القرار» بفرض عقوبات على إيران. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان على هامش قمة اسطنبول: «أتبنى الرأي القائل بأن هذا القرار يجب ألا يكون مفرطاً في التشدد وألا يضع القيادة والشعب الإيرانيين في وضع صعب قد يؤدي الى بروز عقبات على طريق استخدام سلمي للطاقة النووية». تزامن تصريح بوتين مع إعلان مدير «الوكالة الروسية للطاقة الذرية» (روساتوم) سيرغي كيريينكو ان موسكووطهران «ستنشآن شركة مشتركة لتشغيل بوشهر»، إذ أن «إيران تبدأ لتوها في استخدام الطاقة النووية المدنية، ولا تملك الخبرة لاستثمار منشأة مماثلة». جاء ذلك في وقت تستعد الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن، للتصويت على مشروع قرار لفرض عقوبات على ايران. وتوقّع المندوب المكسيكي لدى الاممالمتحدة كلود هيلر، والذي ترأس بلاده المجلس هذا الشهر، التصويت «هذا الأسبوع». لكن ديبلوماسياً غربياً قال ان «الدول الداعمة للنص تأمل باعتماده» اليوم. وقالت المندوبة البرازيلية لدى الاممالمتحدة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي ان بلادها وتركيا «لا تريدان ان تكونا عنصر إعاقة»، مضيفة: «جرى نقاش تقني فقط حول مشروع القرار، ونعتقد أن هذه المسألة واسعة وذات مضامين سياسية، لذلك نريد إجراء نقاش سياسي». واستدركت: «لا نريد مناقشة القرار، نريد مناقشة المسألة في إطار واسع». في طهران، اعتبر مرشد الجمهورية علي خامنئي ان «العالم والشرق الاوسط يشهدان تطورات تُعتبر سابقة، لا سيما في قضية فلسطين، ما يؤشر الى حصول تحوّل وأفول كبيرين في مكانة الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية ومدى تأثيرها في القضايا الدولية»، متوقعاً حصول «تغييرات هائلة».