نيويورك - أ ف ب - أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة يجب أن «يرفع فوراً»، في وقت اعرب المبعوث الأميركي لعملية السلام عن أمله في ألا يقوض الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية» المفاوضات غير المباشرة التي يتوسط فيها بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال بان إن الحادث الخطير «يلقي الضوء على حصار القطاع المستمر منذ وقت طويل»، مؤكداً أن هذا الحصار «يأتي بنتائج معاكسة وهو غير مقبول وغير أخلاقي. يجب أن يرفع فوراً». وأضاف: «يجب القيام بكل ما يلزم لتحاشي حصول حادث آخر من هذا النوع. يتوجب على الأطراف المعنية التحرك بمسؤولية وطبقاً للقانون الدولي». وطلب من السلطات الإسرائيلية تقديم «تقرير كامل ومفصل» عن العملية، موضحاً انه يدرس «خيارات عدة» تتعلق بالتحقيق في الحادث «بناء على طلب مجلس الأمن». وكان مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة شكل لجنة لإجراء تحقيق «مستقل». وأشار الى أن أعضاء اللجنة الرباعية أكدوا خلال اتصال هاتفي الثلثاء، على «ضرورة تحسين الوضع الإنساني في غزة في شكل أساسي»، مضيفاً أن «الأممالمتحدة ستقوم بما يتطلبه دورها لتأمين نقل المساعدات التي كان ينقلها الأسطول الدولي للمساعدات الى وجهتها». واعتبر أن «من الحيوي مواصلة المفاوضات غير المباشرة»، موضحاً أن التطورات «تشير الى ضرورة تحقيق تقدم في عملية السلام». ميتشل يؤكد الحاجة الى المحادثات وبايدن يساند حق إسرائيل في تفتيش السفن وفي بيت لحم (رويترز)، قال ميتشل أمس إن الغارة الإسرائيلية يجب ألا تقوض المفاوضات غير المباشرة، مضيفاً أن الحادث يظهر الحاجة للتقدم في المحادثات التي بدأت الشهر الماضي. وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عبر عن تأييده حق إسرائيل في تفتيش السفن التي تتجه الى غزة لمنع تهريب الأسلحة، لكنه قال إن واشنطن ما زالت تشعر بالقلق من محنة الفلسطينيين هناك. وقال في مقابلة مع محطة تلفزيون «بي بي أس» إن «لإسرائيل حق مطلق في الاهتمام بأمر مصالحها الأمنية». وكرر مساندة حكومة الرئيس باراك أوباما لإجراء تحقيق موضوعي شفاف في ما حدث. وأضاف إن على الولاياتالمتحدة إن «تمارس أكبر قدر ممكن من الضغط على إسرائيل» للسماح بدخول شحنات معونات مثل مواد البناء. وقال إن الولاياتالمتحدة تساند تحقيقاً إسرائيلياً في الحادث مع مشاركة دولية على غرار التحقيق الذي أجرته في الآونة الأخيرة كوريا الجنوبية في شأن إغراق إحدى سفنها الحربية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال: «نعتقد أن إسرائيل هي الأكثر أهلية للقيام بهذا التحقيق» و«قادرة تماماً على التحقيق في هذه القضية التي تورطت فيها قواتها». وأضاف: «سنبحث مع إسرائيل في أفضل طريقة لإجراء تحقيق يمكن أن يعتبره المجتمع الدولي ذا صدقية». بريطانيا تبحث مع أميركا تخفيف الحصار وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أول من أمس إن بريطانيا والولاياتالمتحدة تبحثان ما يمكن القيام به لتخفيف الحصار، مضيفاً أمام البرلمان أن هجوم السفينة نشأ عن «الوضع غير المقبول وغير المحتمل في غزة». وقال: «سنواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لرفع الحصار المفروض على غزة ونعتزم إجراء محادثات قريباً مع إسرائيل ومع شركائنا الدوليين الآخرين في شأن ما يمكن القيام به من إجراءات إضافية لضمان تدفق المساعدات من دون معوقات مع ضمان أن تصل المساعدات لمن هم في حاجة إليها ولا يساء استخدامها». واعتبر أن التصرفات الإسرائيلية «تجاوزت في ما يبدو ما تقتضيه الضرورة أو ما يتناسب مع مقتضى الحال»، مضيفاً: اننا «معنيون بشدة باعتقال مواطنين بريطانيين في المياه الدولية، وهذا الجانب من العملية الإسرائيلية ينبغي أن يكون جزءاً أساسياً من التحقيق في هذه الأحداث». تشافيز: «دولة إسرائيل ملعونة وإرهابية وقاتلة» وقال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز خلال احتفال عام أول من أمس موجهاً كلامه الى إسرائيل: «ملعونة أنت يا دولة إسرائيل»، مجدداً إدانة الهجوم الإسرائيلي الدامي، كما انتقد الرد الضعيف في رأيه من جانب الإدارة الأميركية التي أعربت عن «قلقها»، وقال: «بما أن الأمر يتعلق بإسرائيل، فان كل شيء مسموح به». كويتو تستدعي سفيرها في إسرائيل واستدعى الرئيس الاكوادوري رافاييل كوريا أول من أمس سفيره في إسرائيل «كإجراء يهدف الى رفض الهجوم». وأضاف البيان أن الحكومة الاكوادورية وجهت نداء من اجل «وقف أي عمل عنفي فوراً» في موازاة مطالبتها «بفتح تحقيق كامل وشامل حول الهجوم». قبرص تخشى نزوحاً فلسطينياً من غزة الى أراضيها الى ذلك، اعلن وزير الداخلية القبرصي نيوكليس سيليكيوتيس على هامش اجتماع لنظرائه في الاتحاد الاوروبي أمس في لوكسمبورغ، أن قبرص تتخوف من نزوح فلسطينيي قطاع غزة الى أراضيها بسبب الحصار. وأعلن عزمه على مناقشة المسألة مع نظرائه الاوروبيين، مشيراً الى انه يريد طلب مزيد من التضامن بين بلدان الاتحاد الاوروبي حتى تتوزع استضافة هؤلاء اللاجئين. جنوب أفريقيا تستدعي سفيرها لدى إسرائيل وتظاهرة ضد إسرائيل في السودان وأفاد نائب وزير الخارجية الجنوب أفريقي إبراهيم إبراهيم أمس أن بلاده استدعت سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب الهجوم الدموي، قبل أن يعود الى تل أبيب. الى ذلك، خرج عشرات المتظاهرين الى شوارع الخرطوم أمس للاحتجاج على الهجوم الدامي، وهتفوا شعارات مؤيدة لتركيا، ورددوا: «فلتسقط إسرائيل، فلتسقط أميركا»، وأحرقوا العلم الإسرائيلي أمام مقر الأممالمتحدة في الخرطوم قبل أن يتوجهوا الى السفارة التركية. وقال احمد محمد الاسيل أحد منظمي التظاهرة: «أصبحت تركيا الآن بالنسبة الى كل عربي نموذجاً للمقاومة».