تقطع هناء عبد العزيز، وهي فتاة سعودية، جسراً يربط بين المنطقة الشرقية، ومملكة البحرين يسمح فيه بممارسة السباحة، فكان جسر الملك فهد الممتد على طول 27 كيلومتراً بين المملكتين، بوابة أتاحت لها ممارسة هوايتها. ولم تكترث بما يدور من «تناقضات في المجتمع»، باعتبار أن «الدين لم يحرم الرياضة للمرأة»، طالما أنها «ضمن الأطر والضوابط الشرعية». تهوى هناء (20 سنة)، السباحة منذ طفولتها، فكيف لها أن تسكن في منطقة تحاذي ساحل الخليج العربي، فيتلألأ البحر صباح كل يوم، وتشاهده بعينيها، وتحاول أن تتغنى به ليمدها ب «عشق الحياة» على حد قولها، «تعلقت بالسباحة، فأنا من مواليد الشرقية، وأمضيت شوطاً طويلاً من طفولتي على الشواطئ، فوالدي كان يهوى الصيد. وكنت أتعمد أن أطلب منه الذهاب إلى شاطئ نصف القمر. وكبرت ونمت هوايتي في داخلي، وبدأت الالتحاق في دورات السباحة، حتى أنني فكرت أن التحق في مسابقة عالمية، لولا رفض والدي». وسط رفض والدها، التحقت في ناد بحريني، يُعنى في السباحة، ويقدم دورات شاملة في هذا المجال. وتضيف «من المجحف ألا أتمكن من ممارسة أبسط حقوقي في بلدي، فالمنتجعات والشاليهات عبارة عن تسلية وقضاء وقت فراغ، ولا تمت في صلة للتدرب والتمرس على ممارسة السباحة». وتطمح هذه الفتاة لأن تشارك في مسابقات دولية وعالمية، وستبقى على عهدها مع الإصرار»حتى يوافق والدي». وترى أن الأندية الموجودة في المنطقة، «غير متمكنة في الشكل المطلوب، والأصعب أن الكثير منها يمارس نشاطه سراً». وتربط المتدربة نورة عويد، التي أوشكت على إنهاء فترة تدريبها على السباحة، بين «منع ممارسة السباحة، كرياضة مفيدة، وهيمنة التقاليد الاجتماعية». لكنها ترى أن المرأة السعودية «أصبحت تتمتع بحرية أكبر، وتمارس جميع الأنشطة الرياضية، فهي أنشطة تملأ وقت الفراغ، وتحمي من الضياع. وتذكر أنها «قبل سنوات عدة، ذهبت للتسجيل في دورات السباحة في البحرين، ما عرضني إلى الكثير من التعب والإرهاق». وأضافت أنها كانت «مكلفة جداً، وأدهشني اكتظاظ النساء عليها، ورغبتهن في تعلم فنون السباحة. وهذا كان بالنسبة لي مفاجأة جميلة جداً». وتشير نورة، إلى النوادي الصحية التي افتتحت أخيراً في المنطقة الشرقية، والتي «تقدم أنشطة رياضية مختلفة، تعنى في الأنظمة الغذائية، والتدريب على أنواع الرياضات المختلفة»، موضحة أن هناك «اختلافاً وتفاوتاً بين الماضي والحاضر. إلا أن الرياضة النسائية تشهد مرونة وسلاسة أفضل من السابق». وكشفت عدد من صاحبات الأندية النسائية، التي تنفذ دورات تدريبية في عدد من المجالات الترفيهية والرياضية، عن «إقبال لافت» على دورات السباحة من قبل السعوديات، إذ ارتفعت بنسبة 40 في المئة عن الأعوام الماضية. وعلى رغم أن هذه الأندية والأنشطة يعدان «ظاهرة جديدة» على المرأة السعودية، لكن القائمات عليها يتوقعن «موسماً صيفياً مزدهراً». ومن أبرز أسباب هذا الإقبال هي «الهروب من السمنة، والسعي إلى تخفيف الوزن، وممارسة الأنشطة الرياضية العادية، التي لم يسمح بممارستها حتى الآن في المدارس. وتم السماح لنا بمزاولة تلك الأنشطة من قبل الشرطة والبلدية، كمراكز نسائية. ولم نلق أي اعتراض، كما كان يحدث في السابق». وتنسق تلك الأندية مع المنتجعات لإقامة دورات السباحة فيها.