كابول، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - دعا المجلس القبلي الموسع (جيرغا) لبحث السلام في افغانستان في اختتام اعماله في كابول امس، الى تشكيل لجنة وطنية للتفاوض مع حركة «طالبان» في محاولة لإنهاء الحرب الجارية في هذا البلد. وقال نائب رئيس «الجيرغا» قيام الدين كشاف: «لا بدّ أن نبدأ جهود السلام بقوة عبر التحدث الى طالبان»، مع العلم ان الرئيس حميد كارزاي الذي دعا الى عقد «الجيرغا» حض في كلمة افتتاح الاجتماع الاربعاء الماضي «طالبان الاشقاء على وقف تدمير وطنهم»، فيما اعلن انه لن يتحدث الى زعماء «طالبان» المرتبطين بتنظيم «القاعدة» او الذين لا ينبذون العنف الذي استهدف الاجتماع الاربعاء عبر اطلاق قذائف فشلت في اصابة خيمة الاجتماع ومحاولة اختراق انتحاريين الطوق الامني حولها من دون نجاح. واضاف كشاف الذي يتولى ايضاً منصب رئيس مجلس العلماء: «ندعو، نحن المشاركين في جيرغا السلام، كل الأطراف الضالعة في الحرب الى وقف اراقة الدماء، ونطلب من الحكومة انشاء لجنة تتمتع بقاعدة واسعة وتمثل كل الاتجاهات في البلاد، وتكليفها قيادة جهود السلام مع طالبان». وفيما أكد موفد الاممالمتحدة الخاص الى افغانستان ستيفان دو ميستورا ل «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان «الحل الوحيد سياسي، وان السنة الحالية تشكل الفرصة الاخيرة للسلام»، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن «واشنطن تريد ان تطلع بالكامل على الجهود التي يبذلها كارزاي من اجل اعادة دمج طالبان»، مع العلم ان خطة السلام التي يقترحها تشمل عرض العفو وتقديم أموال وحوافز عمل إلى مقاتلي «طالبان»، ونفي قادة الحركة الى دول اسلامية صديقة. واضافت: «معظم النزاعات ليس له حل عسكري، والحالة الافغانية ليست فريدة. يجب اتخاذ قرارات سياسية الى جانب التحرك العسكري. قلنا للرئيس كارزاي خلال زيارته الاخيرة واشنطن اننا نفهم وضعه وندعم جهوده». وكررت كلينتون الموقف الاميركي المؤيد بحذر لإعادة دمج مقاتلي «طالبان» الذين ينبذون العنف، ويلتزمون احترام قوانين افغانستان. وقالت «اننا واضحين جداً في مقاربتنا، ونعتقد أنه يوجد قواعد لإعادة دمج مقاتلي طالبان في المجتمع، ونرى ان تحديد اولئك الذين يمكن تحقيق نوع من المصالحة السياسية معهم، عملية تتطلب عملاً شاقاً». وتصر «طالبان» على انسحاب كل القوات الاجنبية في أفغانستان قبل بدء مفاوضات، مع العلم ان قوتها بلغت ذروتها حالياً. ويقول محللون إن «لا اسباب كافية لجعلها تسعى الى السلام». وهاجمت «طالبان» بالصواريخ أمس، القاعدة الجوية للحلف الاطلسي (ناتو) في قندهار (جنوب)، إحدى اهم قاعدتين في افغانستان، ما اسفر عن جرح بضعة اشخاص بجروح طفيفة. واصاب صاروخان القاعدة في وقت واحد تقريباً، واثنين بعد ساعتين في المساء، مع العلم ان بضعة صواريخ اطلقت على قاعدة قندهار العسكرية في 22 ايار (مايو) الماضي، ما ادى الى اصابة عدد من جنود الاطلسي وعمال مدنيين بجروح طفيفة. وكانت «طالبان» هددت اخيراً بشن سلسلة عمليات «جهادية» تتضمن هجمات واعتداءات واغتيالات ضد قوات الاطلسي. وفي 26 ايار، انفجرت سيارة مفخخة قرب قاعدة مختلطة مدنية وعسكرية في قندهار يتولى ادارتها اميركيون وكنديون، من دون ان تسفر عن سقوط ضحايا. على صعيد آخر، اتهم المقدم البريطاني رولي ووكر الذي خدم في ولاية هلمند (جنوب) الشرطة الافغانية بتأجيج التمرد ودفع الناس الى الانضمام إلى «طالبان»، بسبب انتشار الفساد على نطاق واسع بين صفوفها. ونسبت صحيفة «ديلي تلغراف» إلى المقدم ووكر، قائد الفوج 11 الذي عاد من هلمند الشهر الماضي بعدما خدم ستة أشهر، قوله إن «الشرطة الافغانية لا تزال تشكل احدى أكبر العقبات في وجه التقدم في افغانستان. ويرتبط التمرد في منطقة ناد علي بهلمند بالفساد المنتشر بين أوساط الشرطة، ما جعل السكان لا يثقون بقوات التحالف وأقل احتمالاً في تقديم ولائهم الى الحكومة الافغانية».