على وقع الجهود الأميركية لاحتواء أزمة الغارة الاسرائيلية على "قافلة الحرية" ووسط الدعوات من خبراء مرموقين باعادة النظر في الحصار المفروض على قطاع غزة، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الوضع في القطاع "ليس مقبولا ولا يمكن أن يستمر"، فيما سارت تظاهرات شعبية في كبرى المدن الأميركية تنديدا بالغالرة على السفينة التي كان على متنها 11 أميركيا. كلينتون، وبعد لقائها وعلى مدى ساعتين نظيرها التركي أحمد داود أوغلو، أعلنت أن الوضع في قطاع غزة "غير مقبول" و"لا يمكن أن يستمر"، واستعجلت قيام إسرائيل بالتحقيق في الهجوم على السفن التي كانت تنقل مساعدات انسانية إلى قطاع غزة، وشددت على ضرورة تمتع هذا التحقيق ب"المصداقية". " وقالت كلينتون "ندعم بأوضح العبارات النداء الذي وجهه مجلس الأمن الدولي لاجراء تحقيق سريع وحيادي وذي مصداقية وشفاف". وأضافت "نحن ندعم تحقيقا إسرائيليا يلبي هذه المعايير"، مشيرة إلى "اننا منفتحون أيضا على شتى الطرق التي تضمن مصداقية هذا التحقيق، بما في ذلك مشاركة دولية" فيه وهو ما ترفضه اسرائيل. وشددت الوزيرة على أن واشنطن "ستواصل بحث هذه الافكار" في الأسابيع المقبلة مع إسرائيل وباقي "الشركاء الدوليين. وتزامن ذلك مع اعلان البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أجريا محادثات هاتفية وحيث "أعرب (أوباما) عن تعازيه الحارة للارواح التي زهقت والجرحى الذين سقطوا في العملية العسكرية الإسرائيلية ضد السفينة التي كانت ترفع العلم التركي ومتوجهة إلى غزة". وأضاف البيان أن أوباما قال لاردوغان إن "الولاياتالمتحدة تعمل عن كثب مع إسرائيل من أجل التوصل إلى اطلاق سراح ركاب" البواخر التي احتجزتها إسرائيل. ومع تكرار تأييد الولاياتالمتحدة "لتحقيق جدي وغير منحاز وشفاف حول وقائع المأساة" شدد أوباما على " أهمية ايجاد أفضل الطرق لنقل المساعدات الانسانية إلى سكان غزة بدون التعرض لأمن إسرائيل". كما كرر أهمية الوصول الى خل الدولتين وسلام شامل لانهاء النزاع. وتحاول واشنطن التوسط بين حليفين بارزين لها في منطقة الشرق الأوسط ولهم دور أساسي في الملفات الساخنة مثل ايران وعملية السلام. وستصب الجهود الأميركية في احتواء الأزمة وتفادي تكرارها في وقت قريب. ومن يجري البحث في آليات مختلفة لمراجعة الحصار ومع تأكيد خبراء بارزون بينهم روبرت مالي وميشال دان بأن على واشنطن اعتماد مقاربة مختلفة مع حماس، وتخفيف الحصار والدفع بالمصالحة بين فتح وحماس وكون الواقع الحالي لغزة قد يعود لتفجير عملية السلام في المرحلة المقبلة. وكان المبعوث الأميركي جورج ميتشل توجه الى بيت لحم أمس على رأس وفد من البيت الأبيض والخارجية الأميركية للمشاركة في مؤتمر الاستثمار الفلسطيني. واستكملت في المدن الأميركية حركات التظاهر ضد الغارة الاسرائيلية، وسارت تجمعات أمام البيت الأبيض والقناصل الاسرائيلية في مدن نيويورك وفيلاديلفيا وسان فرانسيسكو.