وصف الرئيس محمود عباس المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل بوساطة أميركية بأنها «صعبة» و«عسيرة» و«تواجه الكثير من العقبات والصعوبات الملموسة». وأضاف في لقاء له ليل الجمعة - السبت مع أعضاء الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الذي يضم شباناً فلسطينيين من مخيمات اللجوء في مقر الرئاسة في رام الله: «لا شك في أننا نخوض مفاوضات عسيرة وصعبة، ولا شك في أن هناك الكثير من العقبات والصعوبات التي ربما لمستم بعضها، لكننا نعيشها». وتأتي تصريحات عباس هذه عقب انتهاء الجولة الأخيرة للمبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل الذي وصفت وزارة الخارجية الأميركية المحادثات التي أجراها في المنطقة الأسبوع الجاري بأنها «بناءة وجوهرية». وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي أن ميتشل «أنهى جولة جديدة من الحوار غير المباشر بين الطرفين»... والمحادثات كانت بناءة وجوهرية، وجدد الطرفان التزامهما بلوغ هدفنا المشترك في السلام». وقال مسؤولون فلسطينيون إن ميتشل الذي قام ب 16 جولة في المنطقة حتى الآن، لم يحمل أي إشارات تبعث على التفاؤل من الجانب الإسرائيلي. وأوضح مسؤول رفيع ل «الحياة»: «في كل مرة يأتي ميتشل، يستهل حديثه إلينا بالقول: لم يحدث بعد أي تقدم». وعلى رغم أن ميتشل أجرى ثلاث جولات فقط عقب الاتفاق على المفاوضات غير المباشرة، لكن المسؤولين الفلسطينيين يقولون إن جولاته ال 16 كانت مفاوضات غير مباشرة. وقال المسؤول الفلسطيني الذي فضل عدم ذكر اسمه: «عملياً ميتشل كان يجري مفاوضات غير مباشرة بيننا وبين الإسرائيليين من اليوم الأول، ففي كل زيارة كان ميتشل يحمل منهم اقتراحات، ويعود إلينا باقتراحات مضاده». وكان العرض الإسرائيلي الأبرز في هذه المفاوضات حل مرحلي جديد يقوم على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة على أقل من 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية. ورفض الجانب الفلسطيني هذا العرض بشدة مدفوعاً بمخاوف عميقة من أن تحوّل إسرائيل أي حل موقت الى حل نهائي. وبحث ميتشل في جولاته الثلاث الأخيرة في مفهوم كلا الطرفين للأرض المحتلة، والدولة المستقلة، والحدود، والمستوطنات، والأحياء الاستيطانية وغيرها. وقال المسؤول الفلسطيني: «ميتشل وجه إلينا أسئلة مفصلة عن الحدود التي نراها للدولة المستقلة، والأرض الحرام، والقدس». وأضاف: «سأل ميتشل بالتفصيل عن موقع الأرض الحرام والأحياء العربية في القدس وغيرها». ويرى المسؤولون الفلسطينيون أن فرص التقدم مع حكومة اليمين في إسرائيل ضئيلة جداً. وتوقع عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» محمد دحلان الفشل لهذه المفاوضات، لكنه اعتبر هذه المفاوضات «ليست نهاية المطاف» للفلسطينيين، مشيراً الى وجود خيارات سياسية عدة، وقال: «لدينا الخيارات البديلة للتحرك من دون أن ترتكب أخطاء ونتعرض للإدانة على الصعيد الدولي، ونوضع في الخانة نفسها مع الحكومة الإسرائيلية». وحدد هذه الخيارات بالعمل على جلب دعم سياسي دولي، والمصالحة الوطنية، والنضال السلمي الشعبي، وانتهاج عمل ديبلوماسي سياسي عقلاني يحافظ على ثوابتنا الوطنية، ويستمر في إضعاف إسرائيل دولياً، إضافة الى موقف عربي جاد تجاه الإدارة الأميركية، من أجل تطوير الموقف الأميركي تجاه القضية الفلسطينية.