نبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، إلى أهمية «الحفاظ على الدول الوطنية والحيلولة دون انهيار كياناتها من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة لا تكتفي بالبعد العسكري»، وطالب خلال لقائه في القاهرة أمس رئيس البرلمان القبرصي، المجتمع الدولي بتعاون مشترك من أجل لجم تفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية. ويأتي ذلك في وقت يواصل البرلمان المصري مناقشة برنامج الحكومة والذي استبق أغلب مكوناته التصويت عليه قبل نهاية الشهر الجاري، بإعلانها الموافقة عليه، فيما تنطلق بعد غد (الجمعة) انتخابات تشريعية تكميلية على مقعد دائرة طلخة ونبروة في محافظة الدقهلية (دلتا النيل)، والذي كان يشغله الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة، قبل أن يقرر البرلمان فصله بعد لقائه السفير الإسرائيلي في القاهرة. واستمرت أمس الأزمة داخل البرلمان على خلفية تغيب النواب عن جلسة كانت مقررة لمناقشة برنامج الحكومة والذي كان قدمه رئيسها شريف إسماعيل أواخر الشهر الماضي، ما دعا رئيس البرلمان علي عبدالعال إلى التهديد بإغلاق باب المناقشة حول البرنامج والذهاب مباشرة للتصويت عليه. وكانت الهيئات البرلمانية لأحزاب المصريين الأحرار ومستقبل وطن والوفد والشعب الجمهوري، الحاصلة على أكبر عدد من المقاعد بالبرلمان، أعلنت أول من أمس موافقتها على برنامج الحكومة، قبل التصويت عليه المفترض قبل 27 الشهر الجاري. وكانت لجنة شكلها البرلمان لدراسة برنامج الحكومة، أوصت في تقريرها الذي يبدأ البرلمان مناقشته الأسبوع الجاري، بمنح الثقة للحكومة، مع إجراء بعض التعديلات على برنامجها. في موازاة ذلك، دعت اللجنة العليا للانتخابات الناخبين في دائرة مركزي طلخا ونبروة التابعة لمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، داخل وخارج مصر، إلى الحرص على المشاركة في الانتخابات التكميلية للدائرة، واختيار مرشح عنها لعضوية مجلس النواب. وتجري الانتخابات على مقعد انتخابي واحد، بعد إسقاط مجلس النواب عضوية الإعلامي توفيق عكاشة عن هذه الدائرة، بعد استضافته للسفير الإسرائيلي في القاهرة. وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات المستشار عمر مروان، في بيان، إن الانتخابات ستجري خارج مصر يومي 15 و16 الشهر الجاري، وفي الداخل يومي 16 و17. وفي حالة الإعادة يومي 26 و27 هذا الشهر في الخارج، و 27 و28 في الداخل. في غضون ذلك، استقبل الرئيس المصري أمس رئيس مجلس النواب القبرصي يناكيس أوميرو، في حضور رئيس البرلمان علي عبدالعال. ووفقاً لبيان رئاسي مصري، فإن السيسي أكد «عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين»، مشيداً ب «مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين في التعامل مع حادث اختطاف الطائرة المصرية، والذي عكَس مدى قوة العلاقات بين البلدين ومتانتها»، وأشار السيسي إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، منوهاً إلى تطلع مصر لعقد القمة الثلاثية القادمة بين مصر وقبرص واليونان في القاهرة من أجل مواصلة التباحث بشأن تكثيف التعاون وتنفيذ مشاريع محددة في عددٍ من المجالات، وأكد على مواقف مصر الثابتة لدعم القضية القبرصية وتسويتها على أسس عادلة بما يؤدي إلى توحيد شطري الجزيرة. وتطرق السيسي خلال اللقاء إلى الوضع الإقليمي مؤكداً «أهمية الحفاظ على الدول الوطنية والحيلولة دون انهيار كياناتها ومؤسساتها من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال مقاربة شاملة تضم الأبعاد العسكرية والأمنية كافة، وكذا الاقتصادية والفكرية». ونوّه إلى أهمية التعاون من أجل الحيلولة دون تفاقم مشكلة الهجرة غير الشرعية، والى أهمية البُعد التنموي في القضاء على تلك المشكلة، وهو الأمر الذي يتطلب التعاون المشترك من أجل تنفيذ برامج لتطوير وتنمية دول جنوب المتوسط. كما اجتمع السيسي أمس مع وزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في بوروندي ألان إيميه نياموتويه، حيث أشاد بموقف الحكومة البوروندية الحريص على التوصل إلى توافق إزاء الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل، مؤكداً على تطلع مصر إلى مواصلة التعاون مع بوروندي في هذا الملف بما يُحقق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة لدول حوض النيل كافة. من جهة أخرى، أوضح وزير خارجية بوروندي أن موقف بلاده الحريص على التوصل إلى توافق إزاء الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل هو موقف ثابت ويتأسس على مبادئ عدم الإضرار وتحقيق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض.