أعلنت منظمة غير حكومية إسرائيلية أن مشاريع بناء وحدات سكنية استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة تضاعفت أكثر من ثلاث مرات في الثلث الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، فيما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن التوجه الى مجلس الأمن للحصول على قرار حول الاستيطان الإسرائيلي أصبح أمراً «ملحاً»، بسبب مواصلة إسرائيل عمليات الاستيطان. وقالت حاغيت اوفران، أحد مسؤولي حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان في بيان انه تم تقديم خطط لبناء 674 وحدة استيطانية، في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) هذا العام مقارنة ب194 وحدة في الثلث الأول من عام 2015. وأضافت ان مشاريع البناء يجب أن تمر عبر خمس خطوات إدارية قبل حصولها على الضوء الأخضر النهائي من وزير الدفاع موشيه يعالون. وأوضحت ان عام 2015 شهد انخفاضاً حاداً في عدد خطط البناء الاستيطاني وخطوات تشريع البؤر الاستيطانية العشوائية التي أنشئت دون موافقة السلطات مقارنة بعام 2014. وحول ذلك، قالت اوفران «لكن منذ بداية عام 2016، فإن الاتجاه قد انعكس تماماً». ووفق اوفران فإن «ارقام عام 2016 تظهر حقيقة أن حكومة بنيامين نتانياهو تواصل في شكل سري الاستيطان مع هدف واضح هو جعله من المستحيل تطبيق حل الدولتين: الإسرائيلية والفلسطينية». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس الحاجة «الملحة» لقرار من مجلس الامن لإدانة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال عباس مساء الإثنين في مقر الرئاسة في رام الله قبل قيامه بجولة ستشمل دولاً عدة بينها فرنسا، ان «موضوع مجلس الأمن مهم جداً، وأصبح الآن ملحاً بسبب النشاطات الاستيطانية وعدم توقف إسرائيل عن القيام بها، (...) الامر الذي يعرض بشكل خطير مشروع الدولتين الى الانهيار». ويحاول الفلسطينيون تسويق مشروع يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين ويسعون الى إصداره في قرار لمجلس الامن الدولي. ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية. وتتزامن الجهود الفلسطينية مع اقتراح أطلقته فرنسا في كانون الثاني (يناير) الماضي بعقد مؤتمر دولي حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هذا الصيف. وعن المؤتمر، قال عباس «لا نريد للأمور ان تتعقد، وانما نريد أن تسير سيراً طبيعياً. وبالتالي، فإن الأمرين يسيران معاً واذا حصل تناقض، فلن نسمح لهذا التناقض أن يقع». وبدأ عباس أمس جولة تستمر اسبوعين يتوجه فيها الى اسطنبول وباريس وموسكو وبرلين ونيويورك. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة لبحث المبادرة الفرنسية. وقال عباس ان ما سمعه الفلسطينيون حتى الآن هو عبارة عن «أفكار» فرنسية، مضيفاً «من المهم ان نسمع من الرئيس الفرنسي هل أصبحت هذه الافكار مبادرة ستسير فيها الحكومة الفرنسية الى النهاية». وترمي المبادرة الفرنسية الى تحريك عملية السلام للوصول الى إقامة دولتين. ولتحقيق ذلك سيتم انشاء مجموعة دعم تضم اعضاء مجلس الامن الدائمين وعدداً من الدول الاوروبية والعربية ومنظمات دولية. وتقترح فرنسا تحركاً على مرحلتين. تنطلق المرحلة الاولى بلقاء دولي على مستوى وزاري من دون الإسرائيليين والفلسطينيين، ليعقد في المرحلة الثانية مؤتمر دولي الصيف المقبل بحضور طرفي النزاع.