تواصلت التحركات المنددة بالاعتداء الاسرائيلي على «اسطول الحرية» الذي كان متجهاً الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي عليها ولتقديم معونات انسانية الى شعبها. وتوجه مئات الشبان والشابات اللبنانيين والفلسطينيين أمس الى منطقة عوكر حيث نفذوا اعتصاماً على مقربة من السفارة الاميركية، منددين بالسياسة الاميركية ومطالبين الولاياتالمتحدة بالضغط على اسرائيل لرفع حصارها عن غزة، وذلك بدعوة من «الحزب الديموقراطي الشعبي» و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و «الحزب الشيوعي اللبناني» و «الجبهة الديموقراطية» وحزب «الشعب» الفلسطيني و «التنظيم الناصري» و «حركة الشعب». وانطلق المتظاهرون من أوتوستراد الضبيه في اتجاه مبنى السفارة وسط اجراءات امنية مشددة للجيش وقوى الامن الداخلي. وعند وصولهم الى ساحة عوكر رفعوا الشعارات المنددة بإسرائيل واميركا والمطالبة بطرد السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون، كما رفعوا صور الناشطة الاميركية راشيل كوري التي قتلتها القوات الاسرائيلية في فلسطين. وألقت ماري الدبس كلمة «الحزب الشيوعي»، مطالبة فيها برفع الحصار وعودة اللاجئين الى ديارهم. وألقى كل من علي فيصل ونزيه حمزة وابو فراس كلمات طالبت باستمرار المساعي لكسر الحصار المفروض على غزة وشجب المواقف الاميركية - الاسرائيلية. وأخيراً أحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي. وتواصلت المواقف المنددة بالاعتداء الاسرائيلي، وقالت رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري ان «الصحوة العالمية تجاه قضية الشعب الفلسطيني والتي تجلت في شكل لافت بعد جريمة اسرائيل ضد اسطول الحرية، يجب ألا نقلل من أهميتها وألا نجعلها تبرد. بل يجب أن تبقى على حيويتها». واعتبرت خلال استقبالها في مجدليون عمدة مدينة ماريكفيل الاسترالية الفلسطيني الأصل سام اسكندر ورئيس «المركز الثقافي الفلسطيني» الأسترالي محمد قدادي يرافقهما عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» نظمي حزوري أمس أن «للجاليات الفلسطينية والعربية في الخارج دوراً كبيراً في ابقاء هذه الصحوة حية ومتفاعلة»، مؤكدة أن «القضية الفلسطينية واحدة وليست قضية فصيل أو طرف فلسطيني»، وداعية الى «الا نضيع البوصلة وهي ان تبقى هذه القضية هي الوجهة الوحيدة والمظلة الأساسية لكل حركتنا». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي أن «المقاومة المتمثلة في أسطول الحرية هي من صلب المقاومة المسلحة في لبنان». وقال خلال احتفال في بلدة حناويه قضاء صور أمس إن «أبطال الاسطول قاربوا الاستشهاد في سبيل الله وهم يعلمون أنهم سيواجهون المحتل الإسرائيلي، فارتضوا أن يستشهدوا في مواجهته ومواجهة عتوه وحصاره، كما فعل مجاهدو المقاومة... كما أن أبطال أسطول الحرية لم يتكلوا على الأساليب السياسية والديبلوماسية من اجل فك الحصار عن غزة ولم يوكلوا أمر فك الحصار عن الشعب الفلسطيني إلى الحكومات والأنظمة والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بل اخذوا بأيديهم المبادرة من اجل فك الحصار، وهو ما قامت به المقاومة». الى ذلك، أكد مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق بعد استقباله وفداً من نقابة المحامين في سورية ان «المناورات الإسرائيلية على كثرتها ليست دليل قوة وإنما دليل ضعف وعجز»، مشدداً على ان «سورية أثبتت مجدداً ان علاقتها بالمقاومة فوق أي ابتزاز وأي اعتبار ما دامت هناك ارض لبنانية محتلة، وان المقاومة في لبنان لا يمكن ان تنسى ان سورية كانت شريكة في صنع التحرير والانتصار وفي صون انجازات المقاومة من أي ابتزاز إقليمي او دولي».