بعد إطلاق النموذج التصوري مازيراتي كوبانغ خلال معرض فرانكفورت الدولي في عام 2011، اعتقد الجميع أن النسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع ستتوافر قريباً، لكن الأمر استغرق نحو خمسة أعوام لإطلاق أول SUV للصانع الإيطالي، تحديداً من معرض جنيف الدولي الأخير. وقد أتاحت لنا الشركة فرصة اختبار هذه المركبة الجديدة واكتشاف مزاياها. ولا شك في أن تسمية «ليفانتي» اختيرت بعناية فائقة، تيمّناً ب «الرياح الدافئة التي تهب على البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط»، وبمنطقة «فيا إيميليا ليفانتي» في مدينة بولونيا الإيطالية، حيث حلُم الإخوة مازيراتي بتأسيس شركتهم هناك قبل نحو قرن من الزمن. مع الإطلاق الرسمي من نافذة المعرض السويسري، فإن ماركة مازيراتي النخبوية التي تتخذ من الحربة ثلاثية الأذرع شعاراً لها، ستتمكّن عبر ليفانتي من تمثيل فئة عروض الكروسوفر أو ال SUV المتنامية باطراد، ما يتيح لها الوصول إلى قاعدة أعرض من الزبائن، ومن ثم تعزيز المبيعات وتحسين معدّلات الأرباح، إذ ترغب مازيراتي في بيع 50 ألف وحدة سنوياً، من عروض العلامة الإيطالية في القريب المنظور. وعلى رغم أن ليفانتي الأحدث ستساهم من دون شك في توسيع قاعدة عروض مازيراتي، إلا أن إطلاقها سيصاحبه عاصفة من النقد من عشاق تلك العروض النخبوية الممتازة ومحبيها، الذين يرغبون دائمًا بأن تتمسّك علامتهم المحببة بإرثها وجذورها التقليدية. كما تأمل ماركة مودينا بأن يغير الوافد الجديد «من قواعد اللعبة» في هذه الفئة الآخذة في النمو يوماً بعد آخر، لا سيما وأنه مصمم ليكون موديلاً عالمياً يطرح في مختلف الأسواق. واستعارت الخطوط الخارجية لليفانتي لمسات تصميمية عائدة للنموذج التصوري كوبانغ لعام 2011، لا سيما لجهة شبك التهوئة الأمامي الكبير والمصابيح الرئيسة النحيفة الجريئة مع خطوط ديناميكية من مختلف الجوانب، فضلاً عن خط السقف المائل في اتجاه المؤخّر. كذلك يمكن تتبع لمسات تقليدية عائدة لعروض مازيراتي الأحدث، أبرزها شبك التهوئة الأمامي المستوحى من الطراز الاختباري ألفييري، وفتحات تهوئة سفلية كبيرة الحجم، والمصابيح الرئيسة فئة «بي- كزينون» المتأقلمة التي تشبه «عيون الهرة» مع إمكان اختيار أنظمة إضاءة فئة LED في وضح النهار ضمن التجهيزات الإضافية، وإمكان توافر أضواء LED لإشارات الانعطاف ومصابيح الضباب. أيضاً، تستقر مصابيح الضباب الدائرية أسفل نظيرتها الرئيسة مباشرة في تصميم جذاب، كما لا يمكن إغفال غطاء المحرّك بخطوطه المموجة اللافتة، وعموماً تعزى إليه الطلة «مفتولة العضلات». ومن الجوانب، يمكن تتبع فتحات التهوئة الثلاث الجانبية في أعلى يمين أقواس العجلات، والأبواب التي لا تحدها إطارات، والعجلات ذات التصاميم المتنوعة التي تتوافر بقياسات تتراوح ما بين 18 و21 بوصة، وغيرها. أما المؤخر، فلا يقل بهاء وجمالاً، لا سيما مع المصابيح فئة LED أفقية الامتداد التي تلتقي على الجوانب، والجانح المُدمج بالسقف، ومخارج العادم الرباعية الدائرية، وغيرها. وعلى صعيد مستويات الانسيابية، نجدها تبلغ 0.31 درجة على مقياس «سي إكس» مقصورة لائقة لا تقل المقصورة الداخلية رفاهية وتجهيزاً عن بقية عروض مازيراتي، فضلاً عن أنها تتسع حتى خمسة ركاب، علماً أنها مستوحاة من مقصورات عروض السيدان تحديداً، وتتضمن أزراراً وعتلات التحكّم الخاصة بوضعيات القيادة المختلفة وزر تحكّم دوار جديد، فضلاً عن زر لنظام التعليق الهوائي. وكما هو متوقع، استعين بتلبيسات جلدية ضمن التجهيزات القياسية. ومع الفئات الأعلى تجهيزاً، يمكن تتبع الجلود الفاخرة على ألواح الأبواب ولوحة القيادة كذلك. ويتضمّن النظام المعلوماتي الترفيهي إمكان دعم التطبيقات الإلكترونية، إلى جانب توافر شاشة عاملة باللمس قياس 8.4 بوصة، مع توافر وصلات الناقل العام USB وبطاقة الذاكرة SD، إلى جانب توافر شاشة قياس 7 بوصات مثبّتة بلوحة العدادات. وعلى صعيد الأنظمة الصوتية المتاحة، هناك نظام صوتي قياسي من 8 سماعات، مع إمكان الحصول على نظام عالي النقاء فئة «هارمان كاردون» مع 14 سماعة أو النظام السمعي فئة «باورز آند ويلكينز» مع 