أفادت مصادر عسكرية تركية اليوم (الثلثاء)، بمقتل جندي تركي وجرح 47 آخرين في انفجار سيارة مفخخة، أمام مركز عسكري متقدم في جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية، جاء ذلك بعد ساعات قليلة من اجتماع لمجلس الوزراء التركي في المنطقة المضطربة لمناقشة سبل إعادة بناء اقتصادها المتداعي. واستهدف الاعتداء الحاصل ليل أمس، مركزاً عسكريا متقدماً في قضاء هاني في محافظة دياربكر. وقال المصدر أن التفجير أسفر عن سقوط قتيل هو جندي، و47 جريحاً بينهم 8 مدنيين، مشيراً إلى أن الجيش باشر عملية تمشيط في المنطقة بعد هذا الهجوم الجديد. جاء التفجير بعد ساعات قليلة من إجتماع لمجلس الوزراء التركي في المنطقة المضطربة لمناقشة سبل إعادة بناء اقتصادها المتداعي. ورأس رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو اجتماع مجلس الوزراء في مدينة سانليورفا، وهو الأول الذي يعقد خارج العاصمة أنقرة منذ العام 2003. وعلى رغم وقوعها في جنوب شرقي تركيا، إلا أن سانليورفا تفادت إلى حد كبير العنف الذي يعصف بالمنطقة. وانفض الاجتماع عقب ورود أنباء التفجير، وكان مقرراً أن يناقش الوزراء التنمية الريفية في الاقليم بعد أشهر من الاشتباكات في بلدات ومدن في أرجاء المنطقة. وقالت المصادر الأمنية إن مركبة مفخخة اندفعت نحو قاعدة لقوات الدرك في بلدة هاني الواقعة إلى الشمال من ديار بكر عاصمة الاقليم، وأفاد شهود بأن قوة الانفجار تسببت في تحطم نوافذ وإهتزاز المباني في أنحاء البلدة. وفي سياق متصل قال الجيش إن 39 من أعضاء «حزب العمال الكردستاني» المحظور قتلوا في اشتباكات في أربع بلدات في ديار بكر في اليومين الماضيين. وتعيش تركيا منذ أشهر عدة في حال تأهب بسبب سلسلة غير مسبوقة من الهجمات المنسوبة إلى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، أو لها علاقة بتجدد النزاع مع الأكراد. ويشتبه في أن التنظيم نفذ اعتداءات عدة في تركيا منذ الصيف، والأكثر دموية بينها ارتكبه انتحاريان في 10 تشرين الأول (أكتوبر)، وأدى إلى مقتل 103 أشخاص كانوا يشاركون في تظاهرة مؤيدة للأكراد في أنقرة. وفي شباط (فبراير) وآذار (مارس)، أدى اعتداءان بالسيارة المفخخة إلى سقوط عشرات الضحايا وسط العاصمة التركية أنقرة، تبنتهما مجموعة «صقور حرية كردستان» المتطرفة المرتبطة ب«الكردستاني» الذي يقود منذ 1984 تمرداً ضد الدولة التركية تسبب بمقتل 40 ألف شخص.