الدمج بين التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي يتمثل الآن في تعبير صارخ ألا وهو «الهاشتاغ التلفزيوني»، إن جاز التعبير. كثيراً ما نلمح على الشاشة الفضية (في إحدى زواياها) وسماً (هاشتاغاً) لاسم مسلسل أو برنامج أو فيلم وسواها من الأعمال المعروضة، ما يثير تساؤلات جمة حول الجدوى من ذلك، وما إذا كان الهاشتاغ مفيداً للتلفزيون أو العكس، بالتالي ما هي العلاقة التي تربط وسائل التواصل بالشاشة؟ أخيراً، سارعت جهات إعلانية إلى إطلاق هاشتاغات على صفحاتها التواصلية، ألحقتها بالتلفزيون لغايات تتمثل في استفادة صاحب الوسم نفسه. فالتلفزيون له جماهيرية عريضة، ووضع الهاشتاغ عليه يجذب أكبر كم من المتابعين الذين ربما يشاهدون التلفزيون وأعينهم على هواتفهم المتحركة، ما يدفعهم إلى البحث عن الهاشتاغ وما كُتب تحته. العلاقة تبادلية، أي أن التلفزيون أيضاً يستفيد من الهاشتاغ حين الضغط عليه، ليظهر اسم هذه القناة أو غيرها من ضمن قوائم البحث على محركات البحث، والتي تدر جمهوراً إضافياً. هذه المنفعة المتبادلة تفسر العلاقة بين التلفزيون والتقنية الاتصالية التي سادت العالم كله، فصارت مشاهدة التلفزيون من شاشات الأجهزة الذكية سلوكاً يومياً، بيد أن تحديات كثيرة تواجه هذه المسألة كضعف الشبكة العنكبوتية وغيرها. في قضية الفنانة الإماراتية أحلام وبرنامجها «ذا كوين» كنموذج، توضحت هذه العلاقة والأهم التأثير المتبادل، فخلال أيام قليلة سيطرت هاشتاغات عدة مثل (#منع-أحلام-من-دخول -لبنان)، و(#ذا-كوين)، و(#اعتذار-رسمي-الفنانة-الإماراتية-أحلام-الشامسي)، و(إيقاف برنامج #ذا-كوين)، و(إيقاف# ذا-كوين-مطلب- شعبي)، وغيرها فانتشرت بسرعة النار في الهشيم وكان للتلفزيون الدور الرئيس في قضية بدأت من برنامج أحلام المثير للجدل والذي تعرض لانتقادات تمثلت في أنه يعمل على استغلال الشباب العربي وإذلاله وإحياء فكرة العبودية. قبل ظهور الهاشتاغات، كانت القنوات تضع اسم البرنامج المعروض في لحظتها كما هو، لكن الآن الوضع تغير وصار أشبه بعادة دائمة. طبعاً، لا تعتمد الفضائيات العربية كلها أسلوب عرض الهاشتاغات على شاشاتها، كونها مسألة جديدة عموماً في الإعلام، بل وصارت تؤسس لطريقة إعلامية تحمل في جانبها جانباً ترويجياً لما تود إدارة القناة أن توجهه نحو الرأي العام أو السياسة التحريرية التي تستوعب مضامين التواصل الحديثة في «فايسبوك» و «تويتر» و «غوغل بلاس» وغيرها، كما هو واضح في MBCTheVoice#. هذا الموضوع يمتد من الهاشتاغات ليصل إلى وضع أسماء البرامج المفضلة وعناوينها على «تويتر» مثلاً، كأن يتم الترويج لأحد المسلسلات بوضع اسمه على «تويتر» أو صفحة «فايسبوك» عبر الشاشة. وتخضع كتابة الهاشتاغ نفسه للعديد من القواعد، مثل كتابة الرموز الخاصة في اللغة العربية والتي تختلف عنها في اللغات الأخرى، مثل الإنكليزية، ويخلف ذلك بعض الأخطاء في كتابة الهاشتاغ في أعلى يمين الشاشة مثلاً، نتيجة التصميم الفني واختلافه عن الكتابة على ملف «وورد»، ما يربك المشاهد الذي لا يمتلك خبرة في وسائل التواصل. هذا الكلام يعني أن كثراً لا يمتلكون خبرة في كتابة الهاشتاغات، أو لا يعلمون غايات الهاشتاغ أصلاً، وربما بنظرهم أن تغيير الخط على «فايسبوك» من الأسود إلى الأزرق هو الغاية القصوى، وفق أقوال بعضهم، لكن الحكاية لا تتوقف عند الألوان فقط بل تسير نحو العلاقة الكبيرة التي تتطور يومياً بين وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.