اعتبرت لجنة حقوق الإنسان النيابية اللبنانية بيان مجلس الأمن عن الاعتداءات الاسرائيلية على «اسطول الحرية» غير كافٍ لأنه «كان يقتضي صدور قرار إدانة واضح وصريح للكيان الإسرائيلي يحمّله المسؤولية المباشرة عن إجرامه المتمادي». وأوصت اللجنة التي اجتمعت امس، برئاسة ميشال موسى، وحضور ممثلين عن مجلس حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة (لجنة غولدستون)، وعدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني ونقابة المحامين في بيروت ب «إدانة شديدة وصريحة للكيان الإسرائيلي على جرائمه بحق المدنيين المتوجهين الى قطاع غزة لفك الحصار عنه بوسائل سلمية حضارية ودعوة الحكومة اللبنانية والدول العربية وجامعة الدول العربية وسائر دول العالم الى العمل بجميع الوسائل على فك الحصار عن غزة فوراً ودعوة الدول العربية الى تجميد علاقاتها الديبلوماسية وغيرها من العلاقات مع إسرائيل حتى تحقيق ذلك». كما اوصت اللجنة بالعمل على «تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الاعتداءات وتجميع الادلة والشهادات المختلفة لتكوين ملف موثق عن الجرائم الحاصلة والطلب الى الحكومة اللبنانية تطوير الأدوات القانونية والقضائية لمواجهة جرائم اسرائيل لا سيما تحضير ملف قانوني وقضائي كامل لمقاضاة إسرائيل على هذه الجرائم أمام المحاكم ذات الصلاحية لا سيما أمام المحكمة الجنائية الدولية». وقررت رابطة البرلمانيين الدولية لنصرة فلسطين إطلاق حملة برلمانية عالمية لتنظيم «اسطول برلمان الحرية». ودعت الرابطة، بعد اجتماع طارئ امس حضره أمين السر النائب السابق عبدالله قصير، نواب حاليون وسابقون كل البرلمانيين في العالم الى المشاركة فيه، وتوجهت إلى فروعها وأعضائها للمباشرة في إجراءات التحضير «لهذا الهدف الإنساني السامي». واعتبرت الرابطة أن المسار الذي افتتحه اسطول الحرية كشف «مأزق الكيان الإسرائيلي العاجز عن مواصلة الحصار من جهة، وارتباط استمرار هذا الحصار بالهيبة المتهالكة لهذا الكيان من جهة أخرى، بحيث يخطئ كيفما تحرك وتكبر كرة الثلج الغاضبة من تماديه الإجرامي مع كل خطوة يخطوها، سواء واصل الحصار أم تراجع امام الضغوط». قهوجي يحيي «الشجاعة التركية» ولفت قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال تفقده امس كلية فؤاد شهاب للقيادة والاركان في الريحانية، الى ان «الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في حق ركاب أسطول الحرية، ارتدت عليه سخطاً عربياً ودولياً، وارباكاً واضحاً على مختلف المستويات»، وأكد أن «دماء هؤلاء الشهداء الابطال أظهرت جلياً همجية العدو وانتهاكه أبسط القوانين الدولية والاعراف الانسانية، وألقت الضوء مجدداً على معاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال، وحق هذا الشعب في كسر قيود الحصار تمهيداً لاستعادة كامل حقوقه المشروعة». وعزا «عائلات شهداء قافلة الحرية»، وتمنى «الشفاء العاجل للجرحى من مختلف الجنسيات»، منوهاً ب «الوقفة التركية الشجاعة الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وأهله المحاصرين في غزة». وامل قهوجي ب «توحيد الموقف العربي ازاء التحديات القائمة فالمصير مشترك والعدو مشترك»، مشدداً «على وجوب رص الصفوف والعمل على ترسيخ التضامن الوطني، لمواجهة ما يخطط له العدو من فتن ودسائس، سعياً الى الخروج من مأزقه ولتحويل الانظار عما يرتكبه من مجازر». الى ذلك عاد الى بيروت بعد ظهر امس الناشط اللبناني في «اسطول الحرية» نبيل حلاق آتياً من اسطنبول على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط حيث اقيم له استقبال رسمي وشعبي حاشد في المطار، وحمل على الاكتاف، وارتفع صوت الزغاريد والشعارات المطالبة بحرية فلسطين وكسر الحصار عن غزة. وتحدث حلاق للصحافيين عن تجربته وعن الجريمة الاسرائيلية وقال: «الذي خططنا له منذ تسعة اشهر حققناه الآن، وأستطيع القول ان المهمة تمت بنجاح ورحمة الله على الشهداء الذين كانوا فعلاً رجالاً، ولا شك في ان مشاركة المطران (ايلاريون) كبوجي والشيخ رائد صلاح اضافت الى هذه الرحلة حالة روحية زرعت طمأنينة وتصميماً عند الجميع بالاستمرار حتى الوصول الى غزة». وعما اذا كان لديه استعداد للمشاركة ايضاً بعدما دعا (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله الى اطلاق المزيد من اساطيل الحرية، اجاب: «انا لست مشاركاً فقط بل انا منسق في الاسطول المقبل وسترون مفاجأة». مؤكداً ان احد المحققين هدده «لأني قلت له اذا عدت ورأيتك هنا سترى شيئاً لا يعجبك».