17 سماعة. يضاف إلى ذلك مكيّف عالي الفعالية وحساس استشعاري خاص يراقب جودة الهواء الخارجي، وآخر لمعدّلات الرطوبة الداخلية. كما يتوافر مكيف آخر يمكن معه فصل درجة الحرارة في أربع مناطق مختلفة مع إمكان تحكّم الركاب في قسم المقاعد الخلفية، ضمن التجهيزات الإضافية. وتبلغ سعة صندوق الأمتعة 580 ليتراً، مع إمكان طي قسم المقاعد الخلفية جزئياً بنسبة 40/60، والتحكّم إلكترونياً في فتح الباب الخلفي وغلقه. محرّكات نشطة وتستعين ليفانتي بخيارات محرّكات مستعارة من الطراز السيدان الشقيق غيبلي، منها محركان بنزينيان فئة V6 سعة 3 ليترات لموديلي ليفانتي 350 وليفانتي S 430 مزودان بشاحني هواء «توربو»، ومحرّك ديزل وحيد فئة V6 سعة 3 ليترات. وفي هذا السياق، يولّد المحرك البنزيني الأصغر لطراز ليفانتي قوة 350 حصاناً عند 5750 د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ 500 نيوتن متر عند عدد دورات يتراوح ما بين 4500 و5000 د.د. ويمكن هذا المحرك اختراق الحاجز المئوي من السكون خلال 6 ثوانٍ مع تسجيل سرعة قصوى مقدارها 251 كلم/س. أما المحرّك البنزيني الأكبر المُدعم بالطراز ليفانتي S 430، فيولّد 430 حصاناً عند 5750 د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ 580 نيوتن متراً عند عدد دورات يتراوح ما بين 4500 و5000 د.د. ويمكن هذا المحرّك اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 5.2 ثانية مع تسجيل سرعة قصوى مقدارها 264 كلم/س. أما محرك التوربو ديزل الوحيد من فئة V6 سعة 3 ليترات فيولّد 275 حصاناً وعزم 600 نيوتن متر، ويصل من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 6.9 ثانية مع سرعة قصوى 230 كلم/س. وتتصل هذه المحرّكات بعلبة تروس أوتوماتيكية فئة ZF من 8 نسب تنقل عزم الدوران للعجلات الأربع من خلال نسخة محسّنة من نظام Q4 رباعي الدفع الغني. أما نظام التعليق، فجاء من شوكة مزدوجة في الأمام ومحور خماسي الوصلات في الخلف. متطورة بشغف يستقر قابض فاصل في قلب نظام Q4 رباعي الدفع، يتموضع داخل صندوق التروس ومثبّت خلف علبة التروس الأوتوماتيكية ثمانية النسب فئة ZF. ويمكن الأنظمة الإلكترونية ب Q4 أن تجعل القابض الفاصل الرطب متعدد الصفائح يستغرق وقتاً لا يتعدّى ال150 من الألف من ثانية من الفتح الكلي وحتى تعشيقه بالكامل، ما يعني التحول في غمضة عين بين الانحياز بنسبة 100 في المئة لنظام الدفع الخلفي إلى نظام دفع رباعي يقسم عزم الدوران مناصفة بين المحورين الأمامي والخلفي. وأبرز ما في نظام الدفع الرباعي Q4 أنه يتيح للسيارة السير من دون أدنى مشكلات في فصول الشتاء الممطرة والجليدية الزلقة، من دون التضحية بمفهوم القيادة الديناميكية التي هي سمة أساسية في عروض مازيراتي رياضية النفس بامتياز. وعن الأنظمة الإلكترونية المُدعمة، يمكن ذكر مثبّت السرعة المتأقلم مع خاصية التوقّف والانطلاق، وذلك للتحذير من التصادمات الأمامية، والمصابيح الرئيسة المتأقلمة مع مدى الإضاءة العالي، ومساعد الضغط على الكبح ونظام التحذير من تخطّي المسار، والكاميرا المحيطية الشاملة، وأيضاً نظام المساعدة على الهبوط من المرتفعات القاسية ونظام رصد الزوايا غير المرئية ومساعد الكبح، ناهيك عن الوسادات الهوائية الست، وغيرها. وعموماً، فإن دخول مازيراتي قطاع سيارات الSUV له ما يبرره اقتصادياً، فربما تكون ليفانتي هي طوق النجاة الأخير لبقاء مازيراتي على الساحة، إلى جانب قدرتها على صنع عروض رياضية وإنتاجها بحجم غران توريسمو. ومن خلال اختبارنا الميداني لهذه السيارة، يبدو أن مازيراتي نجحت في تقديم مركبة رياضية على الحلبات كما اتضح لنا من قيادتها على حلبة بالوكو بنمطي القيادة «إرو1» و»إرو2» اللذين يخفضان ارتفاع السيارة 20 و35 ملم على التوالي لثبات وتماسك ملفتين. وهي أيضاً قادرة على اجتياز المسارات الوعرة من خلال نمطي Off Road 1 وOff Road 2 اللذين يرفعان الخلوص الأرضي 25 و40 ملم على التوالي. ولا شك في أن ليفانتي التي يبدأ سعرها من 332250 درهم إماراتي (نحو 90500 دولار)، جاءت لتنافس في قطاع متخم بالعروض المميزة، لكنها تملك كل مقومات النجاح كلها.