على مدى 12 عاماً ومدينة الورد «الطائف» تحتفل بصورة سنوية في مثل هذه الأيام بمنتجها الذي أضحى جزءاً من هويتها، وعلامة فارقة في تاريخها، والذي ظهر هذا العام بصور مختلفة عنوانها الأبرز «الانتصار»، إذ مر المهرجان الذي انطلقت مساء أول من أمس نسخته ال12 في متنزه الشعلة السياحي، في امتحان وصراع من النوع الصعب الذي تشارك في إعداده وإخراجه الإنسان والطبيعة، إذ قاطعه بعض المشاركين، اضافة إلى الظروف المناخية السيئة التي تمر بها المنطقة، إلا أن ذلك لم يحل دون توقع أن يصل الانتاج إلى 500 مليون وردة من أكثر من 800 مزرعة. وإلى جانب إعلان ثلاث جهات ذات علاقة بمهرجان الورد الطائفي مقاطعة المهرجان هذا العام لعدم وجود رؤية واضحة، ومُتفق عليها مع الجهة المُنظمة جاءت حوادث السيول والأمطار التي جرفت المركبات ودهمت المحال التجارية وخلفت أضراراً عدة ما شكل ورسم الخطوط الأولى لدفع مهرجان الورد الطائفي الى الخانة الهامشية واختطاف الوهج والأضواء وسحب البساط الوثير الذي يفترشه المهرجان لمدة تجاوزت عقداً من الزمان. وقال المزارع سلطان الطلحي: «على رغم التحديات الا أن الوردة ذات الحجم الصغير ظلت صامدة أمام هذه التيارات العاتية، واستمرت في حال من الثبات معلنة مواصلة الجهد بين خيارين، إما البقاء او الفناء مع رفض التراجع اطلاقاً مستعينة بجيشها الجرار الذي يتجاوز خمسة ملايين وردة قادمة من حقول المزارع المنتشرة على سفوح جبال الهدا والشفا مزودة بسلاحها الناعم الذي لا يتجاوز روائحها الزكية الى تخاطب الأنوف وترغمها طائعة على التصالح والانسجام وطعمها الذي يستهدف الذوق حال اضافته إلى الأطعمة والمشروبات ووصلت الى مرحلة الانتصار بأسلوب خالي من العنف لاسيما أنها نبتة لا تحتوي جذورها وفروعها وحتى أغصانها أوراقها على شيء من الأشواك. فيما كشف رئيس اللجنة الإعلامية في مهرجان الورد الطائفي مبارك العدواني ل«الحياة»، عن حضور وصفه ب«الكثيف» من الجنسين ومن كل المراحل العمرية لحفلة انطلاق الكرنفال الذي دشنه محافظ الطائف فهد بن معمر مساء أول من أمس، وقال: «تم الاعداد لهذه المناسبة في وقت مبكر»، وأشار الى مشاركة 40 عارضاً بزيادة نسبتها 50 في المئة عن العام السابق، مبيناً أن من الأمور المستحدثة في المهرجان الحالي، بغية الحيلولة دون التكرار النسخ السابقة، وجود مصنع تقطير في المقر يقوم على المشاهدة الحية للمراحل التي تمر بها الوردة لاستخلاص الماء والدهن. وأضاف: «مما يزيد الورد علواً وارتفاعاً تصميم أمانة الطائف لسجاد الورد على شكل هرمي»، مبيناً انه في السنوات السابقة تم تصميمه على شكل أفقي، لافتاً إلى وجود نشاطات مصاحبة تتناول الحرف والأسر المنتجة وغيرها. وأكد مدير فرع وزارة الزراعة في محافظة الطائف المهندس حمود الطويرقي ل«الحياة» أن مهرجان ورد الطائف سيشهد تنظيم ندوة إرشادية كمشاركة من الزراعة تستهدف المزارعين تقوم بتوضيح كيفية العناية بهذه النبتة، وطرق الري الصحيحة في الحقول، وقال: «نتوقع أن يتجاوز الانتاج خلال الموسم الحالي 500 مليون وردة مصدرها يفوق 800 مزرعة»