الحركة الديبلوماسية بين القاهرةوواشنطن تشهد زحمة استثنائية خلال الأسابيع المقبلة، مع الزيارة الاولى منذ خمسة اعوام التي يقوم بها نهاية الشهر الرئيس المصري حسني مبارك للولايات المتحدة، واعلان البيت الأبيض عن اختيار الرئيس باراك أوباما مصر كمنبر لمخاطبة العالم الاسلامي مطلع الشهر المقبل، كونها تمثل «قلب العالم العربي»، ومن اجل تصحيح أخطاء سلفه جورج بوش في حربي العراق والارهاب. وأعلن البيت الابيض الجمعة ان الرئيس اوباما سيوجه خطابه للعالم الإسلامي في الرابع من حزيران (يونيو) المقبل في مصر. وتسلط الخطوة الضوء على العلاقات المصرية - الأميركية، خصوصاً أن زيارة الرئيس مبارك لواشنطن تأتي قبل أيام من خطاب أوباما. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس إن الخطاب الذي يلقيه اوباما في مصر يهدف، في نظر الرئيس الاميركي، الى «الوفاء بالوعد الذي قطعه بإعادة العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي بعد التشنج الذي نجم عن اجتياح العراق ووسائل الحرب العالمية على الارهاب» التي شنها بوش. واضاف أنه يندرج في سياق «الجهد المستمر الذي يقوم به هذا الرئيس وهذه الادارة لتأكيد ان في استطاعتنا العمل معاً في المجال الأمني وتحسين الفرص المستقبلية للعالم الاسلامي من خلال تقديم الأمل والازدهار» للمسلمين. وأشار الناطق الى أن أوباما لن يوجه رسالته الى العالم العربي فقط، بل الى العالم الاسلامي كله، وطرح مثالاً اندونيسياً حيث امضى الرئيس الاميركي فترة من طفولته، وهي اكبر بلد اسلامي في العالم من حيث عدد السكان. وبذلك سيفي اوباما ايضا بجزء من الوعد الذي قطعه خلال حملته بالتحدث امام «منتدى» مسلم كبير خلال الايام المائة الاولى من ولايته اذا ما انتخب. وأكد غيبس أن مصر «تمثل وبأكثر من طريقة قلب العالم العربي وهذه ستكون فرصة للرئيس للبحث بعلاقتنا مع العالم الاسلامي». ولم يحدد البيت الأبيض المكان المتوقع للخطاب، أو اذا ما كان أوباما سيزور محطات أخرى في المنطقة. ومن المتوقع أن يتوجه الرئيس الأميركي الى فرنسا في السادس من حزيران لإحياء الذكرى ال65 للإنزال على شاطئ النورماندي لتحرير أوروبا من الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية. ورحب السفير المصري في واشنطن سامح شكري بزيارة أوباما لمصر وخطابه المرتقب. واعتبر ان الأمر «يمثل فرصة فريدة لتعزيز الانخراط الأميركي مع العالم العربي والاسلامي، وأن مصر توفر منبراً مميزاً لهذا الهدف» وكونها «مركزاً للفكر الاسلامي والتعددية الدينية والثقافية التي تمثل الاعتدال في السلام». وأضاف أن «طبيعة الاسلام هي في قلبه المعتدل وليس هوامشه المتطرفة». وأبدى ثقة بأن خطاب أوباما سيكون «خطاً فاصلاً في علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الاسلامي»، معتبراً أن الخطاب يأتي في وقت موات جداً، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وتحديداً «الحاجة الى الوصول الى سلام لشعوب المنطقة والتعامل مع التهديد للاستقرار الاقليمي من انتشار أسلحة الدمار الشامل». «الاخوان» وفي القاهرة (رويترز)، انتقدت جماعة «الاخوان المسلمين» اعتزام الرئيس الاميركي توجيه خطاب الى العالم الاسلامي من مصر. وقال محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة ان مبادرات الولاياتالمتحدة الى دول مثل سورية وايران والزيارات الاخيرة التي أجراها المسؤولون الاميركيون لمصر والسعودية تشير الى أن الخطاب سيستخدم في تعزيز البرنامج الاميركي المؤيد لاسرائيل. ونقلت وكالة «رويترز» عن حبيب ان «الادارة الاميركية تحاول توظيف كل دولة من هذه الدول على حدة لخدمة الاجندة وخدمة المصالح الاميركية، فضلا عن تأمين وتعزيز وحماية وضمان التفوق للكيان الصهيوني على الدول العربية الاسلامية». وقال حبيب: «التصريحات وردية ولكن السياسة لا تبنى على التصريحات بقدر ما تبنى على الممارسات على أرض الواقع... دعنا ننتظر ثم نرى».