أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري أن الوزارة تهدف إلى تحقيق التواصل مع الخطباء، وإشراكهم في التخطيط والعمل والتطوير لمنبر الجمعة «للوصول إلى تحقيق رسالته بالشكل الشرعي»، إضافة إلى تحقيق التواصل المباشر مع وسائل الإعلام المختلفة والاستفادة مما لديها لتفعيل خطبة الجمعة إعلامياً، ومد جسور التواصل مع الخطباء وإيصال ملاحظاتهم ومقترحاتهم مباشرة. وقال خلال افتتاح ورشة عمل «منبر الجمعة - رسالة ومسؤولية» التي نظمتها الوزارة في الرياض أمس: «إمامة المسجد والقيام عليه يشكّلان ولاية أعطاها ولي الأمر إلى الوزارة، والوزارة بدورها أعطتها إلى الأئمة، والإمام والخطيب يجب أن يكون مصدر وحدة واجتماع لجماعة المسجد، بحيث لا يخرج الناس بعد الخطبة متفرقين ومشتتي الأفكار، فالبعض ناقم على الخطيب والبعض الآخر راضٍ»، وشدد على أن إمامة المسجد والخطابة فيه عبادة مبنية على نص ولا مجال للاجتهاد فيه، لافتاً إلى أن المرجع في الاجتهاد وما يعرض للخطيب من إشكالات إما أن يكون إدارياً وتنظيمياً ومرجعه الوزارة، وإما أن يكون شرعياً ومرجعه الجهات الشرعية كهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، مؤكداً أن علاقة الخطباء بالوزارة يجب أن تكون علاقة تشاور وليست علاقة أمر ونهي فحسب. من جهته، ذكر وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد عبدالمحسن آل الشيخ أن عدد الجوامع في المملكة الذي يزيد على 14 ألف وتنتج 58 ألف خطبة شهرياً، تجعل من الوزارة تعمل على تطوير مستوى المنبر ورفع أدائه من خلال عقد مثل هذه اللقاءات، إضافة إلى سعيها إلى تفعيل أثرها الإيجابي بترسيخ العقيدة الصحيحة والسلوك الوسطي لدى المجتمع. وأضاف: «عانت البلاد في وقت سابق من موجة غلو صدّت البعض عن طريق الحق، إلا أن هذه الموجة شهدت تراجعاً حاداً بإسهام من ولاة الأمور والعلماء والخطباء والمسؤولين، وواجهت الوزارة بحزم من تساهل في مثل هذه الأمور، من خلال عقدها برامج وقائية عدة»، معتبراً أن الجفاء الذي قد يكون حاضراً بين الخطباء ووسائل الإعلام لا يخدم المصلحة الشرعية. وذكر أن لوسائل الإعلام توجيهاً مباشراً للرأي العام، والتواصل معها يسهم في تصحيح الكثير من السلبيات، مضيفاً: «لا يكاد يمر أسبوع إلا ويظهر كاتب يشير إلى ملاحظة في المساجد والمنابر، وقد يكون هذا الكاتب مصيباً، أو مجانباً لذلك حينما يبني فكرته على صورة غير واضحة لديه، فيكون للوزارة بيان موضع الخلل عبر تواصل محمود بينها وبين الإعلام». وشدد مدير فرع الوزارة في منطقة الرياض عبدالله الحامد على أهمية إيجاد منهج متكامل يوضّح فيه الخطابة الصحيحة، يقوم به مجموعة من الباحثين والعلماء والمتخصصين، ويقدّم إلى كل خطيب، مرجعاً ذلك إلى كون الخطبة تشكّل فريضة عظيمة وعلى من يتولاها القيام بها خير قيام. وأكد وجود ملاحظات على بعض الخطباء تتمثّل في عدم فهم بعضهم رسالة الخطيب ودوره، والقيام بتقليد بعض من يعجبون به من دون الارتكاز على ميزان شعري، إضافة إلى وجود خطباء لديهم أهداف تخالف أهداف الخطبة الشرعية وقد يجعلون من الخطبة وسيلة لتحقيق توجّهات تخالف النهج الصحيح. عقب ذلك طلب مسؤول في الوزارة من الإعلاميين المغادرة، بحجّة أن النقاش مع الخطباء سيكون أكثر شفافية وغير قابل للنشر.