شيعت أمس، حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مسؤول الحركة في مخيم المية ومية للاجئين في لبنان العميد فتحي زيدان، الذي كان اغتيل أول من أمس، بتفجير سيارته في صيدا، وسط إضراب عام وإقفال حداداً في مخيمي عين الحلوة والمية ومية في منطقة صيدا، في وقت تتواصل التحقيقات لمعرفة الجناة. ونفذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة على مداخل المخيمين مدققاً بهويات العابرين، وبدا واضحاً أن عناصر بلباس مدني من القوى الأمنية كانوا يجولون في أحياء صيدا. وأكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أن «لجنة التحقيق في الاغتيال تواصل مهماتها». ولم يستبعد «أن تكون جماعات متطرفة وراء الاعتداء مثل «النصرة» و»داعش»، فهناك من يعمل لتفجير الوضع داخل المخيمات، بغية زعزعة الاستقرار فيها». ودعا رئيس «لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني» حسن منيمنة القيادات والفصائل الفلسطينية إلى التنبه إلى «خطورة ما يدبر للمخيمات عموماً ومخيم عين الحلوة خصوصاً». وقال معزياً: «بعض الجماعات يحاول تكرار تجربة مخيم نهر البارد الدامية»، مشيراً إلى أن زيدان «كان يلعب دوره الطبيعي في اتجاه التهدئة ويشكل اغتياله إنذاراً مدوّياً يجب أن يسمعه كل العاملين على وأد المؤامرة». ودعا إلى «عزل المجموعات التي تعمل عبر عمليات الاغتيال ووضع العبوات وغيرها من الأساليب لتعريض أمن السكان إلى أفدح الأخطار، والتعاون مع القوى السياسية والسلطات والأجهزة اللبنانية لحصار مثل هذه الظواهر التي تعيث فساداً، وكشف الجُناة والمتآمرين وتسليمهم إلى الأجهزة القضائية المختصة». ودان «حزب الله» اغتيال زيدان، معتبراً ان في الجريمة «جزءاً من المخطط الذي تعدّه أيدٍ خفيّة للمخيمات وجوارها في صيدا والجنوب، ما يتطلّب الانتباه والتحلي بأقصى درجات الوعي والحكمة، والتنسيق الكامل مع القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش لإفشال هذا المخطط الإجرامي».